وكأن الحرب والأمراض التي تفشت مؤخراً فضلا عن شح المساعدات لم تكف السودانيين الذين يعيشون قهراً يومياً، لتطل مأساة جديدة،حيث تسببت الفيضانات في السودان في تدمير نحو 70 قرية بالمناطق الشمالية والشرقية كليا وجزئيا.
بحسب تقرير حكومي بلغ عدد المنازل المنهارة كليا 12 ألفا و420 منزلا، وتركزت معظم الأضرار في الولايتين الشمالية ونهر النيل.
تزامنا مع الفيضانات التي ضربت شرق السودان، دمرت فيضاناتٌ أخرى مناطق واسعة في الإقليم الشمالي وتسببت في تشريد أكثر من 100 ألف شخص.
وغالبا ما يشهد السودان أمطارا غزيرة تسبب سيولا وفيضانات بين شهري مايو وأكتوبر من كل سنة، ما يلحق الأضرار بالبنى التحتية والمحاصيل ويشرّد عائلات بكاملها.
والسبت غمرت سيول وأمطار منطقة “أربعات” شمال مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر ما تسبب في انهيار سد أربعات وجرف قرى بأكملها.
وقالت الأمم المتحدة نقلا عن مسؤولين محليين إن 30 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في انهيار سد أربعات، مضيفة أن العدد الإجمالي قد يكون أعلى منذ لك بكثير.
وترجع أهمية سد أربعات إلى تخزين مياه الأمطار الموسمية وهو الخزان الذي تعتمد عليه بورتسودان في إمدادها بالمياه.
وفي هذا الصدد قال متطوعون محليون يعملون في إغاثة المتأثرين بالسيول، لوكالة فرانس برس في بورتسودان إن انهيار السد جرف 20 قرية بشكل كلي ودمّر 50 قرية جزئيا.
وقال عيسى أدروب أحد سكان منطقة أربعات “السيل جرف المنازل والحيوانات الناس صعدت إلى الجبال لتحمي نفسها”.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا”، كشف سابقا عن تأثر 317 ألف شخص وتضرر 58 ألف منزل جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت 60 منطقة في 16 ولاية، منذ بدء موسم الخريف في يونيو الماضي.
كما أشار إلى نزوح 118 ألف فرد من مجموع الـ 317 ألف شخص الذين تأثروا، حيث تُعد ولاية شمال دارفور الأكثر تضررًا وفيها تأثر 76.095 فردًا، تليها نهر النيل والولاية الشمالية وغرب دارفور.
إلى ذلك، أودت الأمطار والفيضانات بحياة 39 شخصًا وأصابت 112 آخرين، فيما دمرت 26.918 منزلًا كليًا وسببت الضرر الجزئي لـ 31.236 منزلًا.
الحركة تتوقف على طريق مصر والسودان
بسبب الأمطار والفيضانات المدمرة، أعلنت إدارة المرور السريع في ولاية البحر الأحمر بالسودان، السبت، إغلاق الطريق بين مصر والسودان.
فقد تعرض الطريق الرابط بين مصر والسودان إلى انجراف في منطقة عروس عند الكيلو 17 والكيلو 20، بسبب الفيضانات والأمطار التي تعرضت لها الولاية، وتدفق المياه من سد أربعات بعد انهياره، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
وزادت السيول والفيضانات المدمرة التي اجتاحت أكثر من 100 مدينة وقرية في عدد من مناطق السودان مؤخرا، المخاوف من ارتفاع عدد المهددين بالجوع إلى 40 مليون من سكان البلاد البالغ تعدادهم 48 مليون نسمة.
ونتيجة السيول والأمطار الغزيرة تنتشر الأمراض والأوبئة، وكان وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم أعلن في 17 من الشهر الجاري تفشي وباء الكوليرا، إلى جانب ظهور عدد من الأمراض الأخرى،حيث أعلن سابقا إصابة 556 فردًا بالكوليرا التي أودت بحياة 27 آخرين في ولايات كسلا والقضارف والجزيرة والخرطوم.
.