كتب سيد توكل:
يواجه السفيه عبد الفتاح السيسي فتورًا في العلاقة الحميمية و"الكمياء" التي جمعته منذ بداية الانقلاب بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتحول الإعجاب بالجنرال الذي يرفع بنطاله إلى ما فوق "سُرته"، وترتسم على وجهه ابتسامة بلهاء، إلى خصم من المعونة العسكرية والاقتصادية، التي تقدمها واشنطن للجنرالات منذ اتفاقية كامب ديفيد المشئومة مع العدو الصهيوني.
وأكد خبراء سياسيون أن زيارة السفيه السيسى، التي بدأت للصين، هي لمجرد المكايدة السياسية مع ترامب، مشيرين أن السفيه قدم فروض الولاء والطاعة للنظام الصينى، بتقديم طلاب "الإيجور" المسلمين إلى معتقلات ومحاكم بكين الشيوعية.
القمع ليس هو السبب!
وأصبح انتقادات واشنطن للقمع العسكري الذي طال حتى أقرب المواقع الإخبارية للانقلاب على شبكة الانترنت، ليصل عدد المواقع التي شمعها الانقلاب بالشمع الأحمر إلى نحو 163 موقعاً، تتزايد يوما بعد يوم، ومن الحجب إلى التعذيب والقتل والتصفية والاختفاء القسري، الذي طال حتى الأجانب في مصر، وأشهرهم الباحث الإيطالي جوليو ريجني.
وفيما يبدو أن "هز" جنرال العسكر السفيه السيسي لم يعد يبهر ويمتع سادته في البيت الأبيض، بعدما شعروا بأنهم تورطوا مع "سفيه" لا يدرك أن يضع قدمه، تلك القدم التي أخذته إلى الشرق وفضحت علاقته بتسليح كوريا الشمالية، التي يحكمها جنرال ورث الجنون عن أبيه، ولا يقل جنونه عن جنون جنرالات الانقلاب في مصر.
صحيفة «نيويورك تايمز» ترى أن الدافع الأبرز في تخفيض معونة جنرالات العسكر، هو المتعلق بأمر العلاقات مع كوريا الشمالية؛ حيث إن تاريخ مصر في انتهاكات حقوق الإنسان في عهد السيسي معروف للجميع، بمن فيهم ترامب، ولكن أولوية الولايات المتحدة في
هذه الفترة هي العمل على عزلة كوريا الشمالية اقتصاديًا وعسكريًا ودبلوماسيًا تمامًا؛ مما دفعها لاتخاذ قرار كهذا ضد أحد أبرز حلفائها في المنطقة، وهو السفيه السيسي.
اللعب مع الطغاة
وأكد مراقبون أن العلاقات بين عسكر الانقلاب في مصر وكوريا الشمالية وثيقة، ولكن خلف الأبواب المغلقة؛ وذلك بسبب خوف جنرالات الانقلاب من غضب الولايات المتحدة والغرب، بالإضافة إلى خوفهم من التعرض للعقوبات، وذلك في حالة كشف تعاونهم العسكري مع كوريا الشمالية.
وكان عدد من المسئولين الكوريين الشماليين قد أكدوا في 2015 أن مصر هي أحد أبرز محاور كوريا الشمالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل تجارة الأسلحة، إلى جانب دول إفريقية أخرى مثل ليبيا، وإريتريا وغيرهم.
كما ذكرت عدة تقارير من ضمنها تقريرًا لمجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة أن سلطات الانقلاب تقوم بتسهيل عبور السفن الكورية الشمالية التي تحمل الأسلحة بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى نقلها لعدد من العمال الكوريين الشماليين للعبور من قناة السويس بسهولة، وخاصةً من مدينة بورسعيد المصرية.
رقصة باهتة
يشار أن مجلس الأمن عقد جلسة طارئة في وقت سابق لإدانة التهديد الكوري الشمالي، سبق ذلك مكالمة بين ترامب والسفيه السيسي، أمر الأول الأخير دعم قرارات واشنطن في مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية، باعتبار أن "مصر" أحد الأعضاء غير الدائمين بالمجلس، ولكن
يبدو أن "رقصة" السيسي هذه المرة كانت باهتة وليست على مستوى ما كان يتوقعه ترامب، وجاءت كلمة ممثل سلطات الانقلاب، السفير إيهاب مصطفى، روتينية للغاية حيث أدان ما قامت به كوريا الشمالية، داعيًا إياها للالتزام بقواعد مجلس الأمن الدولي!
وتناولت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية خطوة ترمب بمعاقبة السيسي، المتمثلة بحجب واشنطن مساعدات بنحو 300 مليون دولار عن الجنرال السفيه، وقالت إنها تعتبر خطوة صحيحة لكنها غير رادعة بما فيه الكفاية.