لماذا يوجه الرئيس الإرهابى ترامب ضربة لليمن ويشعل حربا جديدة فى المنطقة فى هذا التوقيت ؟

- ‎فيتقارير

 

 

آثارت الضربات الأمريكية ضد اليمن انتقادات من جانب الخبراء للرئيس الأمريكى الإرهابى دونالد ترامب الذى زعم أنه جاء لوقف الحروب ونشر السلام والاستقرار لكنه قرر اشعال حرب إبادة ضد الحوثيين فى اليمن بزعم أنهم يهددون الملاحة فى البحر الأحمر .

وقال الخبراء ان الضربات الأمريكية على اليمن تستهدف فى الأساس حماية إسرائيل وتوجيه رسالة إلى طهران بأن القادم من الإدارة الامريكية صعب جدا وذلك لوقف دعمها لفصائل محور المقاومة .

وحذروا من أن هذه الضربات لن توقف الحوثيين،بل ستدفعهم إلى مواصلة استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر، أو ضرب مصالح نفطية إقليمية

 

كان الرئيس الأمريكى الإرهابى قد أصدر أول أمس السبت، أوامر للجيش بشن عمليات عسكرية “حاسمة وقوية” ضد الحوثيين في اليمن وفق تعبيره .

واتهم الحوثيين بتنفيذ هجمات إرهابية وعمليات قرصنة ضد السفن والطائرات الأمريكية في المنطقة .

 

طغيان أمريكي

 

من جانبه أكد عبد الملك الحوثي زعيم جماعة أنصار الله أن القصف الأمريكي على مناطق في اليمن أدى إلى مقاتل عشرات الأشخاص من بينهم نساء وأطفال.

وقال “الحوثي” في كلمة القاها مساء أمس : العدو الأمريكي أعلن عن جولة جديدة من العدوان على بلدنا ونفذ عدة غارات وعمليات بالقصف البحري استهدف فيها المنازل والاحياء السكنية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات .

وأضاف: الاعتداءات أسفرت عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى وهناك عدد من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء وهذا العدوان غاشم وظالم في إطار الطغيان الأمريكي تجاه أمتنا والهدف منه الاسناد للعدو الإسرائيلي بعد أن أعلن بلدنا موقفا واضحا في الاسناد للشعب الفلسطيني .

واعتبر الحوثى تجويع 2 مليون فلسطيني جريمة كبيرة جدا وهي جريمة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة وكل من له ضمير إنساني وكل من له انتماء صادق إسلامي لا يمكنه ان يسكت تجاه ذلك، معربا عن أسفه لأن الموقف العام للأنظمة في العالم الإسلامي موقف بارد تجاه ذلك، وليس هناك أي تحرك جاد لمنع ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تجويع لأهل غزة والسعي لتعطيشهم ومنع الماء عنهم وما يعيشه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مأساة كبيرة .

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يقوممنذ 15 يوما بإغلاق معابر القطاع ومنع دخول المساعدات، وهو ما يعني أن معاناة الشعب الفلسطيني زادت وهناك في المقابل مسؤولية على أمتنا قبل غيرها على المسلمين جميعا وكل شعوبنا وأبناء امتنا، متسائلا أين هو التحرك الجاد لمنع ذلك والضغط لإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني؟ وأعرب الحوثى عن أسفه لأنه ليس هناك أي تحرك جاد .

 

حماية إسرائيل

 

وأكد المحلل السياسي الدكتور ماهر صافي أن الهدف الرئيسي من الضربات الأمريكية على اليمن، هو حماية إسرائيل.

وقال صافي في تصريحات صحفية : ما أقدم عليه ترامب يرجعنا إلى ما قاله قبل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة عندما قال إنه سوف يأتي لمنطقة الشرق الأوسط ويفرض السلام ولكن حين يقصف اليمن ويقتل أكثر من 25 شخصا أغلبهم من الأطفال والنساء إذن النية الأمريكية هنا مبيته لحماية إسرائيل سواء في الملاحة البحرية أو منع ضربات الفصائل التي تريد أن تضرب إسرائيل .

وأضاف: الضربات لا تأتي إلا عندما يضرب الحوثيون أو عندما يريد ارسال رسالة إلى إيران التي تعد الممول الرئيسي للحوثي، الرسالة وصلت إلى إيران والعراق أيضا لأن هناك فصائل عراقية أعلنت نيتها الانتقام من كافة الأهداف الأمريكية والإسرائيلية .

وتوقع صافي أن يكون هناك تصعيد كبير من الإدارة الأمريكية وعندما تستهدف كافة الفصائل والحركات التي تدعم فلسطين، وترد على إسرائيل اذن النية معروفة، وهي القضاء على كافة العناصر التي تهدد امن إسرائيل .

وشدد على أن النية مبيته لإرسال رسائل إلى إيران بأن القادم من الإدارة الامريكية صعب جدا، وهي رسالة اعتقد أنها وصلت .

وأشار صافى إلى أن الناطق باسم الحوثيين قال إنه طالما استمرت الإبادة في فلسطين فأن الصواريخ سوف تسقط في كل منطقة فيها عدو، وبالتالي الصراع مستمر والحوثيون يصعدون والإدارة الأمريكية سوف تصعد وسوف تنوع من هجماتها سواء بالصواريخ أو اغتيال شخصيات .

 

استهداف إيران

 

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور طارق العكاري، إن الضربات الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن كانت متوقعة، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لإظهار حزم أشد مقارنة بإدارة جو بايدن، خاصة مع تزايد تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر.

وأوضح العكاري، في تصريحات صحفية أن هذه الضربات جاءت بعد عمليات استخباراتية مكثفة استمرت لعدة أشهر، حيث أدركت إسرائيل ضعف معلوماتها الاستخباراتية في اليمن بعد استهداف ميناء الحديدة، وبعد مرحلة جمع معلومات دقيقة، تم تنسيق الضربات بين الجانب الأمريكي والإسرائيلي لضرب الدفاعات الجوية والرادارات التابعة للحوثيين، مما يمهد لاحتمال تنفيذ ضربة عسكرية محتملة ضد إيران في حال فشل المفاوضات بشأن الملف النووي.

وأضاف أن أي ضربة أمريكية محتملة لإيران ستحتاج إلى تنسيق وثيق مع إسرائيل، حيث لا تستطيع دولة الاحتلال تنفيذ مثل هذه الضربة بمفردها، مشيرًا إلى أن هناك ضغوطًا من رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو على واشنطن لدفعها نحو عمل عسكري ضد إيران، وهو سيناريو قد يتطلب دعمًا عسكريًا أمريكيًا يشمل التزود بالوقود جوًا للمقاتلات الإسرائيلية بسبب طول المسافة.

فيما يتعلق برد الحوثيين، أكد العكاري أنهم سيحاولون مواصلة استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر، أو حتى ضرب مصالح نفطية إقليمية، مشددا على أن هناك فجوة كبيرة في القدرات القتالية بين الحوثيين والقوات الأمريكية، مما يجعل تأثير الحوثيين محدودًا مقارنة بالقوة العسكرية الأمريكية في المنطقة.

 

ضربة استباقية

 

وأكد الخبير العسكري أسامة محمود أن الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن تمثل ضربات استباقية.

وقال محمود في تصريحات صحفية : الخطاب الذي ألقاه المتحدث العسكري للحوثيين حين قال إن السفن الإسرائيلية لن تمر بعد أن أغلقت إسرائيل المعابر وبالتالي قام الأمريكان بضربة استباقية وهي هجمات اتخذت شكل الصدمة والترويع .

وأضاف: الحوثيون يسيطرون على محافظات في غرب اليمن وهي أماكن يخزنون فيها الأسلحة والذخائر وموجودة بين المدنيين .

وتابع محمود : الولايات المتحدة استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن في مرات سابقة وأمريكا الآن تقصف بإفراط واليوم وجدنا إسرائيليين يتحدثون عن احتمال تدخل والأمر ليس هينا ونجد أن الحوثيين أصبحوا في تخبط .

وأشار إلى أن الخطاب لدى الحوثيين تراجع قليلا وقالوا إنهم لا يهددون الملاحة العالمية ولكنهم يستهدفون الإسرائيليين موضحا أن جماعة الحوثي تسيطر على 22% من جغرافيا اليمن وهي المنطقة المتاخمة لباب المندب والبحر الأحمر والمحافظات في هذه المنطقة استهدفت من القصف الأمريكي وسوف يستمر الأمريكان في استهداف هذه المناطق .

وشدد محمود على ضرورة أن يراجع الحوثيون موقفهم لأن التلويح بكلام حماسي أكثر من اللازم لا يتناسب مع ميزان القوى وليس لديهم الكثير كي يتحملوا هذا .