تشهد أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفاعات متوالية، حيث اقترب سعر الجرام من الـ 5000 جنيه، مسجلًا مستويات قياسية لم يشهدها السوق من قبل، ويعكس هذا الارتفاع تقلبات الأسواق العالمية وضغوطات اقتصادية متواصلة، مما دفع المستثمرين والمتداولين إلى البحث عن ملاذ آمن في الذهب.
ويعد سعر الذهب العالمي العامل الأساسي حاليًا في عملية تسعير الذهب المحلي ووصل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً إلى مستوى 4300 جنيه للجرام، وكان قد ارتفع بمقدار 40 جنيهًا ليغلق التداولات عند 4305 جنيهات للجرام.
الارتفاع المتواصل فى أسعار الذهب فى السوق المصرى يكشف عن حالة من عدم اليقين والتشكك فى اجراءات حكومة الانقلاب خاصة مع تعثر آلاف المصانع وتراجع الانتاج وحالة الانهيار الاقتصادى وهو ما يدفع المصريين إلى شراء الذهب كملاذ آمن .
يُشار إلى أنه منذ بداية العام 2025، ارتفعت أسعار الذهب عالميًا بشكل كبير، حيث ارتفع سعر الأونصة من 2750 دولارًا إلى 3050 دولارًا، محققًا زيادة قدرها 300 دولار في غضون 3 أشهر فقط، ويتزامن هذا الارتفاع مع حالة من عدم اليقين الاقتصادي والسياسي في العديد من الأسواق العالمية، بما في ذلك الأزمات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية التي تؤثر على حركة الذهب في الأسواق.
على المستوى المحلي، شهد الذهب ارتفاعًا في أسعاره، حيث سجل سعر الجرام عيار 21 في مصر ارتفاعا من 3800 جنيه إلى 4275 جنيهًا ، ليواصل الذهب تحطيم الأرقام القياسية في ظل التقلبات العالمية المستمرة.
سوق مفتوح
من جانبه أكد المهندس لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن أسعار الذهب محليًا ترتبط بشكل وثيق بالأسواق العالمية.
وقال المنيب فى تصريحات صحفية إن أي زيادة في أسعار الذهب عالميًا تؤدي إلى زيادة في الأسعار المحلية، نظرًا لأن مصر تعد سوقًا مفتوحًا ومتصلًا بشكل دائم بأسواق الذهب العالمية .
ولفت إلى أن سعر الذهب في العالم كان يسجل 2700 دولار قبل تولي الرئيس الأمريكي ترامب الرئاسة، ومنذ إعلان فوزه، ارتفعت الأسعار بنحو 10% على مستوى العالم.
مشتريات البنوك
أكد الخبير الاقتصادى الدكتور ناجي فرج، أن أسعار الذهب في السوق المحلي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، موضحًا أن هذا الارتفاع لا يمكن اعتباره ارتفاعًا طبيعيًا بل هو جزء من سلسلة من الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية التي تشهدها الأسواق العالمية حاليًا.
وأضاف فرج فى تصريحات صحفية أن الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا للكثير من المستثمرين في ظل هذه الأوضاع المتقلبة، مشيرًا إلى أن الفيدرالي الأمريكي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، مما يسهم في تباطؤ زيادة أسعار الذهب ومن ثم تراجعها بعض الشيء الفترة القادمة.
وأوضح أن الارتفاعات المستمرة في أسعار الذهب نتيجة عدة عوامل منها التوترات الجيوسياسية والسياسات الاقتصادية غير المستقرة، بالإضافة إلى زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب، مما أدى إلى تشديد الضغط على السوق وزيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
وفيما يتعلق بتوقعات الأسعار في الفترة القادمة، قال فرج إن السوق قد يشهد مزيدًا من التقلبات في الأسعار، مع احتمالية وصول الذهب إلى مستويات أعلى في حال استمرت العوامل الحالية، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة مفاجآت في الأسعار، حيث يبدو أن الذهب ما زال يحافظ على قوته في الأسواق العالمية والمحلية.
حول استمرار الارتفاعات المتتالية في أسعار الذهب، وما اذا كان الوقت مناسبا لشراء الذهب أم لا؟ أشار إلى أن الذهب يعد استثمارًا طويل الأجل وأنه لا يصلح للاستثمار القصير الأجل، لكن مع حالة عدم اليقين الاقتصادي الحالية، يعتبر الذهب خيارًا آمنًا للكثير من المستثمرين الذين يسعون إلى الحفاظ على قيمة أموالهم.
البورصات العالمية
قال الخبير الاقتصادي الدكتور عادل عامر، إن أسعار الذهب ترتبط بالبورصات العالمية، التي قد تشهد ارتفاعًا ملحوظًا الفترة الراهنة في الأسعار، وذلك من خلال المضاربات التي تتم في هذه البورصات على مستوى العالم، وكذلك القوة الشرائية للأسهم.
وأوضح عامر فى تصريحات صحفية أن الذهب هو الملاذ الآمن للاستثمار للمصريين والمواطنين على مستوى العالم، ويستثمرون فيه باستمرار بناءً على أسعاره من حيث الارتفاع أو الانخفاض.
مستوى تاريخي
وقال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة في اتحاد الصناعات المصرية، إن سعر أونصة الذهب العالمية شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.6%، ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي له.
وأكد واصف فى تصريحات صحفية، أن فرص صعود الذهب عالميًا ومحليًا على المدى المتوسط والبعيد ما زالت قائمة، خاصة في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية وتصاعد التوترات التجارية .
وتوقع حدوث تصحيح قريب في سوق الذهب، حيث قد يلجأ المستثمرون إلى جني الأرباح بعد القفزات الهائلة التي شهدها المعدن النفيس الفترة الماضية.
وأشار واصف إلى أن التطورات في سوق الذهب العالمي انعكست على الأسواق المصرية، حيث شهد الذهب ارتفاعًا بنسبة 2% خلال الأسبوع الماضي، ليكسر حاجز 4225 جنيهًا لعيار 21، مسجلاً أعلى مستوى له خلال عام.