«رابعة والبوسنة».. السيسي وجزار الصرب وجهان لعملة واحدة

- ‎فيأخبار

 كتب: سيد توكل
في ذاكرة التاريخ.. الجرائم لا تسقط بالتقاضي، هكذا مرت الذكرى الـ25 للحرب على المسلمين في جمهورية البوسنة والهرسك، لم ينس الجنرال السفيه عبدالفتاح السيسي، الذي يطبق جرائم السفاح الصربي "سلوبودان ميلوشڤيتش"، أن رئيس جمهورية البوسنة والهرسك السيد "باكر علي عزت"، رفع يده بشعار الصمود "رابعة العدوية"؛ تضامنًا مع ثوار مصر والدكتور محمد مرسي.

وفي وقت سابق، انتفض إعلام الانقلاب، خلال لقاء جمع المستشار وليد شرابي المتحدث الرسمي باسم حركة "قضاة من أجل مصر" برئيس جمهورية البوسنة والهرسك، في إطار الزيارات التي يقودها وفد التحالف الوطني لدعم الشرعية بالخارج، لنقل صور الانقلاب العسكري إلى الدول الأوروبية، وتأكيد صمود الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الشرعي.

سفاح رابعة والنهضة

وينتظر ضحايا الشهداء في مصر منذ انقلاب 30 يونيو، حكما على السفيه عبدالفتاح السيسي، مثل الذي أصدرته محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة، بالسجن 40 عاماً على زعيم صرب البوسنة السابق "رادوفان كراديتش"، المعروف بـ"سفاح البوسنة"، بتهمة ارتكاب "الإبادة الجماعية" و9 جرائم حرب أخرى.

وقال رئيس القضاة "أوجون كوون"، في الجلسة: "يتحمل المتهم مسئولية جنائية فردية بموجب المادة 7.1 من القانون الأساسي الخاص بالاضطهاد والإبادة والقتل والتهجير والترحيل القسري، باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، وانتهاك قوانين أعراف الحرب". وكراديتش (70 عاما) أكبر مسئول سياسي تدينه المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا.

مذبحة سربرينيتشا

في عام 1995، قامت وحدات من الجيش الصربي تحت قيادة الجنرال "راتكو ملاديتش"، بالهجوم على مدينة "سربرينيتشا"، حيث قامت هذه الوحدات بقتل أكثر من 8000 شخص من المسلمين البوشناق، أغلبهم من الرجال والأطفال، بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من المدينة، بالإضافة إلى قيامهم بجرائم اغتصاب.

وكانت المدينة تحت الحماية الأممية، حيث أعلنتها الأمم المتحدة "منطقة آمنة" في عام 1993، الأمر الذي دفع بالمدنيين البوسنيين إلى التوجه إلى المدينة، وتركوها بعهدة قوات الأمم المتحدة، حيث اشترطت الأخيرة خروج المقاتلين لتقوم بحماية المدينة بحسب ادعائها، وعند وقوع المذبحة لم تتدخل قوات الأمم المتحدة، عددهم 400 من الكتيبة الهولندية.

مقابر جماعية

قامت القوات الصربية بعد دخولها المدينة، بعزل الذكور بين 14 و50 عاما عن النساء والشيوخ والأطفال، ثم تمت تصفية كل الذكور بين 14 و50 عاما، ودفنهم في مقابر جماعية، كما تمت عمليات اغتصاب ممنهجة ضد النساء المسلمات.

وتم تحميل رادوفان كاراديتش، الزعيم السياسي لصرب البوسنة، والجنرال راتكو ملاديتش الذي قاد المليشيا الصربية، والعديد من القادة السياسيين والعسكريين وشبه العسكريين المسئولية عن تنظيم عمليات قتل المدنيين وتشريدهم.

نقطة سوداء

"ناول يا عم".. "هات بالصلاة على النبي".. "يلا شيلوا قصاد بعضيكم".. "يلا يا عم خلينا نخلص بقى".. "ماتيلا غطوا الرجل.. لا لا أصل الكفن مش طايل".. كانت هذه بعض العبارات التي قالها العمال خلال دفنهم، قبل أيام، 35 جثة مجهولة لأشخاص استشهدوا خلال فض اعتصام ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة"، في فيديو أثار ضجة حقوقية واسعة لغياب أبسط معايير حقوق الإنسان في عملية الدفن.

عشوائية الدفن، أثارت مأساة إنسانية جديدة حول الطريقة التي يستطيع بها أهل المتوفى التعرف على قبره، خاصة مع إعلان مصادر بمصلحة الطب الشرعي أنها تحتفظ بعينات من الـ”دي إن إيه”، الخاص بكل جثة، ووضعها في ملفات حتى يسهل التعرف عليها مستقبلاً إذا طلبها أحد.

ومع أن كل جثة كانت تحمل رقمًا، إلا أن وضعها في مقبرة جماعية جعل التعرف على أماكنهم مستقبلا من الصعوبة بمكان.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مشهد فيديو لأحد الأطفال يقول فيه: “أبويا مش لاقيينوا من ساعة فض اعتصام رابعة وإخواتي الاثنين معتقلين، وأمي توفيت من سنوات، وجدي قعيد، وروحنا بلغنا مرة وسبنا بيانات أبويا ومحدش رد علينا”، ويضيف: “هو ممكن يكون من ضمن الجثث اللي اتدفنت ولا لا؟ ولو مش موجود هيكون فين يعني”؟.