تابع الملايين في العام مشاهد لحظة اعتقال أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول بتهمة “إدارة منظمة إجرامية” و”الابتزاز”، و”الرشوة”، و”الاحتيال المُنظم”.
وتابعوا لحظة إخراج الشرطة التركية رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو من منزله بعيد توقيفه، صباح اليوم الأربعاء، مع أكثر من 100 شخص آخرين بتهمة “ترؤس عصابة متورطة بالرشاوى والفساد والاحتيال وتسهيل عمل منظمات إرهابية (حزب العمال الكردستاني) بوظائف في الدولة”.
https://x.com/tragency1/status/1902292023056462005
واستعرضت حسابات تركية تسريبات كثيرة ضد رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، ومنها مشاهد فجّرت التحقيقات لموظفين ومساعدين له وهم يعدّون الأموال يدويًا، في محاولة للتهرب من الإجراءات المصرفية والضريبية، وإبقاء هذه الأموال خارج نطاق الرقابة.
https://x.com/RD_turk/status/1902285456034746644
خلفيات الاعتقالات
ومن جانبه، كشف الصحفي عبدالعزيز مجاهد وعبر حسابه على (إكس) باعتباره مراسل (الجزيرة مباشر) في تركيا، أنه بالاعتقالات الجديدة تدخل تركيا مرحلة سياسية جديدة تتمثل في:
– حظر التجمعات في اسطنبول وإغلاق للطرق فيها وتحويل خطوط المواصلات العامة.
– الليرة تهبط لمستوى غير مسبوق وإيقاف التداول بالبورصة بعد هبوط السوق بشكل حاد.
– دعوات لتحدي قرار منع التظاهر ودعوات للتجمع في عدد من النقاط بالمدينة .
وبعد ساعات من إلغاء شهادته الجامعية ما يعني عمليا فقدان الأهلية للترشح للرئاسة، قامت قوات الأمن التركية بتوقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو من منزله بتهم تتعلق بإدارة منظمات إجرامية مع حوالي ١٠٠ شخص كما وجهت له تهمة أخرى من ٦ آخرين تتعلق بالتعاون مع منظمة إرهابية هي حزب العمال الكردستاني “.
الاتهامات التي شملت صحفيين ورجال أعمال ومساعدين لإمام أوغلو تركزت بشكل أساسي حول قيامه مع آخرين باستغلال بلدية إسطنبول لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة عن طريق إدارة مناقصات غير شرعية وتلقي رشاوى وعمولات، واستخدام موارد البلدية لإدارة حملات سياسية غير مشروعة ودعم تنظيمات إرهابية.
وأعتبر مجاهد أن توقيف شخصية بحجم إمام أوغلو رغم استثنائيته إلا أن سوابق قريبة له حدثت في السنوات الأخيرة ربما تنبؤنا بمسار الأحداث.
وأوضح أن عاملين اثنين حددا طريقة تطور الأمور بالنظر إلى تلك السوابق وهما؛ طبيعة وشكل الاتهامات التي سيتم نشرها من التحقيقات ومدى قدرتها على تثبيت رواية المحققين، والثاني: مدى قدرة خصومه داخل المعارضة من الاستفادة من غيابه واستغلال الحدث للصعود على حسابه .
وأشار إلى أن 3 قيادات سابقة للحزب المعارض خرجت من الحياة السياسية بشكل مفاجئ اثنان منها اختفوا تماما بسبب طبيعة الاتهمات “المشينة” التي طالتهم.
معارضة للقرار
وتزعم (حزب الشعب الجمهوري) الذي ينتمي له أكرم إمام أوغلو خرق قرارات (حظر التظاهر)، الذي أصدره (والي مدينة اسطنبول) لضرب اي تجمعات فضلا عن البيانات الصحفية والسياسية.
ووجه رئيس حزب الشعب الجمهوري دعوة لأنصاره للتظاهر أمام مقر الحزب في إسطنبول فيما عززت قوات الأمن من تواجدها، أمام منزل إمام أوغلو، وأمام مقر بلدية اسطنبول، وفي محيط مجمع محاكم إسطنبول، وأغلقت عددا من الشوارع في منطقة الفاتح بمحيط البلدية وحولت عددا من خطوط المترو وأغلقت عددا من محطاته.
أثر على الاقتصاد
وعن توابع الأحداث صباح الأربعاء، كان الحديث عن هبوط سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار لما دون ال ٤٠ ليرة مقابل الدولار الواحد قبل أن يستعيد بعضا من توازنه ويتم صرفه مقابل ٣٨ ليرة .
وأضاف “مجاهد” أن البورصة شهدت عمليات بيع كبيرة وهوت مؤشراتها الرئيسية ٣٪ ما استدعى إيقاف التداول مؤقتا، وأن وزير المالية أعلن اتخاذ إجراءات للحد من الآثار السلبية للقرارات على الأسواق.
إلا أن رأي عبدالعزيز مجاهد هو أن شوارع اسطنبول بدت وكأنها استوعبت الصدمة الأولى للأخبار بعد فشل عدة محاولات للتجمع والتظاهر ونجاح أخرى داخل مقر حزب الشعب الجمهوري بالمدينة وداخل حرم جامعة إسطنبول، وأن أعداد قليلة من المتظاهرين تجمعت أمام منزل إمام أوغلو وأمام مقر البلدية.
الوضع داخل المعارضة
ومع توقيف إمام أوغلو رجح “مجاهد” الوضع اخل المعارضة التركية عقب التوقيف وقرارات والي اسطنبول:
وقال إنه رغم التصريحات الأولى الصادرة عن المعارضة والمنتقدة للإجراءات إلا أن الساعات والأيام المقبلة ربما تشهد تغيرا في المواقف لعدة أسباب :
– شملت الاتهامات التي تطال الآن أكرم إمام أوغلو استخدام الأموال التي جمعها لشراء النفوذ داخل الحزب ولإسقاط رئيسه السابق كمال كليتشدار أوغلو
– إخراج أكرم من المشهد يفسح المجال لمنافسه على بطاقة الترشح داخل الحزب منصور يافاش
– وصل نفوذ إمام أوغلو داخل الحزب في الفترة الأخيرة إلى مستوى غير مسبوق رغم طبيعة الحزب المعروفة بكثرة التيارات المتباينة