تضمنت إغراق سفن واستهداف قواعد ومسيرات…مواجهات عنيفة بين المقاومة اليمنية والتحالف الأمريكي البريطاني بالبحر الأحمر

- ‎فيتقارير

ردًا على مناصرة المقاومة في اليمن للشعب الفلسطيني في غزة بعد خوضها حربًا إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن القوات الأمريكية لليوم الرابع قصفًا يستهدف المقاومة في اليمن.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، اليوم الخميس، تدمير نظام صاروخي للمقاومة، مؤكدة في بيانها أنه “خلال الـ 24 ساعة الماضية، نجحت في تدمير نظام صواريخ.”
وأمس الأربعاء، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية «سينتكوم» أنها دمرت عدة معدات عسكرية حوثية في اليمن خلال الـ 24 ساعة الماضية، من بينها 5 طائرات مسيّرة.

وقالت «سينتكوم» أمس عبر «إكس» إن قواتها دمرت ثلاث مسيّرات ومنظومتين صاروخيتين في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وأضاف البيان أن هذه الأنظمة تشكل تهديدًا واضحًا ووشيكاً للقوات الأمريكية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة.

ولم يُشر الجيش الأمريكي إلى الأماكن المستهدفة بالتحديد، إلا أن المقاومة أفادت عبر وسائل إعلامها سابقًا بأن الضربات، التي وصفت بأنها (أمريكية بريطانية)، استهدفت موقعًا في مديرية التعزية، كما استهدفت منطقة (الكنب) في مديرية مقبنة. والمديريتان تابعتان لمحافظة تعز (جنوب غرب).

وذكر إعلام المقاومة أن الضربة التي استهدفت مديرية التعزية أدت إلى حالة هلع بين طالبات إحدى المدارس المجاورة، ما دفعهن للهرب، مما أسفر عن وفاة طالبتين وإصابة تسع طالبات أخريات.
وتوالت الضربات الأمريكية ضد المقاومة بشكل يومي منذ الأحد الماضي، حيث استهدفت مواقع في مدينة الحديدة الساحلية (غرب)، وأخرى شرق مدينة إب (193 كيلومترًا جنوب صنعاء)، دون أن تتحدث الجماعة الحوثية عن أثر هذه الضربات.

 

كارثة بيئية


وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه المخاوف من حدوث كارثة بيئية غير مسبوقة في البحر الأحمر، مع استمرار الحرائق على متن ناقلة النفط اليونانية (سونيون)، وتَعذر عملية إنقاذها حتى اللحظة عقب الهجمات الحوثية.


وأطلقت واشنطن في ديسمبر الماضي ما سمته (تحالف حارس الازدهار)؛ لحماية الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين الذين يزعمون مناصرة الفلسطينيين في غزة، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير، بمشاركة من بريطانيا.


وتلقت الجماعة الحوثية نحو 620 غارة منذ ذلك الوقت في مناطق عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة، وأدت إلى مقتل أكثر من 60 عنصرًا.


السفن المتضررة


ارتفع عدد السفن التي أصيبت، لكن دون أضرار جسيمة، منذ بدء التصعيد الحوثي إلى ما يقارب 34 سفينة، من بين نحو 185 سفينة تبنت المقاومة مهاجمتها في البحر الأحمر وخليج عدن، كما أكدت مهاجمة سفن في موانئ إسرائيلية بالتنسيق مع فصائل أخرى.


وفي 18 فبراير الماضي، أدى هجوم حوثي إلى غرق السفينة البريطانية (روبيمار) في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية (توتور)، التي استهدفتها المقاومة في 12 يونيو الماضي.
كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس الماضي إلى مقتل 3 بحّارة وإصابة 4 آخرين، بعد استهداف سفينة (ترو كونفيدنس) الليبيرية في خليج عدن.


وإلى جانب الإصابات التي لحقت بعدد من السفن، لا تزال المقاومة تحتجز السفينة (غالاكسي ليدر) التي احتجزتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة، وحوّلتها مزارًا لأتباعها.
وكان أحدث هجوم مؤثر ضد السفن قد نفذته المقاومة في البحر الأحمر في 21 أغسطس الماضي ضد ناقلة النفط اليونانية (سونيون)، عبر سلسلة هجمات، مما أدى إلى توقُّف محركها وجنوحها، قبل أن يجري إخلاء طاقمها بواسطة سفينة فرنسية تابعة للمهمة الأوروبية (أسبيدس).


وبعد إخلاء الطاقم، اقتحمت المقاومة الناقلة، وقامت بتفخيخ سطحها وتفجيرها، مما أدى إلى اشتعال الحرائق، وسط مخاوف من انفجارها أو تسرُّب حمولتها من النفط البالغة مليون برميل.