بترتيب أمريكي..خطة إسرائيلية لربط خطوط النفط الإسرائيلية والسعودية على حساب قناة السويس

- ‎فيتقارير

 

ضمن خطة موسعة للضغوط الأمريكية الإسرائيلية على مصر، لإخضاعها تماما للمخططات الإقليمية بالمنطقة،  إذ تتصاعد خطة إقليمية تهدف إلى إرباك الاقتصاد المصري وإضعاف نفوذه الإقليمي.

 

ففي تقرير لصحيفة “يديعوت احرونوت” كشف العميد المتقاعد أمير أفيفي، وهو خبير اقتصادي وعسكري إسرائيلي عن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحث خلال زيارته للولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ربط خطوط النفط الإسرائيلية بالسعودية لمنافسة مصر في مجال نقل الطاقة لأوروبا عبر قناة السويس الحيوية، وتحويل إسرائيل إلى مركز للطاقة.

 

وأكد العميد المتقاعد أن زيارة نتنياهو لأميركا ولقائه ترامب كانت “فرصة استراتيجية لتطوير مكانة إسرائيل كي تصبح مركزاً حيوياً للطاقة، بما يحولها إلى قوة إقليمية على مستويي الاقتصاد والطاقة.

 

وقال: إن “هناك مصلحة جدية على مستويي الاقتصاد والطاقة في ربط خط أنابيب إيلات –عسقلان -أشكلون بخط الأنابيب السعودي في البحر الأحمر”، مؤكداً أن هذا “سوف يغير قواعد اللعبة، ويضع إسرائيل لاعباً رئيسياً في سوق الطاقة العالمية”.

وعدّد الجنرال أربع مزايا لهذا الربط الذي سيأتي عقب تطبيع العلاقات مع السعودية هي أنه سيسمح للتنافس مع مصر حول النفوذ في قناة السويس، ويبعد الخطر الإيراني عن نقل النفط عبر مضيق هرمز، وتأمين مخزون الطوارئ في إسرائيل، وتعزيز اقتصادها وأمنها الوطني.

 

ويدور الحديث الإسرائيلي عن ربط خط شركة أنابيب إيلات – عسقلان –أشكلون، أو شركة “يوروب آسيا بايبلاين” (EAPC)، وهي شركة تدير خطوط أنابيب النفط والغاز في إسرائيل، وتوفر حوالي 75% من الطاقة للاقتصاد الإسرائيلي، بخط الأنابيب السعودي في البحر الأحمر ما سيعطي إسرائيل مفتاحاً عالمياً لنقل الطاقة إلى أوروبا، تنافس بها دور قناة السويس التي تنقل نفط الخليج إلى أوروبا.

 

وسبق أن أكد نتنياهو لشبكة “سي أن أن” الأميركية في سبتمبر 2023، أن توصل إسرائيل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، سوف “يخلق ممراً من خطوط أنابيب الطاقة وخطوط السكك الحديدية وكابلات الألياف الضوئية بين آسيا عبر السعودية والأردن وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة”.

 

وحين عطلت الحرب على غزة موانئ الاستيراد الرئيسية الإسرائيلية المطلة على البحر المتوسط، استعملت تل أبيب خطة بديلة قديمة تتمثل في الاستعانة بخط أنابيب (EAPC) وطوله 254 كيلومتراً (158 ميلاً) ويربط الساحل الضئيل لإسرائيل على البحر الأحمر بمصافي تكرير النفط في البلد.

 

فرصة ذهبية لإسرائيل

ويرى الخبير الاقتصادي والعسكري الإسرائيلي أمير أفيفي للصحيفة، أنه منذ ستينيات القرن الماضي، تمتلك إسرائيل واحدة من أهم الأوراق في خريطة الطاقة الدولية، وهي قدرتها على سرعة نقل النفط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، ما يعتبر فرصة ذهبية لها.

 

وشرح الأمر بقوله: إن “خط الأنابيب السعودي (East-West Pipeline)، أو خط أنابيب الشرق-الغرب، المعروف أيضاً باسم “بترولاين” (Petroline)، وهو خط أنابيب نفط يمتد بطول 746 ميلًا (1201 كيلومتر) ويبلغ قطره 48 بوصة (120 سم)، ويبدأ من حقل بقيق السعودي، يمكن ربطه بميناء إيلات، على طول نحو 1200 كيلومتر”.

 

وأكد أن هذا الخط السعودي، وهو أحد أهم خطوط الأنابيب التابعة لشركة أرامكو (ARAMCO) السعودية، ويربط بين حقل النفط “بقيق” الذي يقع في المنطقة الشرقية السعودية، بالقرب من البحرين وقطر، وميناء “ينبع” على البحر الأحمر، “يمثل فرصة لامتداد استراتيجي إضافي للبنية التحتية للطاقة في إسرائيل”.

 

قناة السويس

 

وسبق أن نفت هيئة قناة السويس في فبراير 2021، ما تم تداوله على بعض وسائل الإعلام بشأن تأثير مشروع خط أنابيب (إيلات -عسقلان) على تنافسية القناة.

وأكدت إدارة القناة، في بيان، أن الحديث عن تأثير خط الأنابيب (إيلات – عسقلان) على حركة تجارة البترول المارة بالقناة تم تداوله بصورة خاطئة ومجتزأة، موضحة أنه من المتوقع ألا يتعدى نسبة ذلك التأثير 12% -16%، من حجم تجارة البترول الخام المتجهة شمالاً (أوروبا) وليس من إجمالي حركة التجارة العابرة للقناة، وبما يمثل نحو 0.61% فقط من إجمالي حركة التجارة المارة بقناة السويس لمختلف أنواع السفن.

 

 

ومع إتمام المخطط الصهيوني، ستفرغ قناة السويس من أهميتها الاستراتيجية كممر لشاحنات النفط، وهو ما يمثل خصما من قوة مصر الاقتصادية والاستراتيجية بالمنطقة، لصالح الكيان الإسرائيلي.

وسيق أن أعلنت الإمارات وإسرائيل عن خطط لمد خطوط النفط العربية من جبل علي  بالإمارات إلى موانئ إسرائيل على البحر المتوسط، وهو ما يمثل طعنة في ظهر مصر من الدول العربية وإسرائيل المتحالفة مع السيسي.