مع احتمال انهيار الدولار عالميا .. خبراء يفاضلون بين اليورو والفرنك الفرنسي كملاذ آمن

- ‎فيتقارير

رغم أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لا يزال صامدًا، والدولار لا يزال عملة العالم، إلا أن محلل مالي اقتصادي قال: إن "التاريخ المالي يعلمنا أن التحولات الكبرى تبدأ دائمًا بتغير السردية، ثم تتبعها السيولة" مشيرا إلى أن الإجابة على سؤال: “كيف تخسر مكانة الملاذ الآمن في 10 أيام؟ عبر زعزعة الثوابت، لا عبر رفع الرسوم.”

 

إذن البحث عن ملاذ آمن للعملات بات واقعا في وقت تتعرض فيه فرضية استفادة الولايات المتحدة من تدفقات رأسمالية شبه دائمة نحو أصولها المالية بالدولار، السندات، الأسهم، الائتمان بفضل الثقة العمياء بمؤسساتها واستقلالية سياساتها النقدية لإعادة تقييم جذرية.
 

الأكاديمي د.مخلص الناظر أشار إلى أن التقييم سيكون بنار على:

• استعداد المحكمة العليا للنظر في قضية، قد تُمكّن الرئيس من إقالة محافظي الفيدرالي.

• بدء الإدارة الأميركية الاعتراف علنًا بأضرار امتلاك الدولار لوضعية العملة الاحتياطية.

• إعلان المستثمرين العالميين تخوفهم من السياسات الهيكلية الأميركية، وليس فقط الإجراءات المرحلية.

وأضاف أنه فعليًا؟

•الدولار يُسجل أحد أسوأ أسابيعه التاريخية.

•الأسواق بدأت تُسعّر “مخاطر بلد” على الولايات المتحدة، وهو أمر كان محصورًا سابقًا بالأسواق الناشئة.

•المستثمرون يسألون:

هل يجب الانتقال إلى السندات الألمانية (Bunds) لتجنب مخاطر السياسات الأميركية؟

هل نقترب من فرض قيود على تدفقات رأس المال الأجنبي؟

هل تصبح الأسواق الأميركية أقل قابلية للتنبؤ من نظيراتها الأوروبية أو الآسيوية؟

 

وكشف أن نوعية هذه الأسئلة، كانت خيالية قبل شهور، ولكنها تُطرح اليوم من كبار العملاء العالميين، معتبرا أن الأخطر في أنه حتى لو تراجعت الإدارة عن قراراتها الجمركية الأخيرة، الصدمة الثقة قد لا تزول بسهولة.
 

وأضاف للأخطر أن الاقتصاد الأميركي، رغم قوته الداخلية، يعتمد بشكل هيكلي على التمويل الأجنبي المستمر وأنه حين تبدأ الأطراف الخارجية بإعادة النظر في مشاركتها، تُصبح كل السياسات الاقتصادية مرهونة برضا المستثمر الأجنبي.

 

https://x.com/Dr_MokhlesNazer/status/1912158772752982093

 

الفرنك السويسري… القلعة الأخيرة للعملات!

 

ومنذ عام 1950 وحتى اليوم، شهد العالم تغيرات هائلة في النظام النقدي العالمي، لكن هناك ثابت واحد ظلّ يُثبت نفسه عامًا بعد عام هو قوة الفرنك السويسري.
 

 

البيانات التاريخية حتى 11 أبريل 2025 تُظهر أن: الين الياباني، اليورو/المارك الألماني، الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني جميعها سجّلت أضعف مستوياتها التاريخية مقابل الفرنك السويسري.

 

وإليك الترتيب من الأقوى إلى الأضعف أمام الفرنك منذ عام 1950:

1.الين الياباني: –52.3%

2.اليورو / المارك الألماني: –53.6%

3.الدولار الأمريكي: –80.9%

4.الجنيه الإسترليني: –91.3%

ومحليا أوضح د. مخلص الناظر أن الجنيه فقد 9 من كل 10 وحدات من قيمته أمام الفرنك خلال 75 عامًا، وإذا بقي الدولار عند مستواه الحالي حتى نهاية عام 2025، فسيُسجل أدنى إغلاق سنوي له أمام الفرنك منذ 175 عامًا.

وأوضح أن ما يجعل الفرنك بهذه القوة؟ هو 4 أشياء:

•سياسة نقدية شديدة التحفظ.

•فائض في الحساب الجاري.

•توازن مالي واستقلالية نقدية حقيقية.

•ثقة عميقة بسويسرا كمركز مالي آمن.

 

ولذلك رشح الناظر الفرنك في عالم تهتز فيه الثقة بالأنظمة النقدية والتجارية، حيث يبدو أنه لا يزال “ملاذًا أخيرًا” حرفيًا.

وعني بهذا المستثمر قبل البنوك المركزية المحلية فقال: إن "الفرنك يعني للمستثمر؟ أنه لا يتراجع في الأزمات بل ينتصر، وأن التحوط بالفرنك السويسري قد يصبح أكثر أهمية من الذهب في بعض الحالات، وأن السياسات النقدية الوطنية مهما كانت قوية لا تصمد أمام عقود من الطباعة وضعف الانضباط.

https://x.com/Dr_MokhlesNazer/status/1911025110951092605
 

اليورو .. كعملة للاستثمار
 

د. ماجد عبيدو الأكاديمي بجامعة عين شمس أشار إلى أن غالبية المستثمرين يفضلون الاحتفاظ باستثماراتهم بالدولار باعتباره العمله الأقوى، لكن مع الحرب التجارية، بدء نجم اليورو في الظهور كبديل، خصوصا مع عدم اتضاح الرؤية في أمريكا، لنراجع بعض المعلومات.

وأضاف أنه لو تتبعنا سعر اليورو مقابل الدولار من ٢٠٠٨، حتى اليوم، سنجد أن اليورو في ضعف مستمر، لدرجة أنه نزل من ١.٥٥ دولار مقابل ١ يورو إلى أضعف نقطة بعد القمة  في ٢٠٢٢ وهي ٠.٩٦ دولار مقابل ١ يورو، يعني على مر السنوات وهو في قناة هابطة، لو نظرنا الآن سنجد أنه يحاول الخروج من القناة.

وأشار إلى أنه لتدرك ذلك بشكل أبسط، فإن نسبة صعود الذهب من أول السنة، بالدولار ستجدها ٢٤.٢٪ لو قيمت بالدولار، لكنها ١٥.٥٪ لو قيمتها باليورو، ستجد فرقا يتمثل في زيادة قوة اليورو أمام الدولار.

وخلص إلى أن الذهب يبقى ذهبا، إلا أن عوائد اليورو ضعيفة، إلا أنها كعملة تقوى أمام الدولار.

وأشار إلى أن أفضل العوائد على اليورو بمراجعة سندات مصر باليورو، سنجد أن العائد يصل ١٠.٥٪ على اليورو الآن، مشيرا إلى أن سندات مصر حالة فريدة، لأنها مصنفة عالميا (Junk) مع مخاطر عدم سداد، لكن نحن نعرف الذي يحدث على الأرض،  سندات اليورو، الحد الأدنى ١٠٠ ألف يورو، ويوجد شركات تقوم بإتاحة السندات من أول ١٠٠٠ يورو.
 

وعبر عن أسفه أن غالبية البنوك لا توفر سواء في مصر أو الخليج أدوات جذابة باليورو حاليا، لذلك للحصول على هذا العائد، يكون عن طريق السندات.

https://x.com/mAbidou/status/1911265962893910019

وعلى مستوى الأسواق العالمية والأسبوع الفائت من ابريل سجّل الذهب سعرًا قياسيًا بلغ 3,245 دولارًا للأونصة، مدفوعًا بارتفاع الطلب على الأصول الآمنة وسط تصاعد المخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وقال مراقبون: "إن ارتفاع الذهب لا يُفسّر فقط بالمخاوف الجيوسياسية، بل أيضًا بانخفاض الثقة النسبية في استقرار النظام النقدي العالمي".

 

وارتفع اليورو أمام الدولار متجاوزًا حاجز 1.14 لفترة وجيزة، مستفيدًا من توقعات خفض الفائدة الأوروبية، كما واصل صعوده أمام الليرة التركية، ما يعكس ضغوطًا مزدوجة: داخلية ناتجة عن المخاطر المحلية في تركيا، وخارجية مرتبطة بإعادة تسعير العملة الأميركية عالميًا.

وخلص المراقبون إلى أن الأسواق تعكس حالة ترقب مشوبة بالحذر، وسط مؤشرات على إعادة تسعير واسعة للمخاطر الجيوسياسية والنقدية متوقعين أن يكون ارتفاع الذهب، وتراجع الدولار، وتباين السياسات النقدية كلها إشارات، على أن العالم المالي بصدد تحوّل هيكلي وليس مجرد دورة قصيرة الأجل.