في الذكرى الـ 11 لفض اعتصام رابعة لا يمكن أن ننسى المئات من الشهداء، والذين أصبحت دماؤهم لعنة تطارد السيسي وعصابته ، كما يجب أن نتذكر عذابات الآلاف من المعتقلين الذين ضربوا أروع الأمثلة في الثبات والتضحية.
وشهد ميدان رابعة واحدة من أكبر وقائع القتل الجماعي لمتظاهرين سلميين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث، وفي صباح يوم 14 أغسطس 2013 دخلت قوات أمن الانقلاب مدعومة بقوات من الجيش الميدان عقب صلاة الفجر، حيث تم اقتحام الميدان من مداخله الخمسة، وفتحت النار على حشود كبيرة ولم تترك مخارج آمنة لمدة تقترب من 12 ساعة، وأطلقت النار على المرافق الطبية الميدانية، ووضعت قناصة لاستهداف أي شخص يسعى للدخول أو الخروج من المستشفى الميداني في ميدان رابعة.
ودخلت قوات الأمن من كل المداخل بـ”المدرعات والجرافات والقوات البرية والقناصة”، وذكر معتصمون أنها أطلقت الغاز المدمع والذخيرة الحية فور دخولها.
وقامت بعد ذلك الجرافات بالدخول مع تناثر الرائحة الكريهة المنبعثة من الميدان نتيجة الحرائق والدماء والجثث المحترقة والجثث التي بدأت تتعفن، إلى جانب بدء حرق كل الخيام المتبقية.
ولم يجد المعتصمون سوى المستشفى الميداني لنقل المصابين والذي تبقى منهم أصبح جثثا ملقاة على الأرض ملفوفة بقماش أبيض، كلها مجهولة وأصحابها غير معروفين، وعلى أغلبهم مصاحف صغيرة، رائحة بشعة تفوح في كل أرجاء المكان، جثث متفحمة، غاز مسيل للدموع، دخان الخيام المحترقة، وأغراض المعتصمين المتفحمة، جرافات وكاسحات ضخمة في كل مكان.
وفي نهاية اليوم أشعلت قوات الأمن النيران في المنصة المركزية والمستشفى الميداني والطابق الأول من مستشفى رابعة.
أعداد الشهداء
الجميع اتفق أنها مجزرة ضد الإنسانية، لم يستحق هؤلاء المعتصمون السلميين ما حدث لهم من ترويع وقتل واعتقال، ولكن للتوثيق فإن أعداد الشهداء اختلف من توثيق لآخر، فأكد كلا من الدكتور محمد البلتاجي والدكتور عصام العريان في شهادتهما من داخل أرض المجزرة، آنذاك، أن عدد الشهداء تجاوز 3 آلاف قتيل، إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين، وذهب آخرون إلى أن عدد القتلى بلغ 5 آلاف.
وأعلن “تحالف دعم الشرعية” أن إجمالي الوفيات في فض اعتصام رابعة وحده بلغ 2600 قتيل، وهو العدد الذي أعلنه المستشفى الميداني في رابعة.
من ناحيته، قدر تقرير وزارة الصحة المصرية عدد الضحايا بـ670 قتيلا ونحو 4400 مصاب، وأعلن المسؤولون عن الطب الشرعي بالقاهرة في الخامس من نوفمبر 2013 أن إجمالي عدد القتلى بلغ 377 قتيلا، من بينهم 31 جثة مجهولة الهوية.
أما منظمة “هيومن رايتس ووتش” فوثقت مقتل 817 شخصا في “فض رابعة”، مع الأخذ بعين الاعتبار الجثث مجهولة الهوية والمفقودين وشهادات الناجين.
وقالت المنظمة: إن “قوات الأمن المصرية قتلت أكثر من ألف على الأرجح” ونقلت عن الشهود أن الشرطة احتجزت أكثر من 800 متظاهر من الاعتصام، واعتدت على بعضهم بالضرب والتعذيب، بل الإعدام الميداني في بعض الحالات.