شنّ الطيران الأميركي، مساء السبت، سلسلة غارات جوية جديدة استهدفت مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن في إطار الحملة العسكرية المتواصلة ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين).
وأفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، نقلاً عن مصادر محلية، بأنّ الطيران الأميركي نفذ 13 غارة استهدفت ميناء الحديدة ومطارها، دون أن تشير المصادر حتى الآن إلى وقوع ضحايا.
وكان الطيران الأميركي، قد شنّ، أول من أمس الخميس، سلسلة غارات مماثلة على ميناء رأس عيسى شمالي المدينة، أسفرت، بحسب جماعة الحوثي، عن سقوط نحو 250 ضحية بين قتيل وجريح. وأكدت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، في منشور عبر منصة إكس، أنّ الغارات استهدفت "القضاء على مصدر رئيسي لإيرادات الحوثيين يُسهم في تمويل عملياتهم العسكرية".
في السياق ذاته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن "قلقه البالغ" إزاء تصاعد الغارات الأميركية، وخاصة الضربات التي نُفذت في 17 و18 إبريل/ نيسان، واستهدفت ميناء رأس عيسى والمناطق المحيطة به. وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، في بيان، إنّ التقارير تشير إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين جراء الضربات، من بينهم خمسة من العاملين في المجال الإنساني أُصيبوا بجروح.
وأشار دوجاريك إلى أنّ غوتيريس أعرب عن مخاوفه بشأن الأضرار التي لحقت بالميناء، محذراً من "احتمال حدوث تسريبات نفطية في البحر الأحمر"، نتيجة القصف المكثف. وتُعد الغارات الأخيرة على الحديدة ورأس عيسى، بحسب مراقبين، الأكثر دموية منذ بدء الحملة الجوية الأميركية المكثفة ضد الحوثيين قبل نحو شهر، في ظل تصاعد التوتر في البحر الأحمر والضربات المتبادلة بين واشنطن والجماعة المدعومة من إيران.
ومنذ منتصف الشهر الماضي، يواصل الجيش الأميركي استهداف مدن ومواقع في اليمن، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير مبانٍ سكنية وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، فيما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن إيران ستتحمل مسؤولية كل طلقة نار يطلقها الحوثيون في اليمن.
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على حرب الإبادة المستمرة في غزة