قال محللون فلسطينيون إن حماس نجحت بفرض إرادتها بعد أن قررت تسييل الدفعة السادسة من الأسرى الصهاينة وتسليم 3 منهم إلى كيان العدو، كانت قد قررت قبل 5 أيام أنها ستؤخر تسليمهم إلى إشعار آخر بعد أن عطل الاحتلال الوفاء ببنود التزم بها في اتفاق وقف إطلاق النار المعلن عنه في الدوحة في 15 يناير الماضي.
ولم يقتصر الأمر على المحللين الفلسطينيين بل إن مراسل قناة “كان” العبرية قال: “حكومة الاحتلال على ما يبدو أنها تراجعت عن طلبها الإفراج عن كافة الأسرى “الإسرائيليين” حتى ظهر السبت، وذلك بعد إعلان مكتب “نتنياهو” أن قائمة الأسرى الثلاثة مقبولة لدى “إسرائيل”.
وأعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة: “قررنا الإفراج غدا عن الأسرى الصهـ.ـاينة ساشا الكسندر تروبنوف وساغي ديكل حن ويائير هورن”.
وقال مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة “حماس” إن “إسرائيل” تعتزم غدا السبت، الإفراج عن 369 أسيرا فلسطينيا، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ودخلت إلى قطاع غزة، عدد من الكرفانات والمعدات الثقيلة الجمعة، واتفقت الأطراف على إكمال وقف إطلاق النار برعاية الدول الضامنة.
وكانت تل أبيب قد خرقت الاتفاق بعدم ادخال كمية ونوعية المساعدات المتفق عليه مما جعل حماس تهدد بوقف تسليم الأسرى.
ومع تسليم الدفعة السادسة من الأسرى، يمتنع كيان العدو عن وقف تزويد غزة بالكرافانات والخيام والوقود والمعدات الثقيلة والأدوية ومستلزمات المستشفيات.
وتم الاتفاق على ما يلي :
- دخول 12,000 شاحنة مساعدات
- دخول 50 شاحنة وقود يوميًا
- دخول 60,000 وحدة سكنية متنقلة
- دخول 200,000 خيمة
وقال المحلل السياسي كمال معمري @maamrikm: “في كل سبت، تلتقط حماس نتنياهو من باقة أحلامه الأمنية وتعيده إلى أرض الواقع بصفعة جديدة، وكأن المقاومة قررت أن تجعل نهاية أسبوعه ذكرى مؤلمة لا ينساها”، موضحا أن “مشاهد تبادل الأسرى في غزة أصبحت مسرحا مفتوحا تخرج فيه المقاومة في كامل عنفوانها، تعرض للعالم كيف تتحول الدبابات إلى خردة والتهديدات إلى نكتة.”.
وتابع: “يخرج المشهد من تحت الركام ليُصفع المحتل بواقع لا يقبل التأويل حماس تُفاوض من موقع القوة، وتُفرج عمّن تشاء متى تشاء، بينما نتنياهو يلوك هزيمته”.
وأكد أن “نتنياهو، الذي يصرخ في كل مؤتمر صحفي عن تفوقه العسكري يجد نفسه كل سبت يتجرع مرارة المشهد …حماس، رغم كل القصف والدمار والحصار، تُدير اللعبة، وتُحرّك الشروط، وتُحرِج المحتل أمام جمهوره.. أما الإعلام الإسرائيلي، فيحاول عبثا تلوين الهزيمة بلون النجاحات الأمنية”.
وأشار إلى أن “نتنياهو، الذي اعتاد بيع الأمن لشعبه كمنتج إسرائيلي أصلي، بات كل سبت يُقدم لهم، رغما عنه، درسا عمليا في كيف تبدو الهزيمة المُذلّة يجلس في مقره الأمني يُحدّق في الشاشات، ليرى جنوده ببزاتهم العسكرية برفقة المقاومة وكأنهم طرودٌ بشرية فقدت عنوانها”.
وذكر أنه “.. كل سبت، يتذكر نتنياهو أنه مهما رفع سقف تهديداته، فإن حماس تُعيده إلى حجمه الطبيعي ” مبينا أن نتنياهو “مجرم يلهث خلف الانتصارات الوهمية، بينما المقاومة تكتب تاريخها بمداد النار والكرامة، وتُعلم العالم أن المعادلة تغيرت… ومن لم يفهم ذلك، فلينتظر صدمة سبت اليوم”.
https://x.com/maamrikm/status/1890512433145606436
وقال الناشط الغزاوي خالد صافي @KhaledSafi “ترامب: “أريد من حماس بادرة حسن نية بإطلاق سراح 6 من الأسرى الأمريكيين” ..فقط ستة، لا أكثر.. أي مهابة هذه التي تدفع أقوى دولة في العالم إلى التوسل؟.. أي قوة هذه التي جعلت الأسياد في موضع السائلين، والضعفاء هم أصحاب القرار؟.. “.
ورأى أنه “ليس غريبًا أن يعز الله رجاله، فهذه سننه في كونه، لكن المحزن أن ترى أمة بكاملها هذه الهيبة بأم عينيها، ثم لا تهرع لتكون سندًا لمقاومة دانت لها رءوس الجبابرة، وانحنى أمام إرادتها من ظن نفسه إلهًا.”.
https://x.com/KhaledSafi/status/1890139466574229721
الكاتب والباحث الفلسطيني ماجد أبو دياك @abudiak64 قال: “سأسمح لنفسي استثناء أن أنشر فيديو فكاهي يصف الوضع الحالي: أدخلوا الآليات والكرفانات، واستجابوا لمطلب حماس، فقررت حماس إطلاق ثلاثة أسرى فقط، وليس كما هدد وأزبد وأرعد المعتوه ترامب مطالبا بالإفراج عن جميع الأسرى بحلول غد السبت.”.
وأضاف أن “حكومة الاحتلال نفسها قبلت بالثلاثة، وقالت إن ذلك يفي بمتطلباتها، وبلع المعتوه البرتقالي كلامه، ثم خرج تصريح منسوب لمصدر مجهول بأن ترامب يأمل بلفتة من حماس بإطلاق ستة أسرى من أصول أميركية دون أن يلقى استجابة من المقاومة، ثم خرج مبعوثه لشئون الرهائن آدم بيولر ليقول في تصريح مضحك إن ترامب يحتفظ بحق تعديل تهديده لحماس!!”.
وتابع عبر هاشتاج #غزة_تنتصر : “لا يجدر بنا أن يتملكنا الرعب من تهديدات أميركا، فهي لا تحكم العالم، وإن أي موقف صلب هو ما يدفع الآخرين لاحترامنا.. المقاومة تمسكت بموقفها، ولم تهزها تهديدات ترامب، فكان لها ما طلبت”.