مع الانهيار الاقتصادي ..ارتفاع جنوني في أسعار الذهب وجرام 21 يسجل 4 آلاف جنيه لأول مرة

- ‎فيتقارير

 

 

بسبب الانهيار الاقتصادي والواقع المزري في قطاعات الإنتاج المختلفة تواصل أسعار الذهب ارتفاعها في السوق المصري بصورة جنونية في ظل حالة من عدم التوازن بين العرض والطلب، وذلك في أعقاب سلسلة من التذبذبات شهدتها أسعار المعدن الأصفر خلال الفترة الماضية.

في هذا السياق سجل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 4571 جنيها للشراء، و 4548 جنيها للبيع، ووصل سعر جرام الذهب عيار 22 لنحو 4190 جنيها للشراء، و 4169 جنيها للبيع فيما سجل عيار 21 نحو 4000 جنيه للشراء، و 3980 جنيها للبيع، وعيار 18 نحو 3428 جنيها للشراء، و 3411 جنيها للبيع وبلغ سعر الجنيه الذهب 32000 جنيه للشراء، و 31840 جنيها للبيع.

وكشفت بيانات منصة «آي صاغة» إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 260 جنيهًا منذ بداية العام الجاري، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 تعاملات العام عند مستوى 2740 جنيهًا، وسجل 4000 جنيه، مع قرب ختام تعاملات الأسبوع الماشي، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 237 دولارًا، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند 2624 دولارًا، ولامست مستوى 2887 دولارًا كأعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الجمعة 7 فبراير، واختتمت التعاملات عند 2861 دولارًا.

في نفس السياق شهدت أسعار الذهب العالمي ارتفاعا للأسبوع السادس على التوالي، بالإضافة إلى تسجيله مستوى تاريخيا جديدا خلال الأسبوع الماضي بدعم من التوترات في الأسواق المالية بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتعريفات الجمركية على الشركاء التجاريين لأمريكا، بالإضافة إلى تجدد المخاوف بشأن الوضع في قطاع غزة.

وسجل سعر أونصة الذهب ارتفاعا بنسبة 2.3% وهو ارتفاع للأسبوع السادس على التوالي ليسجل أعلى سعر تاريخي عند 2886 دولارا للأونصة وأغلقت تداولات الأسبوع عند مستوى 2861 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 2801 دولار للأونصة.

 

ارتفاع الطلب

 

في هذا السياق قال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة في اتحاد الصناعات المصرية: إن “سعر الذهب في مصر أغلق الأسبوع الماضي عند مستوى 4000 جنيه للجرام، مقارنة بسعر الافتتاح الذي بدأ عند 3900 جنيه للجرام في بداية الأسبوع”.

وأضاف واصف في تصريحات صحفية أنه تم تداول الذهب في نطاق سعري ضيق نسبيًا، حيث سجل أعلى مستوى له عند 4030 جنيها للجرام، مما يعكس حالة من التفاؤل والحذر بين المتداولين والمستثمرين في ظل التطورات الاقتصادية المحلية والعالمية.

وأشار إلى أن الارتفاع في أسعار الذهب يرجع إلى عدة عوامل، منها ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، بالإضافة إلى تأثيرات التضخم وتقلبات أسعار العملات العالمية، خاصة الدولار الأمريكي بجانب الصراع التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين .

وأكد واصف أن هذا الارتفاع يأتى متوافقًا مع اتجاهات السوق العالمية، حيث تشهد أسواق الذهب العالمية تقلبات متزايدة بسبب التوقعات بشأن السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، لا سيما الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتأثيرات الأوضاع الجيوسياسية على المدى القصير والمتوسط والرسوم الجمركية.

وتوقع أن يستمر الذهب في جذب اهتمام المستثمرين خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق المالية العالمية، مما قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاعات في الأسعار، على الرغم من أن التقلبات السريعة قد تشكل تحديات للمتداولين في إدارة مخاطرهم.

 

البورصات العالمية

 

وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور عادل عامر: إن “أسعار الذهب ترتبط بالبورصات العالمية، والتي قد تشهد ارتفاعًا أو انخفاضًا في الأسعار، وذلك من خلال المضاربات التي تتم في هذه البورصات على مستوى العالم، وكذلك القوة الشرائية للأسهم”.

وأضاف عامر في تصريحات صحفية أن الذهب هو الملاذ الآمن للاستثمار للمصريين والمواطنين على مستوى العالم، ويستثمرون فيه باستمرار بناءً على أسعاره من حيث الارتفاع أو الانخفاض، موضحًا أن استقرار أسعاره حاليًا يعد بمثابة فرصة جيدة للمقبلين على الزواج من أجل الشراء.

 

السيولة

 

وقال المهندس، سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت: إن “أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 90 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3910 جنيهات، ولامس مستوى 4335 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 4000 جنيه”.

وأضاف، إمبابي في تصريحات صحفية، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4571 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3429 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2667 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 32000 جنيه.

وأوضح أن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت لتقترب من أعلى مستوياتها المسجلة عند 4200 جنيه في يناير 2024،  وذلك بفعل ارتفاع الأوقية بالبورصة العالمية، في ظل الاستقرار النسبي لسعر صرف الدولار، وتراجع الطلب.

وأشار إمبابي إلى أن الأسواق المحلية تبحث عن السيولة، ما دفع المواطنين لبيع ما في حيازتهم من الذهب، ومن ثم ارتفع الاتجاه الى إعادة البيع، وتراجع الطلب، وتوجه السوق لتصدير الذهب الخام، لتوفير السيولة.

ولفت إلى أن سهولة تسييل الذهب تعد واحدة من أفضل مميزاتها، إذ لا يعد ارتفاع عمليات إعادة البيع الحالي، دلالة على تراجع ثقة المواطنين في الذهب، بل العكس يبرز وظيفة الذهب ودوره كمخزن للقيمة، وتحويله لنقد وقت الاحتياج، بخلاف الأوعية الادخارية الأخرى التي قد تحتاج لوقت طويل لتسييلها.

 

5 عوامل

 

وكشف إمبابي عن خمسة عوامل أشعلت أسعار الذهب خلال  الفترة القصيرة الماضية، من بينها حالة عدم اليقين السياسي، والتوترات الجيوسياسية المستمرة، ومخاوف التضخم المتجددة، والسياسات التيسيرية من البنوك المركزية العالمية، وارتفاع مشتريات البنوك المركزية.

وأوضح أن قرارات الرئيس الأمريكي خلقت حالة من عدم اليقين السياسي، حيث دفعت القرارات الاقتصادية، والتهديدات بفرض تعريفات جمركية على بعض الدول، ومن بينها الصين، دفعت الطلب على الذهب إلى أعلى مستوياته، مشيرا إلى أن ترامب قرر فرض ضرائب جمركية بنسبة 25 % على الواردات من كندا والمكسيك، و10 % على الصين.