في جنازة عسكرية مهيبة، ظهرت كتائب القسام عصر الجمعة 24 يناير بشكلٍ استعاد ما سبق وظهرت فيه قبل العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، حمل جنود عز الدين القسام جسدين مسجيين داخل كيس دفن أبيض وعليه علم حماس الأخضر أحدهما لسامي عودة رئيس جهاز مكافحة التجسس في غزة، والآخر لروحي مشتهى (66 عاما) أحد أبرز مؤسسي كتائب القسام التنفيذيين والذي أدرجته واشنطن في سبتمبر 2015، على قوائم الإرهاب الأميركية، وضم القرار نفسه إلى جانبه قائد حماس يحيى السنوار، وزعيم كتائب عز الدين القسام محمد الضيف.
ووفق قرار الإدراج الأميركي فمشتهى أحد عناصر حماس المعروفين بدوره في تأسيس كتائب القسام، ولكنه كان دعا في العام ذاته إلى اختطاف المزيد من “الإسرائيليين” من أجل إبرام المزيد من صفقات تبادل الأسرى لتحرير الأسرى الفلسطينيين، وفق الاتهامات الأميركية.
ومنذ خروجه من سجون الاحتلال، ظل مشتهى محتفظاً بدور كبير خصوصاً في ملف الأسرى، وكان عنصراً رئيسياً دائماً في وفود حماس التي تزور القاهرة في جولات استمرت على مدار سنوات بشأن تبادل السجناء أوالتهدئة، وأصبح مسؤولاً عن التنسيق بين حماس ومصر، وتحديداً منذ عام 2019، واستقر لسنوات داخل مصر قبل أن يعود إلى غزة، خلال انتخابات حماس الداخلية عام 2021.
وفي أغسطس الماضي، أعلن احتلال عن تمكنه من الوصول إليه، وسامي السراج، إلى جانب 3 قيادات عسكرية وأمنية في الحركة وجناحها المسلح، بعد ضربة تعرضوا لها في نفق بمدينة غزة ثم أعادت الاعلان عن اغتياله في 3 أكتوبر.
ومشتهى المولود عام 1959 في حي الشجاعية بغزة، كان يُنظر إليه بوصفه خليفة سياسياً محتملاً لقائد «حماس» يحيى السنوار.
وقبلهم أعلن الاحتلال اغتيال مروان عيسى نائب قائد كتائب القسام ووفق شهادات من مصادر ميدانية، ويبدوأنه بتشييع حماس جثماني روحي مشتهى وسامي عودة إشارة إلى أن القياديين مروان عيسى وسامي السراج ما زالا في عداد مجاهدي الكتائب الأحياء.
وبالتزامن مع اختيار السنوار في 2017 رئيساً للمكتب السياسي في غزة، نجح مشتهى في أن يكون أحد أبرز أعضائه وتولى مهام عدة منها:
المسؤولية عن اللجنة الاقتصادية المختصة في الشأن المالي للحركة، ثم بعد نحوعامين تولى ملفت التنسيق مع مصر.
وينسب إلى مشتهى وخالد الهندي ويحيى السنوار أن مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، طلب منهم في عام 1986، تشكيل جهاز أمني للحركة أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة، ويعرف باسم (مجد)، وكان معنياً بالكشف عن العملاء والجواسيس وملاحقتهم.
في عام 1988 اعتقل مشتهى، وظل أسيراً بالسجون لمدة 23 عاماً تقريباً، وكان رفيقاً للسنوار في صفقة الإفراج وتبادل المسجونين الفلسطينيين مقابل الجندي “الإسرائيلي” جلعاد شاليط عام 2011. وكان مشتهى يقضي 4 أحكام بالسجن المؤبد بتهمة القتل وأعمال “الإرهاب”.
وقالت تقارير إنه خلال فترة سجنة كان المشهور عن مشتهى أنه يلاحق المتخابرين مع الشاباك، واتهم مع السنوار لاحقاً بالتحقيق مع أسرى داخل السجون الصهيونية بتهمة العمل لصالح الشاباك لتقديم معلومات عن معتقلين برفقتهم.
وانتخب عضواً في حركة حماس في أول انتخابات للمكتب السياسي للحركة جرت عام 2012، وتولى بعدها ملف الشهداء والجرحى والأسرى، وعمل على تطوير نظام داخلي مخصص لإدارة الملف.