الموصل.. قتل وتعذيب وتجاهل حكومي وأممي

- ‎فيعربي ودولي

 كتب- سيد توكل:

أكد مراسلون في مدينة الموصل المنكوبة استمرار عمليات الثأر الانتقامية٬ التي تنفذها مليشيات "الحشد الشيعي" في أحياء الموصل الشرقية٬ للأسبوع الثالث على التوالي، وكان جديدها٬ تبرؤ الكنيسة الكلدانية وعدد من المطارنة مما وصفوه في بيانات متفرقة "انتهاكات تنفذها مليشيا مسيحية تطلق على نفسها اسم كتائب بابليون المسيحية ضد سكان الموصل".   بدورهم٬ ناشد برلمانيون وزعماء قبائل٬ الأمم المتحدة والتحالف الدولي بالتدخل لوقف عمليات الانتقام الطائفية التي تنفذ ضد المدنيين، وفي هذاالصدد٬ قال رئيس منظمة "السلام لحقوق الإنسان"٬ محمد علي إن "نحو 800 مواطن بين قتيل ومختطف لا يعلم بأمره٬ حتى الآن٬ في الموصل".  وأضاف أن "السجلات الرسمية للقوات العراقية لا تجد أسماءهم فيها ولا نعلم أين استقر بهم الحال بعد اعتقالهم من المليشيات".   ولفت علي إلى أنه "تّم رصد عمليات تعذيب وسرقة ومصادرة أموال وحلي ذهبية من المنازل٬ التي ُمنع السكان فيها من إغلاق أبوابهم ليلاً٬ كونهم عرضة للتفتيش بأي وقت٬ ومن يغلق بابه سيتم كسره بقنابل صوتية ثم اعتقاله"، وأكد أنه "من المفترض أن يلتقي العبادي٬ أمس الجمعة٬ وجهاء الموصل ورؤساء منظمات مدنية٬ لعرض ما يجري على الموصل من جرائم وانتهاكات على يد تلك المليشيات وأفراد الأمن والجيش المتورطين معهم"، مع العلم أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" كشفت في تقرير "حصول انتهاكات من القوات التي تقاتل تنظيم داعش٬ قالت إنها ترتقي إلى جرائم حرب طاولت المدنيين".   بدوره٬ كشف معاون قائد لواء البشمركة الثاني في مخمور٬ العقيد سرحد كاميران٬ أن "عمليات النزوح العكسية من الموصل إلى أربيل هرباً من انتهاكات المليشيات٬ مستمرة"، وأضاف في تصريح صحفي أن "أكثر من 200 عائلة عادوا إلى أربيل من الموصل بعد أيام من عودتهم إلى أن "سوء أو شح الخدمات كالماء والكهرباء ليس السبب بل جرائم وعمليات انتقامية يتعرضون لها".    في سياق متصل٬ كشف مسؤول عسكري آخر٬ عن "تورط مليشيات الخراساني والعصائب وبدر ومليشيا بابليون والنجباء بعمليات قتل مدنيين بعد اقتيادهم من منزلهم"، وأضاف أنه "جاءتني سيدة في العقد الرابع من العمر٬ تبحث عن زوجها العامل في كافيتيريا بحي الجزائر٬ كانت قوة مسلحة قد اقتحمت منزلهم٬ ليل الأربعاء ـ الخميس٬ واعتقلته، وقالت لي٬ اسمه أيهم أحمد الطائي٬ وللأسف بعد ساعات من البلاغ وجدناه جثة هامدة في منطقة الغابات التي باتت معقل المليشيات الحالي بالموصل".  وبيّن أن "رئيس الوزراء يعلم بذلك ويلتزم الصمت٬ بجرائم مليشيات الحشد٬ كما أن الجيش يتجنّب الاحتكاك مع تلك المليشيات قدر الإمكان"، فالاعتراف بذلك يعني اعترافاً من جانبها.