ثمّن رئيس وزراء ماليزيا “أنور إبراهيم” في زيارة رسمية لمصر، وقوفه على منبر الأزهر، حيث قال في كلمته: إن “وقفته هذه في الأزهر هي أروع تكريم له، وإن الأزهر أصبح رمزا للتنوير، وخريجوه متألقون في نشر الإيمان والمعرفة وروح الإسلام في كل مكان، بما في ذلك بلاده ماليزيا”.
ودعا رئيس الوزراء الماليزي المؤسسات التعليمية للاقتداء بالأزهر في تنشئة جيل يجمع بين العلم والأخلاق.
وأثنى رئيس وزراء ماليزيا في كلمته كثيرا على شخصية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ودوره في تطوير رسالة الأزهر ووصفه بأنه نموذج لفضائل الاعتدال والوسطية، وقال إنه أظهر عزيمة وشجاعة حقيقية في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وأضاف خلال كلمته أن أحد التحديات الأكثر انتشارًا التي نواجهها اليوم هو الإسلاموفوبيا، وهذا التحيز يشوّه الإسلام، ويدفع أتباعه إلى الصور النمطية الضارة التي تغذي الشكوك والعداء تجاه المسلمين في جميع أنحاء العالم، إن استمرار كراهية الإسلام يعكس جهلاً عميقاً يحجب المساهمات الغنية والمتنوعة للحضارة الإسلامية، ومثل هذه المشاعر تفشل في الإعتراف بالمساهمات التي قدمها الإسلام للحضارة العالمية، من التقدم في الطب والرياضيات إلى الحفاظ على المعرفة الكلاسيكية.
ويجب أن يكون ردنا على الإسلاموفوبيا متجذرا لمواجهة الجهل بالمعرفة والحكمة والرحمة والفهم.
يذكرنا الله في القرآن:
{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فصلت (34)
مما يشجعنا على الرد على العداوة بالصبر واللطف والحكمة، إن التراث الفكري والأخلاقي للإسلام يقف شاهدا على الدور البناء الذي لعبه المسلمون في تقدم المعرفة الإنسانية وتعزيز السلام.
ومن خلال المبادرات الإستباقية والتبادل بين الثقافات، يمكننا كسر الصور النمطية الضارة وإستبدالها بتقدير حقيقي لمساهمات الإسلام في مجتمع عادل وسلمي، وبالصمود والحكمة، يمكننا إنشاء مجتمع أكثر شمولاً، حيث يتعايش المسلمون وغير المسلمين على حد سواء بكرامة واحترام متبادل.
كلمة أنور إبراهيم قدمها في مركز الأزهر للمؤتمرات، وحضرها جمع كبير من قادة الأزهر وكتاب ودبلوماسيون .
ويعتبر الأزهر الشريف قوة مصر الناعمة الهائلة، والأهم عالميا، التي لا يعرف قيمتها كثيرون سواء في السلطة أو في المعارضة، وكلٌّ ينظر إليه من الثقب الذي يخصه فقط.