كتب- حسن الإسكندراني:
لقي 15 شخصًا مصرعهم، إثر غرق قارب في نهر “ناف”، كان يقل نازحين من مسلمي الروهينجا، الذين فروا من إقليم “أراكان” جراء هجمات جيش ميانمار البوذية المتطرفة، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة عن فرار أكثر من 27 ألف شخص خلال الأيام الاخيرة إلى بنغلاديش.
ونقلت وسائل إعلام بنغلاديشية، الجمعة، عن “محمد معن الدين خان” المسؤول في شرطة تكناف (مقاطعة بأقصى جنوب البر الرئيسي لبنغلاديش) قوله، إن قاربا يقل فارين من أحداث العنف في أراكان غرق في نهر ناف أثناء محاولته الدخول إلى بنغلاديش.
وأشار إلى أن حرس حدود بلاده، توصلت إلى جثث 15 من الغرقى أمس السبت على ضفة النهر، بينهم 4 مصابين بطلق ناري.ولفت إلى أن قوات حرس الحدود انتشلت جثة أخرى، يعتقد أنها لشخص كان على متن قارب آخر غرق بالضفة الثانية من النهر، دون تفاصيل إضافية.
ويعد نهر ناف الذي يقع بين بنغلاديش وميانمار معبرا لفرار المسلمين في أراكان من ظلم الجيش الميانماري وميليشياته البوذية المتطرفة.
ويحاول المسلمون الروهينغا الوصول عبر النهر إلى مقاطعة تكناف بمدينة “كوكس بازار” التي تحتضن مراكز إيواء للروهينغا.
والإثنين الماضي، أعلن مجلس الروهنغيا الأوروبي، مقتل ما بين ألفين إلى 3 آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان (راخين) خلال 3 أيام فقط.
وجاءت الهجمات، بعد يومين من تسليم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، لحكومة ميانمار تقريرًا نهائيًا بشأن تقصي الحقائق في أعمال العنف ضد مسلمي “الروهينغيا” في أراكان.
27 ألفًا من الروهينغا فروا من العنف
من جهتها أعلنت الأمم المتحدة فرار اكثر من 27 الف شخص من أقلية الروهينغا المسلمة هربا من أعمال العنف في بورما في الأيام الاخيرة وعبروا إلى بنغلادش.
ويتجمع حوالى 20 الفا آخرين من الروهينغا على الحدود مع بنغلادش التي تمنع عبورهم إليها بعد أن فروا من قراهم المحروقة وعمليات الجيش البورمي، بحسب بيان اصدرته للأمم المتحدة ليل الخميس.
وفي محاولة يائسة للوصول الى بنغلادش ركب آلاف الروهينغا قوارب بسيطة أو متهالكة صنعت من انقاض وحطام سفن لعبور نهر ناف الذي يفصل بين البلدين.
وشنت قوات الامن البورمية عملية “تطهير” للقضاء على المتمردين الذين يبدو ان رجالا من سكان القرى بدأوا بالانضمام الى صفوفهم مسلحين بالعصي والسكاكين.
ومنذ أكتوبر الماضي، وصل بنغلاديش نحو 87 ألف شخص من الروهينغيا، وفق علي حسين مسؤول محلي بارز في مقاطعة “كوكس بازار” البنغالية.
ومنذ 25 أغسطس الماضى، يرتكب جيش ميانمار، انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان، شمالي إقليم أراكان (جنوب غرب)، تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهينغا، حسب تقارير إعلامية.
عثرت السلطات في بنغلاديش على جثث 17 امرأة وطفلا على الأقل من مسلمي الروهينغيا في منطقة تكناف مع محاولة عشرات الآلاف الفرار من أعمال العنف في شمال ميانمار.ويعتقد أن القتلى غرقوا بعد انقلاب قاربهم لدى عبوره الحدود عبر خليج البنغال.
ويقدر عدد مسلمي الروهينغيا بنحو مليون و100 ألف نسمة، يعيش أغلبهم في ولاية راخين شمالي ميانمار، وقد عانوا من عقود من الاضطهاد في ظل رفض الحكومات المتعاقبة في ميانمار الاعتراف بهم كمواطنين، فضلا عن حرمانهم من الحقوق الأساسية.
لحظات مرعبة
وروى شهود عيان من ولاية أراكان، لحظات مرعبة للجرائم المروعة، التي ارتكبها جيش ميانمار، بحق مسلمي "الروهنغيا" في الولاية، من خلال مشاهد مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
أردوغان ينتقد صمت المجتمع الدولي
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،" صمت المجتمع الدولي وعجزه عن حماية المظلومين في اقليم أراكان، ووضع حد للمجازر التي تحصل ضد المسلمين من قبل جيش ميانمار".
وقال أردوغان ، في تصريحات له في اسطنبول أمس، إن بلاده تواصل مساعيها الدبلوماسية لوقف المجازر التي تحصل ضد المسلمين في ميانمار، مشددًا على ضرورة تحرك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف هذه الأزمة الإنسانية قبل تفاقمها.
وفيما يخص الأحداث التي تشهدها البلدان العربية والمنطقة، قال أردوغان" إن العالم الإسلامي يستقبل عيد الأضحى المبارك بحزن بسبب الاشتباكات الحاصلة في سوريا والعراق وأراكان".
كما تظاهرعشرات الإندونيسيين، في محيط سفارة ميانمار، بالعاصمة جاكرتا، للمطالبة بوقف أعمال العنف التي تمارسها القوات الحكومية الميانمارية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة في إقليم أراكان غربي البلاد.
وندد المشاركون في المظاهرة بممارسات الحكومية الميانمارية، ورفعوا شعارات تدعو إلى طرد سفير ميانمار من إندونيسيا، فضلًا عن وصف مستشارة الدولة الميانمارية (رئيسة الحكومة)، أون سان سو تشي ، بالـ" المرأة عديمة الإنسانية".
وكذلك طالبت ماليزيا مجددا الأمم المتحدة التدخل بشكل عاجل من أجل وضع حد للفظائع التي ترتكبها القوات الأمنية بحق أقلية الروهينغا المسلمة في ولاية راخين بميانمار.
وقال السيد نجيب عبد الرزاق رئيس الوزراء الماليزي إن بلاده تطالب السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة مجددا بالتدخل العاجل لكى تقوم السلطات الأمنية في ميانمار بالبحث عن التقارب الايجابي في حل قضية راخين.
وأضاف عبد الرزاق، في بيان، " إننا نطالب جميع الجهات المتنازعة بضبط النفس وان الفظائع التي تسود ولاية راخين يجب كبح جماحها لأجل مصلحة ميانمار والمنطقة بأسرها".
وأكد صديقي أن المجازر بحق الروهينغيا لا يمكن قبولها، مشيرا إلى أن الأراكانيين يعيشون في مخيمات منذ سنوات طويلة ومحرومون من حقوق المواطنة.
وأوضح أن هناك سببين للمجازر التي ترتكب بحق الأراكانيين، الأول هو الفقر والثاني تولي بوذيين متطرفين الحكم في ميانمار.