في توغل جديد لببزنس الجيش استولى تولى جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة التابع للقوات البحرية والذي يرأسه، اللواء عقيد طيار بهاء الغنام مسؤولية استيراد السلع الاستراتيجية بدلا من الهيئة العامة للسلع التموينية في تحول كبير يطرأ على النهج الذي تتبعه مصر في الحصول على احتياجاتها.
وبحسب خطاب من وزارة التموين بحكومة الانقلاب العسكرى إلى أوكسانا لوت وزيرة الزراعة الروسية بتاريخ الخامس ديسمبر، ينطوي القرار على الابتعاد عن نظام المناقصات المعمول به في هيئة السلع التموينية.
ويعتزم جهاز مستقبل مصر تبني اتفاقيات الشراء المباشر إلى جانب المناقصات، وهي استراتيجية تهدف إلى تبسيط العمليات ولكنها أثارت مخاوف بين المتداولين حول العالم.
وجاء في الخطاب أن “جهاز مستقبل مصر سيتولى جميع الاختصاصات التي كانت تقوم بها الهيئة العامة للسلع التموينية في السابق”.
وأضاف “تؤكد وزارة التموين أن الجهاز لديه القدرة المالية على الوفاء بجميع الالتزامات الناشئة عن المناقصات والشراء المباشر”.
وقالت الهيئة العامة للسلع التموينية في رد مكتوب لرويترز إن الرسالة تهدف إلى “التعريف بمسؤولي الجهاز”.
وأضافت أن التواصل مع وزارة الزراعة الروسية جاء “لضمان توريد الأقماح المستوردة دون أي صعوبات”، مشيرة إلى “موافقة مجلس الوزراء بتفعيل دور جهاز مستقبل مصر نحو الشراء الموحد”.
وفي نهاية شهر نوفمبر، قام الجهاز بأول محاولة لشراء القمح والزيت النباتي عبر اتفاقيات شراء مباشر. إلا أن غموض الإجراءات أدى إلى ارتباك بين المتعاملين ودفعهم إلى تأجيل المعاملات والمطالبة بمزيد من الوضوح.
«مستقبل مصر» بدأ كمشروع للزراعة المستدامة، تابع للقوات الجوية، في 2017، وتأسس رسميا في 2022 ، بموجب مرسوم رئاسي حمل رقم 591، من قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وهو بمثابة الذراع التنموي للقوات المسلحة المصرية، ورغم أنه ركز في البداية على مشروعات استصلاح الأراضي، توسع نطاق عمله منذ ذلك الحين ليشمل قطاعات رئيسية في الاقتصاد..
وأُعلن، افتتاحه السيسي إعلاميا في مايو الماضي، خلال تدشين زراعة 2 مليون فدان من إجمالي مساحة الدلتا الجديدة، قال إنه يستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض الزراعي.
وتتسع دائرة اختصاصات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، في عدة قطاعات، كجهاز تابع للقوات الجوية ويعمل تحت إشرافها، منها إشرافه على بحيرة البردويل بدلًا من تبعيتها لجهاز تنمية الثروة السمكية، وتحكمه الكامل باستصلاح الأراضي وصولًا إلى طرحه مناقصة لشراء القمح.
واعتمدت مصر، وهي واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، لفترة طويلة على الهيئة العامة للسلع التموينية كوسيط موثوق في التجارة الدولية. ويشير تحولها إلى جهاز مستقبل مصر إلى تغييرات محتملة في السوق، حيث يراقب المتعاملون عن كثب التعديلات المتعلقة بسياسات وإجراءات الهيئة.