يتصاعد القصف الصهيوني على لبنان لليوم الثالث على التوالي، في الوقت الذي يحذّر فيه مراقبون من أنّ “لبنان أصبح على حافة الهاوية”، وأن هناك مخاوف جدية من أن يصبح هذا البلد “غزة أخرى”.
شنت إسرائيل، الأربعاء، لليوم الثالث على التوالي، غارات جوية مكثفة على جنوب لبنان وشرقه، وفقاً لما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن الطائرات الإسرائيلية شنّت، منذ “الخامسة فجرًا (02:00 بتوقيت غرينتش)، غارات جوية أسفرت عن إصابات”، واستهدفت “مدينة بعلبك وقرى القضاء” شرق لبنان عند الحدود مع سوريا.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض لـ بي بي سي إن ما يحدث في بلاده هو “مذبحة”، خاصة وأن الغارات الجوية خلفت ما لا يقل عن 550 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيين.
وأضاف الوزير اللبناني أن المستشفيات تكافح للتعامل مع عدد الضحايا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية واسعة النطاق.
تجدد الاشتباكات لليوم الثالث
تستمر الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية مع دخول العملية العسكرية، التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “سهام الشمال”، يومها الثالث على التوالي، والتي تقول إنها تهدف إلى إضعاف قدرات حزب الله اللبناني.
وأعلن حزب الله أنه أطلق صاروخاً باليستياً من نوع “قادر 1” باتجاه مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب، وهو “المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجيرات أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي”، حسب بيان له.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نظام الدفاع الجوي اعترض صاروخاً باليستياً متوسط المدى قادماً من لبنان باتجاه تل أبيب صباح اليوم، مشيراً إلى تفعيل صفارات الإنذار في “منطقة تل أبيب الكبرى ومنطقة شارون”.
كما أعلن حزب الله، مساء الثلاثاء، عن استهداف قاعدة “إيلانيا” العسكرية بـ”صلية من صواريخ فادي 1″ في الجليل.
وفي وقتٍ سابق، أفادت مصادر أمنية لبنانية بأن ضربة إسرائيلية استهدفت منطقة السعديات قرب بيروت فجر الأربعاء، بعد ساعات قليلة من غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، قُتل خلالها القيادي إبراهيم قبيسي، حسبما أكد حزب الله اللبناني.
وقال مصدران أمنيان لوكالة رويترز إن الغارة الإسرائيلية ضربت بلدة الجية في منطقة السعديات الساحلية اللبنانية للمرة الأولى في ساعةً مبكرة من صباح الأربعاء، وهي بلدة تبعد 75 كيلومترًا شمال الحدود مع إسرائيل.
فيما نقلت وكالة فرانس برس عن صحفييها في لبنان أن الضربة استهدفت “مستودعًا” في المنطقة، بينما حلق الطيران الحربي الإسرائيلي في سماء بيروت على ارتفاع منخفض.
وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الضربة في بلدة الجية استهدفت مبنى سكنياً، وأوقعت عددًا من الإصابات، حيث توجهت سيارات الإسعاف إلى المنطقة المستهدفة.
اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي
يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء اجتماعًا طارئًا حول الوضع في لبنان، حيث أسفرت الضربات الإسرائيلية خلال يومين عن مقتل نحو 560 شخصًا، وفق ما أعلنت رئيسة بعثة سلوفينيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس.
وقالت البعثة، أمس الثلاثاء، إن الاجتماع الذي طلبته فرنسا سيُعقد اليوم الأربعاء الساعة 18:00 (22:00 بتوقيت غرينتش)، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
مأساة ثلاثية
فيما تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة ضد حزب الله في لبنان، تحدث المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عن “مأساة ثلاثية” تواجه المنظمة بفعل تحول الجبهة اللبنانية إلى “منطقة عمليات نشطة” ثالثة، تضاف إلى منطقتي غزة والضفة، وأعرب لازاريني عن تخوفه من أن يؤدي تطور الأوضاع إلى الانزلاق نحو حرب شاملة، وتحول أجزاء من لبنان إلى وضع مشابه لغزة.
وقال لازاريني، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “لدينا أصلاً غزة، ولدينا أصلاً الضفة الغربية، وهما مسرحان للعمليات، والآن أصبح لدينا أيضاً لبنان.”
نزوح آلاف اللبنانيين من الجنوب نحو الشمال وإلى سوريا
الثلاثاء، أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب أن عدد النازحين اللبنانيين جراء التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله “يقترب من نصف مليون” نازح.
وتستمر موجة التصعيد الأعنف بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال منذ بدء المواجهة بينهما عبر الحدود قبل نحو عام، وأسفر القصف الإسرائيلي على لبنان منذ صباح الاثنين عن أكثر من 558 شهيداً و1835 جريحًا، وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة اللبنانية.
ونفذ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات الجوية على جنوب وشرق لبنان منذ صباح الاثنين، وقال المتحدث باسمه إن هذا الهجوم يعد “ضربة استباقية” بعد رصد تحركات لحزب الله لاستهداف إسرائيل.
من جهته، أطلق حزب الله رشقات صاروخية استهدفت قواعد ومطارات عسكرية إسرائيلية وعدة مناطق في الجليل، صفد، وحيفا.