مجزرة جديدة في بيت لاهيا، فيما سبقها عدد لا يُحصى مع تركيز العدوان على شمال القطاع منذ بدء القمة العربية، حرق من الجو وتجويع وتهجير، وتصاعد في كل ذلك، كأن نتنياهو لم يسمع بالقمة العربية الإسلامية في الرياض، والتي قدّمت خطابات دون فعل لوقف الإبادة وتوابعها، إلا أن كل تلك المجازر لم يوقف المقاومة، بل واصلت بالفعل على نحو يذهلهم، ويذهل العالم أجمع، وكل ذلك بجانب صمود أسطوري للشعب.
ومع صباح اليوم ومع بداية في الـ408 من العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن 4 غارات إسرائيلية أدت إلى استشهاد 20 فلسطينياً بينهم 3 أطفال و4 سيدات، وأسفرت عن إصابة العشرات، في مخيمي البريج والنصيرات بمدينة غزة، ورفح، جنوبي القطاع.
وفي بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، تشير تقديرات أولية إلى وقوع نحو 50 شهيدا وجريحًا جراء قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنيًا متعدد الطوابق في سوق مشروع بيت لاهيا، حيث تستمر عمليات البحث عن مفقودين بين الأنقاض من قبل السكان والنازحين.
وأوضح شهود عيان أن 15 شخصا استشهدوا في قصف منزل يعود لعائلة عبد العاطي في مشروع بيت لاهيا، لافتين إلى أن المنزل الآخر المستهدف في منطقة سوق المشروع يعود لعائلة غباين، وداخله عدة عائلات نازحة.
من جانبها، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر فلسطينية، أن 65 شخصا استشهدوا، الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف منازل مأهولة بالسكان في مشروع بيت لاهيا.
يأتي ذلك تزامنا مع نشاط المقاومة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل جندي في معارك شمالي قطاع غزة، موضحا أن الجندي الذي قتل، السبت، ينتمي إلى كتيبة نحشون (90) التابعة للواء كفير، ليبلغ بذلك عدد قتلاه منذ اندلاع الحرب 796 جنديا.
ولواء كفير هو أحد أكبر ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، ويضم عدة كتائب ووحدات نخبوية توصف بأنها مختصة في الحرب داخل المناطق الحضرية والمناطق المعقدة، حسب وكالة رويترز.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة، السبت أن 43,799 شخصا على الأقل قتلوا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين إسرائيل وحركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة.
وتشمل الحصيلة 35 شخصا على الأقل قتلوا خلال 24 ساعة حتى صباح السبت، وفق الوزارة التي أشارت أن عدد الإصابات بلغ 103,601، منذ اندلاع الحرب، وفق وكالة فرانس برس، وتقول وزارة الصحة أن معظم القتلى هم من النساء والأطفال.
البيان الختامي للقمة العربية
تصريحات رنانة وتنديدات واستنكارات ولا فعل ولا تحرك لنصرة إخواننا في غزة حتى أضعف الإيمان بدخول مساعدات إنسانية للجوعى بات مستحيلا، بحسب الأم المتحدة ليأتي البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية بالرياض مع إيقاف التنفيذ.
وأوضح البيان الختامي للقمة المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض الإثنين، أنه لا سلام مع إسرائيل قبل انسحابها إلى حدود 1967، وندد البيان بالعدوان على لبنان وغزة، ودعا لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة.
بدوره شجب ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ما وصفها بأنها “إبادة جماعية” ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين خلال خطابه في القمة، فيما قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن لبنان يمر بأزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة، داعيا إلى “دعم الدولة اللبنانية وليس فئة دون غيرها.
قال البيان الختامي للقمة المشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض الإثنين، إنه: “لن يتحقق السلام مع إسرائيل إلا بعد انسحابها الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو 1967، مطالبا بتعبئة الدعم الدولي لإقامة دولة فلسطين”.
وأدان البيان العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة، داعيا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، بالإضافة إلى التوصل لوقف إطلاق نار فوري في لبنان.
وجمعت القمة قادة الدول العربية والإسلامية في الرياض بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وما تبعه من تصعيد إقليمي تحول إلى مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود اللبنانية.
وحثت حركة حماس الدول العربية والإسلامية على تنفيذ مقررات القمة المشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض، مطالبة بضرورة إرغام إسرائيل على إنهاء عدوانها.
إعلان
وأكدت حماس في بيانها أن “التأكيد على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، يستدعي تكثيف الجهود العاجلة وتبني الحلول العملية لوقف العدوان والإبادة التي يتعرض لها شعبنا”.