أصدر أكثر من 350 حاخاماً من مختلف الطوائف اليهودية، وشخصيات يهودية بارزة عالميا، بياناً نُشر على صفحة كاملة في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ضد خطط الرئيس دونالد ترامب للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة. وجاء في البيان: “ترامب يدعو الآن إلى إخراج جميع الفلسطينيين من غزة.. الشعب اليهودي يقول لا للتطهير العرقي”، ووقعوا بأسمائهم أسفل هذه الجملة. وقالوا إن الإعلان يحمل رسالة واضحة وعاجلة بأن اليهود ضد التطهير العرقي في غزة.
ووقع على البيان شخصيات شهيرة عالمياً، من بينها رجل الأعمال بن كوهين، ورائد الأعمال جيري غرينفيلد، والكاتب الكندي والطبيب النفسي الشهير جابور ماتي، والممثل الأميركي والي شون، والمخرج السينمائي بوتس رايلي، والممثلة الأميركية دبرا وينجر، وكاتب السيناريو والمؤلف الشهير توني كوشنر، والممثلة إيلانا جلازر، والممثل الشهير خواكين فينيكس، والكاتب الكبير بيتر بينارت، والكاتبة الكندية نعومي كلاين، بالإضافة إلى الحاخامات شارون بروس، ورولي ماتالون، وجيل جاكوبس، وأليسا وايز، ودانيا روتنبرج، وشارون كلاينباوم.
وقال بيان أرسله القادة اليهود منذ قليل: “هذا الأسبوع، كرر ترامب نيته في التطهير العرقي في غزة، وتهجير الفلسطينيين، حيث قال فكروا في الأمر كموقع عقاري كبير، والولايات المتحدة ستمتلكه، وانضمت الحكومة الإسرائيلية إلى هذه الخطة، وأصدرت تعليمات للجيش بإعداد خطط لتنفيذها، ووجهت قوات الدفاع (قوات الاحتلال) لتطوير خطط لتمكين ما سمي بالمغادرة الطوعية لسكان غزة. ونحن نقول كيهود إننا ضد ذلك”.
ووصف رئيس اللجنة اليهودية الأميركية هذه الخطوة بأنها “محاولة درامية غير تقليدية لزعزعة الديناميكية الإقليمية”. وأكد القادة اليهود والكتاب والحاخامات من مختلف الأطياف السياسية، أنهم غضبوا من الاقتراح، وأنهم مضطرون للتحدث بقوة ضده. ومن بين الموقعين على الإعلان حاخامات من الحركات المحافظة والأرثوذكسية والإصلاحية وإعادة الإعمار والتجديدية والكهنوتية الذين يعملون في الجماعات والجامعات والمستشفيات والمعاهد الحاخامية والمنظمات المجتمعية في الولايات المتحدة وإسرائيل وفلسطين.
وقال الحاخام توبا سبيتزر، كبير حاخامات جماعة دورشي تسيديك في نيوتن بولاية ماساتشوستس: “من الأهمية أن نضيف نحن في المجتمع اليهودي الأميركي أصواتنا إلى كل أولئك الذين يرفضون قبول هذه الخطة الخبيثة. لقد أدى حلم هتلر بجعل ألمانيا “خالية من اليهود” إلى مذبحة شعبنا، ونحن نعلم مثل أي شخص آخر العنف الذي يمكن أن تؤدي إليه مثل هذه الأوهام. لقد حان الوقت لجعل وقف إطلاق النار دائما، وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم، والانضمام إلى الجهود الرامية إلى إعادة بناء غزة من أجل الناس الذين يعيشون هناك ومعهم”.
وأشار بيتر بينارت، رئيس تحرير مجلة “Jewish Currents” ومؤلف كتاب “أن تكون يهوديا بعد تدمير غزة”، إلى التواطؤ داخل المؤسسة اليهودية الأميركية، وقال: “بصفتي شخصا يحب المجتمع اليهودي الأميركي، وأعيش حياتي في المجتمع اليهودي الأميركي، فأرى أنه أمر مروع للغاية أن نرى الناس الذين يتمتعون بشرعية واحترام كبيرين في مجتمعنا على استعداد لدعم شيء يمكن اعتباره أحد أعظم الجرائم في القرن الحادي والعشرين”.
فيما أكدت الممثلة الكوميدية إيلانا جلازر الضرورة الأخلاقية للوقوف إلى جانب الفلسطينيين، وقالت: “نحن اليهود، وكل منا يهتم بحقوق الإنسان الأساسية، يجب أن نتحدث ونقف لضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم، حتى يتمكنوا من إعادة بناء منازلهم وحياتهم في غزة بعد الدمار والإبادة اللذين تحملوهما”، مضيفة أن “سلامتنا كلنا متشابكة معا”.
فيما أكد الحاخام يوسف بيرمان، حاخام مشروع الكنيس الجديد في العاصمة واشنطن، ضرورة تحدي غطرسة ترامب، وقال: “يبدو أن دونالد ترامب مثل فرعون يعتقد أنه إله يتمتع بالسلطة للحكم والامتلاك والهيمنة على بلدنا والعالم. ولكن نقول ترامب ليس إلها ولا يمكنه أن يسلب الفلسطينيين كرامتهم المتأصلة أو يسرق أرضهم من أجل صفقة عقارية. إن رغبة ترامب في ارتكاب التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في غزة أمر بغيض أخلاقيا، ويرفض القادة اليهود محاولات ترامب لجني الأرباح من النزوح والمعاناة ويجب أن يتحركوا لوقف هذه الجريمة الشنيعة”.
وقال البيان: “هذه لحظة حاسمة في التاريخ يجب أن تكون الأصوات اليهودية واضحة وثابتة: نقول لا للتطهير العرقي، والإعلان الذي تم نشره على الصفحة الكاملة في صحيفة نيويورك تايمز ليس سوى البداية”. وحث البيان على الاتصال بالمسؤولين المنتخبين والمطالبة بمعارضة الدعم الأميركي للتطهير العرقي، والتبرع للمنظمات التي تدعم بشكل مباشر قدرة الفلسطينيين على البقاء في وطنهم وإعادة بنائه.