دخل عمال شركة فينيسيا لتصنيع السيراميك في إضراب عن العمل، منذ الأحد الماضي، للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور، وتحسين خدمات الرعاية الصحية، إضافة للمطالبة بحافز شهري ثابت، وكان رد الإدارة أن أصدرت قرارا بغلق الشركة، ابتداء من اليوم الثلاثاء، في محاولة منها لكسر الإضراب، وفق عمال بالشركة.
وشمل الإضراب كل مصانع الشركة “مصنع الحوائط، ومصنعي 1 و2 لسيراميك الأرضيات”، في وقت امتنعت الإدارة عن إرسال سيارات نقل العمال، منذ مساء الأحد “موعد الوردية الثالثة”، لإجبارهم على فض الإضراب، ما اضطر العمال للذهاب إلى العمل، الاثنين، في سيارات أجرة على حسابهم الخاص، وهو ما تكرر اليوم الثلاثاء، لكنهم لم يتمكنوا من دخول الشركة في موعد الوردية الأولى بسبب قرار الإغلاق.
ويعد إغلاق المصنع بطحة غير قانونية تخالف مواد الدستور، ما يستوجب معاقبة القامين على المصنع، والذين يتمتعون بعلاقات واسعة مع السلطات الأمنية والسياسية التي تمنع مساءلتهم.
رواتب ضئيلة وظروف عمل شاقة
ويعاني العمال من تدني الأجور، التي يزيد متوسطها قليلا عن نصف الحد الأدنى للأجور، والمقرر بـ6 آلاف جنيه.
وفي تصريحات إعلامية لبعض عمال الشركة، يكالب العمال منذ أكثر من 6 أشهر بزيادة الرواتب، إلا أن الإدارة تماطل ما اضطرهم للدخول في إضراب عن العمل مردفا “كل شهر يوعدونا بتعديل المرتبات ومش بنشوف حاجة”.
وقال أحد العمال: إن “غالبية العمال يحاولون البحث عن عمل إضافي، لكن ظروف العمل في أقسام المصانع المختلفة، وهي ذات طبيعة شاقة، فضلا عن نظام الورديات الثلاثة، يمنعهم من ذلك، ما دفع كثيرا من العمال للاقتراض، سواء من البنوك أو جمعيات الإقراض لسد احتياجات أسرهم.
مضيفا: “تقريبا مفيش حد من العمال اللي أعرفهم مش مديون، طيب هنعمل إيه؟ بيدخل علينا الأعياد ومواسم المدارس، مفيش في جيوبنا جنيه”.
ويحكي عامل أن أحد زملائه بكى، الأحد الماضي، أمام العضو المنتدب مصطفى سنبل، عندما حاول الأخير إقناعهم بفض الإضراب، حيث قال وهو يبكي: “يا أستاذ مصطفى، أنا كنت إمبارح وردية ثالثة روحت مفيش في بيتي جنيه ملقتش 20 جنيها أجيب بيها إفطارا لأولادي”.
ولا تقتصر مشكلات عمال شركة فينيسيا، بالمنطقة الصناعية الرابعة في مدينة السادس من أكتوبر، على تدني الأجور، إذ يعانون من سوء خدمات الرعاية الصحية كذلك، لا يوجد في الشركة التي تضم 3 مصانع، ويعمل بها نحو 3 آلاف عامل، سيارة إسعاف واحدة، ما عرض الكثير من العمال للخطر في ظل تكرار حوادث العمل.
ووفق شهود من العمال، فمنذ عدة أشهر، دهس لودر أحد العمال، وانتظر أكثر من ساعة حتى نقلته سيارة تابعة للشركة، بعدما حمله زملاؤه ووضعوه فيها، ما أدى لتفاقم إصابته، “ما أدى لإجرائه أكتر من 3 عمليات ولحد دلوقتي مش قادر يقف على رجليه، وخلال الفترة اللي فاتت كان في أكثر من 4 حوادث قطع إصبع من أيادي وأرجل عمال في قسم الطواحين”.
أزمة التأمين الصحي
وأضاف أحد العمال أنه رغم توفر خدمة التأمين الصحي، لكنهم لا يزالون يحملون البطاقات الصحية الورقية، ويذهبون للكشف بناء على خطاب من الشركة للتأمين الصحي الحكومي ، الشركة مش متعاقدة مع أي مستشفى خاص، وبنروح التأمين مش بنلاقي أي إمكانات، والعمليات الجراحية بتاخد وقت على ما يتحدد موعدها وتأخذ موافقة من الشركة، بيكون المريض تعب واضطر يعملها على حسابه”.
ويعاني مئات العمال بالشركة من أمراض صدرية، من الأتربة والمواد الكيميائية، خاصة في أقسام المعامل والطواحين، وفق المصادر العمالية.
ولم تجرِ الإدارة أي اتصال بالعمال منذ صباح الأحد، عندما تحدث معهم العضو المنتدب مصطفى سنبل، وطالبهم بفض الإضراب مقابل زيادة قدرها 500 جنيه، فتمسك العمال بإقرار الحد الأدنى للأجور، إضافة لتحسين الخدمات الصحية، وصرف حافز شهري ثابت.
إضراب لينين جروب للمنسوجات
ووفق تقارير إخبارية، نشرتها منصات عمالية، فإن إضراب عمال فينيسيا ليس الأول من نوعه خلال الفترة الماضية، إذ سبقهم عمال شركة لينين جروب للمنسوجات بالإسكندرية، وعمال شركة كيرسرفيس، وعمال الشركة التركية للملابس تي آند سي بمدينة العبور، وعمال مطاحن الخمس نجوم، وغيرهم ممن طالبوا بتعديل رواتبهم.
وفي السابع من فبراير الماضي، تم رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50%، ليصل إلى 6 آلاف جنيه شهريا، لكن القرار لم يشمل شركات قطاع الأعمال العام.
وفي مايو2024، قرر المجلس القومي للأجور رفع الحد الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص إلى 6000 جنيه، واستثنى القرار العاملين بالمشروعات متناهية الصغر التي يقل عدد العمال بها عن 10 عمال.