لماذا أثار “جورج وايا” رعب السيسي؟

- ‎فيتقارير

 كتب- سيد توكل:

 

في الدول الديمقراطية إذا اعتدى الرئيس المنتخب على القانون وتسبب في قتل عشرات المواطنين فإن البرلمان يسحب الثقة منه فورًا ويتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وفي دول الانقلابات العسكرية – مثل مصر- لو قام جنرال مثل السيسي بذبح الشعب، بعد انقلاب ضد الشرعية فلا أحد يقف أمامه سوى من باع نفسه لله ثم للوطن.

 

وأخشى ما يخشاه ديكتاتور دموي مثل السيسي هو وصول مواطن عادي إلى سدة الحكم ولو في دولة بعيدة عنه في اقصى جنوب القارة، وجاء فوز نجم كرة القدم الليبيري صاحب الشعبية الأفريقية و المعتزل جورج وايا، بانتخابات الرئاسة في ليبيريا، عقب ترشحه للمرة الثانية الانتخابات والتي بدأت أمس بمشاركة 3 مرشحين، والسؤال يفترض أمرًا غير موجود وهو أنه ستكون هناك انتخابات نزيهة في 2018، ويقتضي ممن يُجيب أن يدفع الثمن مقدمًا وهو أن يقبل استمرار الديكتاتور، كما هو بفشله وقمعه، حتى هذا التاريخ.

 

ترشح أبوتريكة!

 

وجاء فوز "وايا" ليفتح التساؤلات عن إمكانية ترشح أبو تريكة، مثلا، للرئاسة. وأبوتريكة مقيم في قطر بسبب صدور قرار الديكتاتور السيسي بإدراج إسمه ضمن قوائم الإرهاب والترقب والوصول، فضلا عن حجز لجنة إدارة أموال الإخوان، أرصده أبوتريكة في البنوك.

 

وكان الناشط السياسي حازم عبد العظيم، أول الداعيين لترشح محمد أبو تريكة، لاعب النادي الأهلي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الأمر الذي أثار جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي حينها.

 

وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر “تويتر”: "لماذا لا يفكر أبو تريكة في الترشح لرئاسة الجمهورية، تفتكروا شعبية السيسي هاتقدر تنافس شعبية أبو تريكة؟، فكروا فيها كويس وهو كمان يفكر".

 

ولاقت الدعوة ترحيب الجماهير المصرية العاشقة لأبوتريكة، معتبرين أن خلقه وشعبيته ونجوميته تسمح له بالترشح لمنصب الرئاسة.

 

هل الديكتاتورية بالصندوق؟

 

ويطرح مراقبون تساؤلاً مفاده هل علينا أن نصبر على ديكتاتور اتفق الشعب، مؤيده ومعارضه، على فشله وعلى خطر بقائه، حتى يُنظم هو انتخابات تؤدي إلى إزاحته؟

 

و"نظام 30 يونيو" جاء انقلابًا على نظام شرعي اختار الشعب خطة طريقه باستفتاء في 19 مارس 2011، وفي انتخابات رئاسية أكدها استفتاء على الدستور في 2012، ومع ذلك قلنا إن خطة الطريق كانت فخاً وقعنا فيه، وقال آخرون إن انتخاب الرئيس كان نزيهاً لكن الديمقراطية ليست صندوقاً.

 

ويؤكد المراقبون أن ديكتاتورًا مثل السفيه السيسي لن يتحدث عن انتخابات مبكرة، ولن تطرح أبواقه استفتاء على صفحاتهم لسؤال الجمهور: هل تقبل انتخابات مبكرة أم لا، لكنهم سيستمرون في أغنية الترشح لانتخابات 2018؛ لأنهم ببساطة لا يريدون انتخابات، لا مبكرة ولا متأخرة، بل يرغبون في الإفلات من خناق اللحظة وكسب الوقت لعلهم يعيدون صناعة المشهد من هنا حتى 2018.

 

مسرحية الانتخابات الرئاسية المقبلة طُرحت بقوة في موجة من الإجراءات المُضادة للرد على مبادرة الدكتور عصام حجي بشأن المجلس الرئاسي، عن طريق ركوب موجة المبادرة، لا بقصد الاستسلام لغايتها النبيلة، وإنما بقصد الاستغلال للأمل الذي تصنعه في كسب مزيد من الوقت.

 

ديكتاتور مثل السيسي يُمكنه أن يُعلن غدًا أو بعد غدٍ أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، لكن دون ضمانة لعدم ترشحه إلا كلمته التي علينا أن نثق بها، والتخمينات التي يجري ترويجها، والتمني الذي علينا أن نتحلى به لنُصبح مؤهلين للخداع ألف مرة.

السفيه السيسي نفسه وعد بعد الانقلاب بأنه لن يترشح، لكنه ترشح نزولاً على رغبة جماهير يراها في أحلامه التي يسمع فيها صليل السيوف ولا يُحدد فيها الوقت إلا بالساعة الأوميجا.

 

وهو نفسه مَنْ قال في ديسمبر 2015 إنه يُمكنه أن يرحل فيما لو رغب الشعب في ذلك دون حاجة لنزوله في الشارع والتظاهر ضده، لكن ذلك لم يمنعه من قمع التظاهرات والاستمرار حتى اليوم.

 

وهكذا اعتاد السفيه السيسي منح الوعود بالرحيل، وفي نفس الوقت العمل الدؤوب للبقاء، أياً كان الثمن، دماءً تُزهق أو أرضاً تُباع أو حقوقاً تُبدد أو رفاهية يسعى إليها بطائراته الفخمة التي سيؤجرها بعد الظهيرة لسداد تكاليف بيت الرئاسة.

 

جدير بالذكر أن رئيس ليبريا الجديد حصل على جائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم، وأفضل لاعب في أوروبا، وأفضل لاعب في إفريقيا، ليصبح اللاعب الوحيد في العالم الذي يمتلك الألقاب الثلاثة.. دون أن يشارك السفيه "بلحة" لقب طبيب الفلاسفة!