ألقت أجهزة الأمن بسلطة الانقلاب القبض على الطبيبة وسام شعيب، اختصاصية أمراض النساء والتوليد بمستشفى كفر الدوار الحكومي، إثر اقتحام محل سكنها في محافظة البحيرة منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، تحت ذريعة اتهامها بنشر فيديوهات مثيرة للجدل عبر حسابها في “فيسبوك”، تنتهك فيها خصوصية المرضى. وقالت وزارة الداخليةبحكومة الانقلاب ، في بيان مقتضب، إنها حررت محضراً بالواقعة، وأحالت الطبيبة المتهمة إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.
وهوجمت شعيب بشدة عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، عقب نشرها فيديو تتحدث فيه عن بعض الوقائع المتعلقة بمرضاها في المستشفى، ومنها حالات حمل سفاح لفتيات قاصرات أشرفت على علاجهن، ناتجة من علاقات غير شرعية.
ودافعت الطبيبة عن نفسها عبر صفحتها في “فيسبوك”، بالقول إنها لم تبث الفيديو لتحقيق مشاهدات عالية، أو اللهث وراء “الترند”، لكنها رغبت في توعية الآباء والأمهات، وتنبيههم إلى ما قد يحدث لبناتهن إذا أهملوا في متابعتهن، نافية تعمدها التشهير
بمرضاها أو كشف أسرارهم.
https://www.facebook.com/semsema.ana.1466/videos/544414578205399/?ref=embed_video
قررت هيئة النيابة الإدارية فتح تحقيق في واقعة فيديو الطبيبة، التي خرجت تتحدث فيه عن أسرار بعض المرضى.
وكلف رئيس الهيئة، المستشار عبد الراضي صديق، وحدة شؤون المرأة وحقوق الإنسان في الهيئة بفحص ما رُصد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما تضمنه الفيديو من انتهاك لحقوق المريضات، ومخالفة أخلاقيات مهنة الطب، ولائحة آداب ممارستها.
وأعلنت النقابة العامة للأطباء تلقيها شكاوى بحق الطبيبة تتهمها بالتشهير بالمرضى، والحديث بألفاظ غير لائقة تمثل اعتداءً على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، مؤكدة استنكارها أية أفعال فردية من شأنها الإساءة إلى المرضى، وإلى مهنة الطب نفسها. وأحالت النقابة الشكاوى ضد الطبيبة على لجنة آداب المهنة للتحقيق فيها، قائلة إنها ستواجه أي مخالفات لأعضائها -في حال ثبوتها- بكل حسم، وإحالة أي طبيب يخرج عن قواعد ولائحة آداب المهنة، والأصول الطبية المستقر عليها والمعمول بها، على الهيئة التأديبية للتحقيق، تمهيداً لتوقيع العقوبة عليه، وصولاً إلى الشطب من جداول النقابة، والمنع من ممارسة المهنة.
وأضافت النقابة أن لائحة آداب المهنة تنص على أن “يكون الطبيب قدوة حسنة في المجتمع بالتزام المبادئ والمثل العليا، أميناً على حقوق المواطنين في الحصول على الرعاية الصحية الواجبة، منزهاً عن الاستغلال بجميع صوره لمرضاه أو زملائه أو تلاميذه، وأن يراعي الأمانة والدقة في جميع تصرفاته، ويلتزم السلوك القويم، ويحافظ على كرامته وكرامة المهنة مما يشينها”، وهو ما ورد تفصيلاً في قَسَم الأطباء”.
ولم تكشف شعيب في الفيديو، الذي حظي بأكثر من مليون مشاهدة على صفحتها، أسماء مرضاها من النساء والفتيات أو عناوينهن أو أي صفة مميزة لأشكالهن، غير أنها تلفظت ببعض العبارات التي أثارت غضباً على وسائل التواصل في مصر، حيث روت الطبيبة حالة طفلة تبلغ من العمر 14 عاماً، وكانت أسرتها تريد إجهاضها في الشهر الثامن للحمل، لكونها حملت سفاحاً من علاقة غير شرعية، بالإضافة إلى حالة أخرى لسيدة قررت الزواج عرفياً من شاب يصغرها بنحو 15 عاماً، من أجل تسجيل جنينها باسمه، فيما تبين أن الجنين الذي تحمله في أحشائها ثمرة علاقة غير شرعية مع رجل آخر.
وكان الإعلامي الانقلابى ، عمرو أديب، قد هاجم الطبيبة شعيب في برنامجه، مساء الاثنين، قائلاً: “يجب اتخاذ أقصى العقوبات القانونية بحق هذه الطبيبة، لأنها أهانت مصر ونساءها. وأقول لها: هل أنت مصرية؟ أين القَسَم والنخوة والوطنية؟ أين الإسلام؟ وأين الستر؟”. وأضاف مخاطباً الأجهزة الأمنية: “لا تأخذكم بها أي رحمة، فهذا إعلان على جسد المصريات. الطبيبة تتحدث وكأنها تعمل في منزل لأعمال الدعارة على مدى 24 ساعة، وليس في مستشفى لعلاج المرضى، وهو ما يصور المجتمع المصري بأنه يعيش في جهنم، ويعطي انطباعاً قذراً عن مجتمع هي جزء منه”، على حسب تعبيره.