في الوقت الذي يصرخ فيه ملايين المصريين بأعلى أصواتهم من ارتفاع أسعار إسطوانة الغاز بنسبة 50% مرة واحدة، وهو ما انعكس بدوره على أسعار الغذاء ومستلزمات المعيشة والبيض اللحوم والفراخ، حتى ساندوتش الفول والطعمية، الوجبة الشعبية لملايين المصريين، ورغم كل تلك الزيادات، إلا أن الحكومة المتوحشة رأسماليا، لا ترى في الأمر شيئا، بل يبدو أنها ستكرر تلك الزيادات، التي تمر بسلام عليها، رغم معاناة ملايين المصريين، الذي يتوقف غضبهم عند حدود السوشيال ميديا وأحادييثهم الجانبية فقط.
إذ أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن قرار الحكومة بزيادة أسعار أسطوانات الغاز السائل (البوتوجاز) بنسبة 50% لا يكفي لتغطية حجم الدعم الذي تتحمله الدولة.
وأوضح مدبولي أن مصر تستهلك نحو 280 مليون أسطوانة سنويًا، وأن التكلفة الحقيقية للأسطوانة تبلغ حوالي 340 جنيهًا، بينما تباع حاليًا بسعر 150 جنيهًا، مما يعني أن الدولة تدعم كل أسطوانة بنحو 200 جنيه.
وفي مؤتمر صحفي عقده الخميس، أشار مدبولي إلى أن الحكومة تهدف إلى تقليص الخسائر الناتجة عن الدعم، خاصة في مجال الطاقة والمحروقات.
وأضاف أن الدعم سيبقى موجودًا في الموازنة، ولكن ضمن حدود معينة، حيث يتطلب استدامة الخدمة مشاركة المواطن في تحمل جزء من التكلفة.
وزعم أن الدولة قد تحمّلت الجزء الأكبر من فاتورة الدعم على مدى السنوات الماضية.
وتزامنت زيادة أسعار غاز الطهي مع اقتراب موسم المدارس والجامعات، الذي بدأ اليوم، وجاءت بعد سلسلة من الزيادات في فواتير استهلاك الكهرباء، مياه الشرب، الغاز الطبيعي، وأسعار تذاكر القطارات، مترو الأنفاق، المواصلات العامة، ورسوم الطرق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية ومشتقات الوقود مثل البنزين والسولار.
الشعب ينفق على الحكومة
وتناسى مدبولي وهو يتحدث عن تحمل الحكومة الكثير من الإنفاق على الشعب، أن هذا الشعب هو من يدفع من جيبه رواتب الحكومة وجميع تكاليف الإنفاق الحكومي، بنسبة تتجاوز 88% من قيمة الموازنة العامة للدولة من ضرائب ورسوم يجري حلبها من جيب المواطن، وهو ما يكذب مزاعم مدبولي، وحكومته التي تتفنن في الكذب وتحميل المواطن كل تكاليف الحياة.
ولعل تذكير مدبولي المصريين برقم الـ340 جنيها، سعر تكلفة الإسطوانة، يشير إلى حجم الزيادة المتوقعة لإسطوانة الغاز، حيث سبق وأن تعهدت حكومة مدبولي والسيسي لصندوق النقد الدولي، بإلغاء دعم الطاقة نهائيا في العام 2025، وهو ما يحمل المصريين فوق طاقتهم المالية.