الهجوم الإيرانى على دولة الاحتلال الصهيونى هل يكون فى يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية أى يوم الثلاثاء المقبل الخامس من شهر نوفمبر الجارى ..ورغم الدعوات المطالبة لطهران بعدم الرد إلا أنها أكدت أنها سترد بكل الإمكانيات المتاحة على الهجوم الإسرائيلي الذي طال مواقع عسكرية في 3 مدن إيرانية يوم 26 أكتوبر الماضي.
وقالت إيران إن ردها على الهجوم الإسرائيلي يأتي في إطار الدفاع عن النفس، وفق ما أبلغه وزير الخارجية عباس عراقجي للأمم المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة قد حثت إيران على عدم الرد على الهجوم الإسرائيلي، لإيقاف الضربات المتبادلة.
فيما شدد المرشد الإيراني علي خامنئي على أنه يجب على أمريكا وإسرائيل أن تعلما أنهما ستتلقيان ردًا ساحقًا على ما فعلتاه ضد إيران.
وأضاف خامنئي : سنفعل كل ما يلزم في مواجهة الاستكبار سواء من الناحية العسكرية والتسليح أو من الناحية السياسية. وأكد أن الشعب الإيراني والمسؤولين الإيرانيين لن يتوانوا أبدًا في مواجهة الاستكبار العالمي والجهاز المجرم الحاكم على النظام العالمي.
حاسم ومؤلم
فى هذا السياق نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مصدر لم تسمه ترجيحه أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الأخير على طهران سيأتي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر الجارى.
وأكد المصدر أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران سيقابل برد حاسم ومؤلم.
مرحلة جديدة
وقال المحلل الإيراني علي أبشيناز، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ويستمينستر البريطانية، إن الضربة الإسرائيلية الآخيرةتشكل مرحلة جديدة من الصراع، لكنها لا تصل إلى حد الحرب الشاملة، محذرا من المزيد من التصعيد حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.
وأضاف أبشيناز فى تصريحات صحفية : رد الفعل الأولي لإيران أشار إلى أن الجانبين (إسرائيل وإيران)، نجحا مرة أخرى في تجنب حرب واسعة، حتى وإن كانت المناوشات بين الطرفين أصبحت أكبر من أي وقت مضى.
واعتبر أن “الهجمات الحالية بين الطرفين مدارة بحذر ومدروسة جيدا”، محذرا من أن الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل على إيران يمثل بداية مرحلة جديدة وأكثر خطورة في الصراع المستمر بين البلدين منذ سنوات.
وأوضح أبشيناز أنه بعد سنوات طويلة من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بتنفيذ مخططات معادية واغتيالات، هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية داخل إيران. وهذا بالطبع ورغم كل شيء يجعل طهران تشعر الآن بحرج داخلي وخارجي، لاسيما أنها لم تشهد عدوانا على أراضيها من قبل دولة أجنبية منذ عقود .
وأشار إلى أنه رغم أهمية ورمزية الهجوم الإسرائيلي، إلا أن طهران تحاول السيطرة على رد فعلها الانتقامي، وهذا ما تدركه إسرائيل والولايات المتحدة بالطبع، حيث لا يريد أي منهما اندلاع حربًا كبرى في الشرق الأوسط حاليا لا يمكن السيطرة عليها.
وتطرق أبشيناز إلى الدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية لاحتواء الأزمة، قائلا إنه بعد أسابيع من الضغوط من الولايات المتحدة لتقليص نطاق هجومها، تجنبت إسرائيل ضرب مواقع تخصيب نووي حساسة ومرافق إنتاج النفط ردًا على وابل الصواريخ الباليستية الكبير الذي أطلقته إيران على إسرائيل في وقت سابق من شهر أكتوبر الماضى .
قوة الردع
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي عمرو معربوني، إن إيران مضطرة لتنفيذ رد لكن هذا الرد سيكون بالتحديد ردًا متماثلًا ومتناسبًا، لأن إيران تعرضت لهجوم طال 3 مناطق فيها ولا يمكن أن تسكت عن هذا الهجوم .
وأضاف “معربوني”، فى تصريحات صحفية أن الجميع ينتظر ردًا إيرانيا وسيكون الرد متناسبا بحيث يعيد لإيران قدرة الردع ويمنع إسرائيل من تكرار ما حصل وبنفس الوقت لا يأخذ الأمور إلى المعركة الشاملة التي لا يرغبها أحد باستثناء نتنياهو
وأكد أننا أمام رد حتمي ومسألة التوقيت هي بيد القيادة العسكرية الإيرانية التي تستطيع أن تحدد توقيت الرد وكيفية وحجم هذا الرد انطلاقًا من التوجيهات السياسية الصادرة عن رئاسة الدولة وعن المرشد الإيراني.
وأوضح “معربوني”، أنه علينا أن نقارب هذه المسألة انطلاقًا من الحاجات المرتبطة بقدرة الردع الإيرانية وتثبيتها، مشيرًا إلى أن الصحف الأجنبية والغربية من مصلحتها أن تروج بسرديتها وروايتها ونظرتها وهي في غالبيتها أراء تندرج ضمن الحرب النفسية التي لا تمت بصلة إلى الواقع لا من قريب ولا من بعيد.
ضبط النفس
وقال الخبير العسكري إلياس فرحات ، إنّ الدعوات الموجهة إلى إيران بضبط النفس لن تكون لها آذان صاغية في طهران، مُوضحًا أن هذه الدعوات ليست عادية، بل اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء بريطانيا والمُستشار الألماني.
وأضاف فرحات، في تصريحات صحفية : كل هذه الاتصالات تمحورت حول الرد الذي تريده إيران بضرب إسرائيل عقابا لها على هجومها الآخير .
وتابع: يبدو أن إيران لن تتجاوب مع هذه الدعوات، ورد طهران على إسرائيل سيكون قويا وقاسيا للغاية، وبخاصة أن أمريكا والدول الأوروبية لم تستنكر التعرض لسيادة إيران أو أمنها القومي أو الهجوم الصهيونى عليها .
ضربة انتقامية
فى المقابل قال الصحفي الإيراني، إليا جزائري، إن هناك استخفافا إيرانيا كبيرا بالضربة الإسرائيلية، ويقولون إنها ليست مؤثرة، ما يبين أن إيران لا تريد التصعيد، مشيرا إلى أن الحكومة الإيرانية عادت إلى شعاراتها السابقة وهي الالتزام بالدفاع عن غزة والشعبين الفلسطيني واللبناني.
وأضاف جزائري فى تصريحات صحفية : في نفس الوقت يتحدث المسؤولون الإيرانيون عن أن حق الرد مكفول، وأننا سوف نرد وتنتقم، لكن بشكل عام يبدو أن إيران ستحتوي الأمر.
وأشار إلى أن المسؤولين الإيرانيين والإسرائيليين وبالطبع الأمريكيين لا يريدون حربا واسعة في الشرق الأوسط مؤكدا أن إسرائيل لا تحاول استفزاز إيران أو جرها إلى حرب أوسع، وهذا ظهر عندما كان الجميع على علم بموعد الضربة.
وبشأن دلالة ومغزى الضربة الإسرائيلية، قال جزائري إنها ليست مفاجئة، بل ضربة انتقامية استهدفت بها إسرائيل منظومة الصواريخ التي استخدمتها إيران ضدها سابقا، وهذا تحذير من إسرائيل لإيران بأنها تريد العودة إلى قاعدة التعامل التي كانت إيران تتبعها معها.
وأكد أن إسرائيل مستمرة في حربها ضد حزب الله وحماس، وسوف تواجه أي تصعيد إيراني في الأيام المقبلة إن كان مباشرا أو من خلال الفصائل التابعة لها في سوريا والعراق ولبنان .