أبرز الأكاذيب التي استعملها السيسي لتشوية معتصمي “رابعة” و”النهضة”

- ‎فيتقارير

 

قبل 11 عاما، استغل قائد الانقلاب العسكري وسائل الإعلام لنشر الأكاذيب التي تستهدف تشويه المعتصمين في ميداني “رابعة العدوية” و”النهضة” وزرع الفتنة والتحريض بين أبناء الوطن الواحد، وتهيئة الرافضين لحكم الدكتور محمد مرسي، لقبول المجزرة التي ارتكبتها قوات من الشرطة والجيش بحق المعتصمين في 14 أغسطس 2013، حتى لو أدى ذلك لوقوع خسائر كبيرة في الأرواح.

 

لذا كان الهدف الأساسي لإعلام العسكر والذي شاركت فيه قنوات تلفزيونية وصحف ومواقع إخبارية، سواء مملوكة للدولة أو خاصة، هو القضاء على أي تعاطف مع المعتصمين وضرورة تفريقهم، مهما كانت الخسائر، بالإضافة لتلفيق اتهامات عديدة، لهؤلاء المعتصمون الذين كانوا يطالبون باستعادة الشرعية، لتبدأ عملية تشويه اعتصام رابعة العدوية منذ الأيام الأولى له، ثم تصاعدت يوما بعد يوم حتى وصل التحريض الإعلامي ذروته قبل عملية فض الاعتصام مباشرة.

 

وتنوعت الإشاعات والاتهامات من رافضي الاعتصامين، من اتهامات للمعتصمين بقتل مواطنين ودفنهم تحت المنصة الرئيسية للاعتصام، إلى ممارسة المعتصمين جهاد النكاح، وقطع الطريق وتعطيل مصالح المواطنين، ويُمكن حصر أبرز محاولات التشويه فيما يلي:

 

-قادة الاعتصام تمنع المعتصمين من الخروج

في البداية نشرت الصحف والقنوات التلفزيونية أخبارا عديدة عن رغبة المعتصمين في مغادرة ميدان رابعة العدوية، لكن قيادة الاعتصام تمنعهم من الخروج.

وروج الإعلام لفكرة أن المسؤولين عن الاعتصام سحبوا البطاقات من المعتصمين، لمنعهم من الخروج من الاعتصام وإجبارهم على الاستمرار.

 

لكن البث المباشر للقنوات الفضائية، أثبتت كذب ذلك عبر بث فيديوهات لآلاف المعتصمين وهم يدخلون في مقابل آلاف أخرى يخرجون  بشكل طبيعي والعودة مجددا، حيث كان المعتصمون يخرجون لقضاء احتياجاتهم من أكل ومياه وملابس، بل وأعمال،  بشكل آمن، وكذلك القاطنين في العمارات المجاورة،  وبشهادة الجميع كانوا يخرجون إلى أعمالهم ويرجعون بكل يسر وسهولة ودون مضايقات من أحد.

 

ـ الاتجار بالأطفال

 

وكذلك، ادعت بعض وسائل الإعلام بأخبار عن قيام المعتصمين بإحضار أطفال الملاجئ ودور الأيتام لمقر الاعتصام، رغم أن الأطفال كانوا ذاهبين مع أحد مسؤولي الجمعيات الخيرية لشراء ملابس العيد لهم، لكن تم القبض عليهم وتلفيق تهم كاذبة لاستغلالها في تشويه الاعتصام.

 

ـ نكاح الجهاد

 

وزعم إعلاميون، بينهم محمد الغيطي في قناة التحرير (خاصة)، وجود علاقات جنسية بين معتصمين ومعتصمات تحت مسمى “نكاح الجهاد”، وهو أمر غير موجود في الدين الإسلامي، واعتمد على شائعة أخرى مرتبطة بالثورة السورية، التي اندلعت أيضا في 2011 للمطالبة بتداول سلمي للسلطة.

 

ـ انتشار الأمراض

 

كما روج الإعلام شائعات تفيد بانتشار الأمراض المعدية بين المعتصمين، وذلك لتخويف المتعاطفين والمتضامنين مع المعتصمين من الذهاب إليهم، وتحدث إبراهيم عيسى عن “الجرب” الذي انتشر بين المعتصمين.

 

ـ قتلى أسفل منصة رابعة

 

فيما اتهم الإعلامي أحمد موسى القياديين في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي وأسامة ياسين، بقتل 80 مواطنا، ودفنهم تحت تمثال للكرة الأرضية في شارع مصطفى النحاس.

 

وسبق هذا الاتهام تأكيدات من خبراء أمنيين بأن الإخوان قتلوا عشرات المصريين ودفنوهم تحت المنصة الرئيسية للاعتصام، وهو ما ثبت استحالة وقوعه، بحسب فيلم وثائقي عرضته قناة الجزيرة استند إلى أدلة تنفى إمكانية وقوع مثل تلك الجريمة، فضلا عن تساؤلات بشأن هوية القتلى.

 

تهمة أخرى لاحقت المعتصمين ورددها الإعلام واستضاف لأجلها الضيوف والخبراء والمحللين، وتتعلق بـ”المقابل المادي للنساء اللاتي قبلن ممارسة جهاد النكاح مع المعتصمين”.

 

ـ اعتصام مسلح

وفي تمهيد لجريمة الفض المسلح، تناقلت وسائل الإعلام تقاريرا عن وجود مسلحين داخل الاعتصام، وهو ما نفاه مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وقت اعتصام رابعة العدوية، حسام بهجت، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قال فيها: “للأمانة وللتاريخ وقبل سفك الدماء، أقول لم يثبت لنا حتى الآن وجود أسلحة داخل اعتصام رابعة”.

 

ـ أسلحة كيميائية

 

وفي تشويه واضح للحقائق كتبت جريدة الشروق عنوان جاء فيه “رصد أسلحة ثقيلة في اعتصام الإخوان يؤخر فضه”، وأن المعتصمين أعلنوا “مجلس حرب” على الجيش والشرطة ويمتلكون أسلحة ثقيلة وأوتوماتيكية وكلاشنكوف وصواريخ، وذلك طبقا لمصادر لم يسمونها.

 

وعلى ما يبدو استقت “المصادر المجهولة”، التي تحدثت لـ”الشروق”، معلوماتها من مقطع مصور نشره شخص ما على موقع يوتيوب، ونسبه كذبا إلى منصة اعتصام رابعة.

 

ولاحقا، اتضح أن المقطع تم تصويره في شبه جزيرة سيناء عن ردود أفعال تنظيمات جهادية على بيان السيسي بشأن عزل الدكتور مرسي؛ إذ صعد شخص مجهول إلى منصة ودعا إلى إعلان “مجلس حرب”.

 

كما زعمت صحيفة “الأخبار” أن المعتصمين في ميداني “رابعة” و”النهضة” يمتلكون أسلحة كيميائية، ولحقت بها صحيفة “الوطن” بادعاء أن المعتصمين نقلوا فجرا أسلحة كيميائية وصواريخ من سوريا إلى ميداني الاعتصام.

 

لكن وزير خارجية الانقلاب استغل هذا الخبر، ليخرج بتصريح آخر يؤكد فيه هو الآخر نفس الاتهامات.

 

وعلى الرغم من كل تلك الأكاذيب، التي لم يستطع السيسي وجنوده وإعلاميوه إثبات صحتها،  طوال عقد من الزمان، داست آليات الجيش والشرطة أشلاء المصريين وأحرقتهم، في ميداني رابعة والنهضة، وجميع شوارع وميادين مصر، دون اكتراث لحرمة الدم المصري.