قتل جندي إسرائيلي، اليوم السبت، وأصيب آخرين في معارك بحي الجابريات في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلنت سرايا القدس تفجير عبوة ناسفة في آلية عسكرية لجيش الاحتلال
وأفادت تقارير إسرائيلي بأن قوات جيش الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية من عدة محاور إلى جنين ومخيمها، حيث وقعت اشتباكات عنيفة منذ ساعات الصباح، فيما سمعت أصوات انفجارات ضخمة في المخيم.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع ما أسمته “حدث أمني صعب” بمخيم جنين في وقت تناقلت فيه مواقع التواصل مقاطع فيديو وصور لنقل إصابات لحقت بقوات جيش الاحتلال المهاجمة هناك.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة حضور حضور سيارات إسعاف تابعة لجيش الاحتلال إلى مكان الحادث لنقل مصابين من الجنود في المخيم، بحسب روسيا اليوم.
في الأثناء حلقت مروحيات عسكرية إسرائيلية من طراز “أباتشي” على علو منخفض في سماء مخيم جنين.
ووثقت فيديوهات من داخل مخيم جنين مشاهد لجنود جيش الاحتلال وهم ينقلون زملاءهم المصابين بعد وقوعهم بكمين.
وصباح اليوم، أعلنت كتيبة جنين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة معدة مسبقا في آلية عسكرية بمحور شارع الجابريات، مؤكدة إيقاع إصابات في صفوف قوات الاحتلال.
وأضافت الكتيبة أن المقاومين يواصلون استهداف قوات الاحتلال بوابل من الرصاص في محاور حيفا والناصرة ونابلس ومحيط مخيم جنين.
كما أصيب 3 إسرائيليين أحدهم قائد لواء “عتصيون” في جيش الاحتلال بجراح جراء عمليتين متزامنتين بموقعين في “عتصيون” و “كرمي تصور” شمال مدينة الخليل، فيما أعلن عن استشهاد منفذيهما.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن مركبة مفخخة انفجرت داخل محطة محروقات “عصيون”، بينما وقع انفجار آخر بسيارة عند اختراقها لمستوطنة “كرمي تسور” قرب بلدة بيت أمر شمال الخليل.
كانت القوات الإسرائيلية قد قامت بتفجير منزل يعود لعائلة مرقة صباح اليوم في مدينة الخليل، واعتقلت عدداً من الشبان خلال مداهمات لمنازل في المدينة.
وذكرت وكالة “وفا” للأنباء الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت عدة أحياء في مدينة الخليل، ونصبت العديد من الحواجز العسكرية عند مداخل عدد من بلدات المحافظة.
وأصدرت حركة حماس بياناً أشادت فيه بما وصفتها بـ “العملية البطولية المزدوجة” جنوب الضفة الغربية، قائلة إنها جاءت في “وقت حساس” حيث تواصل القوات الإسرائيلية الغارات في شمال المنطقة.
وأضاف البيان أن هذه “العملية النوعية” رسالة واضحة ببقاء “المقاومة” متى استمر “العدوان”، وتحمل دلالة رمزية من حيث المكان والزمان، في تأكيد على أنه “لا يمكن الاستفراد بأي جزء من الوطن”.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إنها “تهنئ” مرتكبي العملية، منددة بما وصفته بـ “التضليل الإعلامي” الإسرائيلي “عبر نشر روايات مفبركة والتقليل من شأن الاختراق الأمني الذي حققه المقاومون في هذه العملية”.
وأضاف الحركة في بيان لها أن هذا “لن يغير من واقع الأمر شيئاً” وأن تلك المحاولات تكشف أن “العملية قد أصابت المستويين الأمني والسياسي في الكيان بالحرج الشديد”.
“اشتباكات ضارية” في جنين
وقعت اشتباكات عنيفة وأصوات انفجارات وتحليق للطيران الحربي وطائرات الاستطلاع في سماء مخيم جنين.
ودفعت القوات الإسرائيلية بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى داخل المخيم، وسط سماع لأصوات إطلاق النار وخمسة انفجارات خلال الفترة الماضية.
وفي بيان منفصل، قالت حركة حماس إن مقاتلي كتائب القسام خاضوا اشتباكات مسلحة مع “قوة صهيونية” في بلدة كفردان غربي مدينة جنين.
وقال كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، إن مقاتليها يخوضون “اشتباكات ضارية” في محور الحي الشرقي بجنين، بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، موضحة أن تلك الاشتباكات أسفرت عن “إصابات مباشرة” في صفوف القوات الإسرائيلية.
وأضافت الكتائب عبر حسابها على تليغرام، أن مقاتليها نصبوا كميناً “مُحكَماً” لقوة مشاة إسرائيلية، ووقع أفراد تلك القوة “بين قتيل وجريح”.
وأفادت وكالة “وفا” الفلسطينية للأنباء بأن القوات الإسرائيلية منعت صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني في جنين من الوصول إلى مستشفى جنين الحكومي.
وقال مدير مركز الدفاع المدني في جنين ضرغام زكارنة، إن الجيش المتمركز أمام بوابة المستشفى الحكومي منع طواقم الدفاع من نقل المياه إلى داخل المستشفى، حيث يحتاج قسم غسيل الكلى الى 100 كوب يوميا من المياه.
وحذر مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر، من توقف خدمات غسيل الكلي، في حال استمر الاحتلال بمنع دخول المياه.
وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية كبرى في الضفة الغربية المحتلة، أطلق عليها “عملية المخيمات الصيفية” في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، بمشاركة مئات الجنود الإسرائيليين المدعومين بالمروحيات والطائرات المُسيرة وناقلات الجنود المدرعة التي داهمت مدن طولكرم وجنين ومناطق في غور الأردن.
وانسحبت القوات الإسرائيلية من بلدات أخرى في الضف
وانسحبت القوات الإسرائيلية من بلدات أخرى في الضفة الغربية في وقت متأخر من الخميس لكن القتال استمر حول جنين، التي جرفت القوات الإسرائيلية أحياء واسعة من المنطقة الشرقية منها بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
ومنذ الأربعاء قتل الجيش الإسرائيلي 20 فلسطينياً على الأقل، في غارات متزامنة في عدة مدن في شمال الضفة الغربية.
ومنذ الجمعة ركزت إسرائيل عملياتها في الضفة على مدينة جنين ومخيماتها للاجئين.
وبوتيرة شبه يومية، تعلن المقاومة الفلسطينية في شمال الضفة المحتلة تنفيذها عمليات حيث تتعرض نقاط عسكرية إسرائيلية وحواجز ومركبات لعمليات إطلاق نار.
يأتي ذلك بينما تشن قوات الاحتلال منذ فجر 28 أغسطس ، عملية عسكرية وُصفت بأنها الأوسع منذ عملية “السور الواقي” عام 2002، تستهدف مقاومين في مدن جنين وطولكرم وطوباس شمال الضفة الغربية.
وخلفت عشرات العمليات العسكرية الإسرائيلية دماراً كبيراً في البنية التحتية لمدينتي جنين ومخيمها وطولكرم ومخيميها، بما في ذلك أعمال حفر وتخريب لشبكات الطرق والمياه والكهرباء والصرف الصحي.
وصعَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر 2023، اعتداءاته في الضفة الغربية بما فيها القدس، حيث استشهد أكثر من 670 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وأصاب أكثر من 5 آلاف و400، واعتقل ما يزيد على 10 آلاف.