قالت مصادر عسكرية في إيران لوكالة تسنيم الإيرانية المحافظة إن وحدات التخطيط في القوات المسلحة الإيرانية قد أعدت على الأقل عشرة سيناريوهات مناسبة للرد على أي اعتداء إسرائيلي، ستطبقها إن لزم الأمر. وأضافت المصادر للوكالة ذاتها أن هذه السيناريوهات “لديها قابلية للتحديث وذلك دليل على جدية إيران في الرد”، مشيرة إلى أن “الرد الإيراني ليس بالضرورة معاملة بالمثل وفي المستوى نفسه لما يقوم به الإسرائيليون، بل يمكنه أن يكون أشد ويشمل أهدافاً مختلفة لزيادة مفعول الرد”.
ولفتت المصادر العسكرية الإيرانية إلى أن “جغرافيا الكيان الصهيوني أصغر من إيران بكثير وبنيته التحتية أكثر حساسية، والرد الإيراني يمكن أن يحدث مشكلات غير مسبوقة للكيان”، مضيفة أن “دولاً كثيرة أبلغت إيران أنها لن تكون لها أي مشاركة لمصلحة إسرائيل”، متوعدة بأن “أي دولة تساعد الصهاينة في اعتدائهم المحتمل (على إيران) تكون قد تجاوزت خط إيران الأحمر وستتضرر”.
وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، اليوم الاثنين، في ملتقی التضامن مع الأطفال واليافعين الفلسطينيين المنعقد في طهران، إن بلاده “لم ولن تخطئ في حساباتها”، في التصدي لإسرائيل، مضيفاً أن “لا مكان للهزيمة في قاموسنا”، وفق ما أورده التلفزيون الإيراني. من جهته، قال النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف أن “أي تهديد لن يدفعنا إلى التراجع”، مؤكداً أن بلاده أثبتت ذلك طيلة أربعة عقود، وأضاف أنها ستواصل طريقها بقوة.
في موازاة ذلك، أعلنت الخارجية الإيرانية، الاثنين، في بيان، أن وزير خارجية إيران عباس عراقجي ونظيره المصري بدر عبد العاطي بحثا في اتصال هاتفي تطورات المنطقة، مع تأكيدهما ضرورة تكثيف التحركات الدبلوماسية لوقف العدوان على غزة ولبنان وإرسال المساعدات الإنسانية للمشردين.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى زيارته الأخيرة لبيروت، واصفاً وضع المقاومة في لبنان بأنه “في المستوى المطلوب ولدى قوات المقاومة الجهوزية التامة للمواجهة مع الهجوم البري”. كذلك أكد عراقجي أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى إلى التصعيد والحرب، لكنها لن تخشاها أيضاً وسترد بحزم وبدرجة مناسبة على أي عمل ومغامرة جديدة للكيان الصهيوني”.
بدوره، شدد عبد العاطي على الأهمية البالغة لوقف التصعيد في المنطقة، في ضوء ما يجري في لبنان والأرض الفلسطينية المحتلة، معرباً عن قلق مصر البالغ من التصعيد المتزايد، واتساع رقعة الصراع في الإقليم، بما ينذر بعواقب وخيمة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين. ودعا إلى ضرورة العمل على خفض التوترات، وضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة، بهدف تجنب الانزلاق إلى حرب إقليمية قد تؤدي إلى تداعيات بالغة الخطورة، على أمن واستقرار شعوب المنطقة بأسرها.
واستعرض عبد العاطي موقف بلاده من التطورات المتلاحقة بجنوب لبنان، مؤكداً رفضها الكامل المساس بالسيادة اللبنانية، والضرورة الملحة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار. كما شدد على أهمية تمكين المؤسسات اللبنانية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، باعتباره الطرف القادر على تحقيق الاستقرار للبلاد حالياً. وأشار وزير الخارجية المصري إلى أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بجميع عناصره، واستعداد مصر إلى تقديم كافة أشكال الدعم السياسي والإنساني للبنان، في مواجهة المحنة الحالية.
كذلك تطرق إلى الشغور الرئاسي في لبنان، الذي يستلزم دعم جميع الأطراف للبنان في هذه المرحلة الحرجة لانتخاب رئيساً للبلاد. وختم عبد العاطي مطالباً بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية، والنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة.