تزداد معاناة السودانيين كل يوم مع استمرار أمد الحرب، التي أهلكت أخضر البلاد ويابسها، حيث توقف أكثر من 80 % من المرافق الصحية، كما ارتفعت وفيات الكوليرا إلى 1316حالة وفاة، بينما سجل المعدل التراكمي للإصابات بحمى الضنك 8692 إصابة، فيما يواجه أكثر من 26 مليون شخص خطر الجوع.
وذكر المرصد العالمي للجوع أن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى 5 مناطق، ومن المرجح أن يمتد إلى خمس مناطق أخرى بحلول شهر مايو، في ظل مواجهة أكثر من 26 مليون شخص خطر الجوع وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
جلسة طارئة مجلس الأمن الدولي
يعقد مجلس الأمن الدولي غداً الإثنين جلسة إحاطة بشأن انعدام الأمن الغذائي في السودان في إطار بند جدول الأعمال “حماية المدنيين في النزاعات المسلحة”.
ويتوقع أن يقدم الإحاطة مدير قسم العمليات والدعوة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إيديم ووسورنو ونائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيث بيكدول.
وقد تم طلب عقد الاجتماع من قبل المملكة المتحدة وغويانا وسلوفينيا بدعم من الدنمارك وسيراليون.
ويشارك السودان في الجلسة، بموجب المادة 37 من النظام الداخلي المؤقت للمجلس.
استمرار المعارك
ووسط استمرار المعارك بين الطرفين المتناحرين، قتل ثمانية أشخاص وأصيب 53 آخرون بجروح، في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على ثلاث مناطق في السودان، وفق ما أعلنته مصادر رسمية سودانية، أمس السبت.
وقالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، في بيان صحافي، إنّ “قوات الدعم السريع قصفت أحياء بمنطقتي أم درمان وشرق النيل، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة 43 آخرين”، بحسب صحيفة سودان تريبيون.
وطاول القصف محلية كرري في أم درمان ومحلية شرق النيل التابعة لولاية الخرطوم، وجرى نقل الجرحى إلى 3 مستشفيات، وفق البيان. وفي قصف مماثل لقوات الدعم السريع على أحياء سكنية بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، قُتل أربعة مدنيين وأصيب عشرة آخرون بجروح، بحسب بيان للفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني.
وتفرض قوات الدعم السريع، منذ 10 مايو الماضي، حصاراً على مدينة الفاشر كبرى مدن إقليم دارفور. ولم يصدر على الفور أي تعليق من قبل قوات الدعم السريع.
الحراك السياسي
وعلى صعيد الحراك السياسي، التقى نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دوران، أمس السبت، رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في مدينة بورتسودان شمال شرقي السودان، وذكرت مصادر دبلوماسية تركية لـ”الأناضول” أن دوران التقى في الاجتماع نفسه نظيره السوداني، علي يوسف، ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، جبريل إبراهيم.
وذكرت المصادر الدبلوماسية أن تركيا تولي أهمية كبيرة لوحدة وسلامة أراضي وسيادة السودان واستقراره، مؤكدة أن “تركيا مستعدة لتقديم كافة المساهمات لإنهاء المأساة الإنسانية المستمرة في السودان منذ 20 شهراً بالوسائل السلمية والحيلولة دون إراقة مزيد من دماء الأشقاء”.
كما بحث الجانبان خلال اللقاء آخر تطورات الأوضاع في السودان و”ناقشا المساهمات التي يمكن لتركيا أن تقدمها في سبيل التوصل إلى حل سلمي للمشكلات بالسودان، فضلاً عن بحث قضايا الدعم الإنساني”.
وناقش الجانبان افتتاح مكتب للوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا)، وفرع للبنك الزراعي التشاركي التركي في السودان.
وأعلن وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، موافقة الحكومة السودانية رسميا علي المبادرة التي يقودها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، لإنهاء الأزمة بين السودان ودولة الإمارات.
وقال يوسف في تصريحات صحفية عقب لقاء نائب وزير خارجية تركيا برئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، السبت، في بورتسودان، إن القيادة السودانية اطلعت علي المبادرة التركية ورحبت بها.
وأضاف أن البرهان طلب من نائب وزير خارجية تركيا، إبلاغ الرئيس إردوغان بترحيب السودان بالمبادرة.
ووصف وزير الخارجية السوداني المبادرة التركية بأنها مهمة، معربًا عن أمله بأن تقود إلى جهود حقيقية لتحقيق السلام في السودان.
ويتهم الجيش السوداني الإمارات بدعم قوات الدعم السريع التي تخوض ضده معارك ضارية منذ أبريل 2023 أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت وفق الأمم المتحدة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
وتنفي الإمارات أي ادعاءات بتوفير أسلحة أو معدات عسكرية لأي طرف متحارب منذ بداية الصراع، وفق بيان سابق للدولة الخليجية.
ويشهد السودان تصاعدًا داميًا للعنف منذ أسابيع أودى بحياة مئات المدنيين مع محاولة طرفي النزاع تحقيق “نصر عسكري حاسم” في غياب “حلّ سياسي” في الأفق لوضع حدّ للحرب المستمرة.