اتفاق حماس وفتح بين تحفظ أمريكا ورفض إسرائيل

- ‎فيعربي ودولي

بعد اتفاق حركتا فتح وحماس، في ختام مباحثات القاهرة على تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة ما بعد الحرب المتواصلة منذ أكثر من 13 شهرا، كثرت التساؤلات عن من سيحكم غزة بعد الحرب؟

 

وكشف مسؤول فلسطيني من فتح، أن المباحثات التي استمرت ليومين، أفضت إلى تشكيل لجنة تحمل اسم “لجنة الإسناد المجتمعي” لإدارة القطاع المدمر بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 .

 

وأكد مسؤول في حماس أنه “بعد حوار بنّاء عُقد في القاهرة في اليومين الماضيين برعاية مصر، وافقت حماس وفتح على مسودة اتفاق لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي” لتولي إدارة قطاع غزة بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.

 

اتفاق حماس وفتح

 

وبحسب مسودة الاتفاق، تتولى اللجنة “إدارة شؤون قطاع غزة، وتكون مرجعيتها الحكومة الفلسطينية وتكون مسؤولة عن كل المجالات الصحية والاقتصادية والتعليمية والزراعية والخدمية، وأعمال الإغاثة ومعالجة آثار الحرب والإعمار”.

 

وورد في المسودة أن اللجنة تتشكّل من عشرة إلى خمسة عشر عضوا “من الشخصيات الوطنية ذات الكفاءات والمشهود لها بالنزاهة والخبرة والشفافية”.

 

وأشارت إلى أن عمل اللجنة يبدأ “عقب عقد اجتماع لكافة الفصائل الفلسطينية للاتفاق النهائي على تشكيلها في القاهرة بدعوة من رئيس دولة فلسطين”.

 

وتتولى اللجنة أيضاً “العمل في منافذ القطاع مع الجانب الإسرائيلي وإعادة تشغيل منفذ رفح بين غزة ومصر، وفقاً لاتفاق عام 2005 الذي أبرم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وينصّ على تشغيل معبر رفح، ووجود مراقبيين أوروبيين في الجانب الفلسطيني من المعبر”.

 

كما تنص مسودة الاتفاق الذي حصل على الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطيني القائمة على حدود 1967، كما شدّدت على عدم فصل قطاع غزة عن الأراضي الفلسطينية، وضمان التواصل بين جميع الأطراف مع السلطة الفلسطينية.

 

رفض صهيوني

 

قال مارك غينسبرغ، الدبلوماسي الأميركي السابق: إن “المعلومات تفيد بتوصل كل من حماس وفتح إلى اتفاق لتشكيل لجنة مشتركة لإدارة قطاع غزة في الفترة المقبلة، رغم الموقف الإسرائيلي الرافض لهذا الموضوع”.

 

وأضاف في حديث متلفز أن إسرائيل ضد هذه الفكرة، لأنها لا ترغب بأن يكون لحماس أي دور عسكري أو سياسي بغزة في فترة ما بعد الحرب.

 

لجنة إنقاذ

 

من جهته يرى مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أن المباحثات التي جرت في القاهرة خلال الأيام الماضية بين حركتي فتح وحماس، أثمرت عن توصل الطرفين لتشكيل لجنة مدنية أو لجنة إسناد مسؤولة عن معالجة وإنقاذ أوضاع الفلسطينيين في غزة.

 

وأوضح أن اللجنة “ستضم شخصيات مستقلة لا علاقة لها بحماس أو فتح، وأن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سيعين قريبا رئيس اللجنة التي ستكون السلطة الفلسطينية مرجعيتها”.

 

نتنياهو مصمم على الإبادة

 

ويقول يوسي يونا، العضو السابق في الكنيست الإسرائيلي: إن “هناك تناقضات داخلية في الموقف الإسرائيلي، فهي من جهة تقول إن ما تقوم به حاليا في غزة هو إجراء مهم لحفظ أمن البلاد من أي تهديدات مستقبلية لحركة حماس، ومن جانب آخر تتصاعد الأصوات لدى الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة التي تطال بتوسيع مشاريع الاستيطان في غزة”.

 

وأوضح يونا أن أمن إسرائيل لن يتحقق عبر المعارك، بل من خلال المفاوضات واللجوء إلى الحل السلمي، مشيرا إلى صعوبة تحقيق ذلك الآن، بسبب تأثر نتانياهو بآراء الأحزاب المتطرفة المشاركة في تشكيل الحكومة الإسرائيلية.

 

التحفظ الأمريكي

 

وفي لقاء بين مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ورئيسي وزراء قطر وإسرائيل لبدء الجهود الدبلوماسية لترمب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن قبل توليه منصبه في 20 يناير .

 

وكان المصدر قد ذكر أن الاجتماعات تشير إلى أن قطر استأنفت دورها وسيطاً رئيسياً بعد تعليقها لذلك الدور الشهر الماضي، مضيفاً أن من المرجح أن يعود مفاوضون من حركة «حماس» إلى العاصمة القطرية الدوحة لتسهيل جولة جديدة من المحادثات قريباً.