استعرض محللون سياسيون كيف دفعت عواصم التطبيع والثورة المضادة -وهما في اتجاه واحد مزدوج- المقاومة إلى إيران حيث ما يسمى “محور المقاومة” والذي يعني تعاونا عسكريا ولوجستيا في مواجهة عدو (الصهاينة) مشترك إلى حد ما بين الطرفين وباستفادات كبيرة لتغيير الصورة الذهنية لهذا المحور الذي تورط في عمليات إبادة للمسلمين السنة في سوريا واليمن وبنسبة ما في العراق.
وقال المحلل الفلسطيني السياسي نظام المهداوي في مقال بعنوان “هل يُحاكم الفلسطيني لاستعانته بمساعدة إيران؟” إنه “لو كان هناك من يحكم بالعدل، لكان يجب محاسبة من جعل الفلسطينيين يستعينون بالإيرانيين. ولحاسبت الشعوب أنظمتها التي تجيد فرد عضلاتها فقط عبر ذبابها لتمسيخ المقاومة الفلسطينية ولعن إيران عبر مواقع التواصل”.
وتساءل @NezamMahdawi ” :
-من الذي سلم العراق لإيران؟ أليست الأنظمة العربية وأولها السعودية؟ ..
– من الذي عاث فساداً وتسليحاً وتمويلاً للميليشيات في سوريا حتى صارت تحت ثلاثة احتلالات: نظام علوي مجرم وروسيا وإيران؟ .. أليست دول الخليج وعلى رأسها السعودية؟..
– من الذي استدعى بشار الأسد، حليف إيران الرئيسي، وأعاده إلى العرب ليجلس مع باقي الأنظمة في قمم العار؟ أليست السعودية و الامارات؟..
– من كان أكبر داعم لاقتصاد إيران بنحو عشرين مليار دولار سنوياً خرقاً للحصار الدولي الذي كان سيضعف النظام الإيراني وقد يسقطه؟ أليست الإمارات؟
– من حول دبي إلى مصرف مالي لنظام طهران؟ أليست الإمارات؟
– من التي تركت جزرها محتلة لدى الإيرانيين وذهبت لتستولي على جزر عربية عنوة وتقتيلاً؟ أليست الإمارات؟
-من الذي تعامل مع الحوثي وكأنه نبتة شيطانية وذهب ليحاربه، فقتل البشر وهدم الحجر فيما دفعت هذه الحرب الحوثيين لنسج تحالف أكبر وأقوى مع إيران، ثم عاد ليعتبر الحوثي جزءاً من نسيج اليمن؟ أليس الدب الداشر محمد بن سلمان؟.
– من الذي أضعف سنة لبنان وقوى شوكة حزب الله، الحليف الأكبر لإيران، أليس محمد بن سلمان الذي حبس رئيس وزراء البلد سعد الحريري؟
المقاومة لا تتحمل المسؤولية
وبعد هذه الأسباب وصل إلى أنه “..من يستحق أن يكون القاضي ومن هو المتهم الذي يتحمل هذا الهوان الذي تعيشه أمتنا وهي الشاهدة على كل الاستبداد والفساد والتبعية والصهينة أخيراً؟ .. أهي المقاومة الفلسطينية التي تلقت السلاح من إيران؟ أم الأنظمة التي سلمت اربعة عواصم عربية لإيران بعجزها وتفرقها وهوانها؟”.
وحذر مهداوي من تصديق الذباب (لجان التغريدات) الالكرتوني وإعلامهم، “وإياك أن تصدق حتى أنهم يستطيعون إغلاق سفاراتهم في طهران أو يجرؤ مسؤول على التفوه بربع كلمة عن إيران او شيء مما يملأه الذباب بهذه المنصة.” موضحا “أنهم يرتعبون خوفاً منها، وحين عجزوا عن مواجهتها وهزيمتها، خطر ببالهم مخطط جديد: نستعين بالذئب “الإسرائيلي” كي يحمي عروشنا ويخلصنا من الذئب الإيراني”.
وبشر هؤلاء المطبعين بأن “الذئب المتبقي سيأكلكم بعد ذلك يا طويل العمر!”.
https://x.com/NezamMahdawi/status/1823971366200312156
الباحث في التاريخ محمد إلهامي أوضح في هذا الجانب جدلية واضحة بين رؤية التعامل مع طهران لطرف المقاومة الفلسطينية متفقا في خلاصة تحليله مع من سبقه، وقال “إلهامي”: “سيظل الفلسطيني يرى في إيران وأذرعها حلفاءه الأثريين، والحق أنه ليس له حليف غيرهم فعلا!.. وسيظل السوري والعراقي واليمني يرى في إيران أنها أشد خطرا من الصهاينة وأن جرائمها تفوق جرائمهم!”.
وأضاف عن هذا التناقض عبر @melhamy أن “وكلٌّ عنده من الأسباب والوقائع ما يدلل به على موقفه، وكلٌّ منهم على حق!.. فإذا لم نستطع أن نتحلى بالإعذار، فالنتيجة أن سيأكل بعضنا بعضنا، ونكون محنة على أنفسنا فوق ما نحن فيه من المحن!”.
وتابع: “ولئن كان في الذين يسبون المقاومة وإيران مخلصون ومفجوعون فلا يصرفنا هذا عن أن فيهم -بل هم الأعلى صوتا- كفار وفاجرون وعلمانيون وعبيد للصهاينة بل وعبيد لعبيد الصهاينة، وهؤلاء لا يسبون المقاومة ولا إيران لما عندهم من الباطل أو الخطأ، بل لما عندهم من الصواب والحق! لا يريدون نصرة السنة والحق بل نصرة الصهاينة والأمريكان وعبيدهم!”..
واستدراكا على المتعجلين باتهام أن يتخلق بما يمكنه من التمييز قائلا: “والمسلم ينبغي أن يكون ذكيا وفطنا وعارفا بالحال قبل أن ينخرط فيه، فيضر نفسه وأهله من حيث لا يدري.. فإن لم يكن فطنا فينبغي أن يكون ذا خشية وهيبة من حساب الله أن يتكلم فيما ليس له به علم، أو أن يتصدر فيما لم يتأهل له”.
https://x.com/melhamy/status/1827685920927068548