أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 15 شخصاً من عائلة فلسطينية واحدة في قصف جوي إسرائيلي في ساعة مبكرة من اليوم (السبت) في وسط قطاع غزة، بينهم تسعة أطفال وثلاث نساء.
وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة بحق عائلة فلسطينية، بعد أن قصفت منزلا لجأوا إليه في بلدة الزوايدة، وسط قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني، إنّ طائرة حربية تابعة للاحتلال قصفت منشأة (بركس) ومنزلاً لعائلة العجلة قرب مدخل بلدة الزوايدة، ما تسبب باشتعال النيران في المكان، فيما سقط جراء القصف 17 شهيدا، 15 فردا من عائلة “العجلة” هم رجل ووالدته وزوجتاه و11 من أبنائه وجرحى نقلوا المستشفى، فيما لا تزال أعمال البحث جارية بحثًا عن مفقودين وعالقين تحت الأنقاض.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش على علم بتقارير عن مقتل 15 شخصا في غارة جوية على غزة وينظر في الأمر.
واستشهد 20 فلسطينيا بينهم 15 من عائلة واحدة وأصيب آخرون، في قصف متواصل منذ فجر السبت، على مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، بينما واصلت المدفعية الإسرائيلية قصفها المدفعي على شرقي مدينتي دير البلح وخان يونس.
وشهدت المناطق الشرقية من مدينة دير البلح قصفًا مدفعياً عنيفًا وإطلاق قنابل إنارة من طائرات حربية، وسط إطلاق نار عنيف من الآليات المتوغلة في منطقة الجعفراوية.
وفي جنوب القطاع، أفاد مصدر طبي بمجمع ناصر الطبي، بوصول شهيدين في قصف إسرائيلي استهدف عربة يجرها حصان في منطقة الزنة شرق خان يونس.
كما نفذت آليات عسكرية إسرائيلية شرق ووسط مدينتي رفح وخان يونس قصفا متقطعا، بالتزامن مع إطلاق نار من الآليات المتوغلة والطائرات المروحية والمسيرة.
وشنت قوات الاحتلال عمليات نسفٍ لعشرات المباني السكنية غربي مدينة رفح حيث سمعت أصوات التفجيرات من مناطق بعيدة في خان يونس وأطراف المحافظة الوسطى.
أما في مدينة غزة، فقد تواصل القصف المدفعي المكثف وإطلاق النار من الآليات العسكرية على حي الصبرة جنوبي المدينة، وسقطت ثلاث قذائف قرب ديوان أبو شريعة جنوب الحي، ما تسبب بوقوع إصابتين، حسب مصادر طبية.
وأطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيرانها وقذائفها تجاه شاطئ مدينة غزة وشمال القطاع، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
إلى ذلك، طالب الجيش الإسرائيلي، السبت، سكان مخيم المغازي للاجئين ومناطق أخرى وسط قطاع غزة بإخلاء منازلهم استعدادا لشن عملية عسكرية “بشكل فوري”، في مواصلة لتهجير الفلسطينيين قسرا.
جاء ذلك في بيان لمتحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، نشره بحسابه الرسمي على منصة إكس.
وشملت أوامر الإخلاء “كل المتواجدين في بلوكات 2232, 2340, 2343, 2245, 2244 ,2243, 2242, 2241, 2240 في منطقة المغازي وحارات شارع صلاح الدين ومنطقتي الفاروق والأمل وسط القطاع”.
وزعم أدرعي، أن ذلك يأتي “على خلفية إطلاق قذائف صاروخية بشكل متواصل من قبل حماس والمنظمات الإرهابية من هذه المناطق”، وفق تعبيره.
وطالب متحدث الجيش الإسرائيلي سكان هذه المناطق بالتوجه إلى ما يسمى “المنطقة الإنسانية” في المواصي غربي القطاع.
وأمس الجمعة، قلص الجيش الإسرائيلي مساحة “المنطقة الإنسانية” المكتظة بمئات الآلاف من النازحين بعد مطالبته لهم بإخلاء أجزاء واسعة منها لتنفيذ عملية عسكرية فيها.
والثلاثاء، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إن الجيش الإسرائيلي وضع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نحو 84 بالمئة من مساحة قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء.
وأضافت في بيان، أن “النزوح في غزة لا ينتهي أبدا، الناس يفرون من أجل النجاة بحياتهم ويأخذون معهم ما يستطيعون حمله، تاركين كل شيء آخر وراءهم”.
وأوضحت الوكالة الأممية أن النازحين باتوا “مرهقين ولا يجدون مكانا آمنا يلتجؤون إليه”.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثف الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء خصوصا في مدينتي خان يونس ودير البلح وبمناطق شمالي القطاع.
ويواجه أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة، معاناة جراء رحلات النزوح المتكررة والممتدة منذ بداية الحرب، حيث يقيم بعضهم في خيام أو مراكز إيواء أو أماكن أخرى مثل عيادات وسجون ومدن ألعاب، وسط ظروف معيشية وإنسانية قاسية يفاقمها انتشار الأمراض والأوبئة ونقص المياه والأدوية.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة
واندلعت الحرب المستمرة منذ عشرة شهور بين إسرائيل والشعب الفلسطين في السابع من أكتوبر عقب عملية الطوفان التي تبنتها «حماس» للرد على المجازر الصهيونية المتعددة بحق الشعب الفلسطيني وكذلك التدنيس المستمر للمسجد الأقصى ماأسفر عن مقتل 1200 صهيوني
واحتجاز نحو 250 رهينة حسبما تقول الإحصائيات الإسرائيلية.
وكشفت السلطات الصحية في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أعقب ذلك أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني بالإضافة لمئات الآلاف من المصابين.