بعد تحريك الوقود ..غليان في الشارع المصري بسبب ارتفاع الأسعار

- ‎فيتقارير

 

 

منذ قرار حكومة الانقلاب برفع أسعار الوقود تشهد الأسواق موجة غلاء غير مسبوقة، حيث ارتفعت أسعار كل السلع والمنتجات بنسب تتراوح من 10% إلى 30%، وهو ما تسبب في حالة من الغليان في الشارع المصري، حيث يعجز المواطنون عن شراء احتياجاتهم اليومية الضرورية .

فيما أرجع الخبراء ارتفاع الأسعار إلى زيادة تكلفة النقل، عقب تحريك أسعار الوقود، والتي يتحملها المواطنون في النهاية .

وحذر الخبراء من حالة الفوضى التي تشهدها الأسواق وقيام التجار برفع الأسعار بطريقة عشوائية، مطالبين حكومة الانقلاب بإحكام السيطرة على الأسواق .

كانت لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية، قد أعلنت عن تحريك أسعار الوقود بمختلف مشتقاته، بزيادة قدرها جنيهان والتىي تمثل 15%، حيث جاء سعر بنزين 95 بـ19 جنيها للتر، فيما سجل سعر بنزين 92 17,25 جنيهًا للتر، وبنزين 80 بـ 15,75 جنيها للتر، وسعر السولار 15,5 جنيها للتر. 

وتسعى حكومة الانقلاب إلى تحرير أسعار الوقود وإلغاء الدعم مع نهاية العام الجاري 2025، بزعم للسيطرة على الديون، وتحسين الموازنة العامة لدولة العسكر من خلال تخفيف أعباء الدعم، وهذه الزيادة ترتبت عليها تداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة على زيادة التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة. 

 

 

الأسعار هتولع

 

حول ارتفاع الأسعار بعد تحريك الوقود قال خالد شلبي، سائق توك توك: "إن الأمور أصبحت لا تحتمل إلى متى سنظل في هذه الدوامة؟ الناس مش لاقية تأكل، رفع البنزين والسولار هيولع أسعار النقل والأكل والشرب". 

واقترح «شلبي» أن نعود إلى وسائل النقل التقليدية في زمن الأجداد، وهي عربات الحنطور «مواصلة الباشوات» اقتداء ببعض قرى المنصورة التي لاتزال تستخدم «الحنطور» كوسيلة نقل داخلية. 

 

ورثة قارون

 

وقال سامي عبدالحميد : "هي دولة العسكر فاكرة الناس الغلابة ورثة قارون، إحنا بنقضي عشانا نوم".

وأعرب عن أسفه، لأن عصابة العسكر  تدوس على رقاب الناس  بأقدامها، ولا تحسب حسابا لأحوالهم واحتياجاتهم،  محذرا من أن الكثير من المصريين أصبحوا على أبواب الموت . 

 

الميزانية خربانة

 

وقالت أمل سالم ربة منزل:  "إن الأسعار تشهد زيادات جنونية، معربة عن أسفها، لأن حكومة الانقلاب تهمل الرقابة على الأسواق وتترك المواطنين فريسة لجشع التجار الذين انتهزوا فرصة رفع أسعار البنزين لرفع أسعار كافة السلع".

وأضافت أمل سالم : الميزانية أصلا خربانة وصرفنا المرتب بالكامل على عيد الفطر ولوازمه، ولم يتبق إلا القليل يدوب يكفي فواتير الكهرباء والمياه والتليفون، أما الطعام فلنا الله وأدينا مقضينها «أورديحي».

 

المطاعم الشهيرة

 

وأعرب مصطفى محمد، رب أسرة يعمل بإحدى الشركات الخاصة، عن استيائه من غلاء أسعار، مشيرا إلى أنه أثناء العمل يطلب إفطارا، وفوجئ بالمطاعم الشهيرة ترفع الأسعار بشكل مبالغ فيه .

وقال : "لجأت لعربيات الفول، ودلوقتي عربيات الفول كمان زودت 2 جنيه على كل سندوتش، وعلى ذلك هضطر أقلل عدد السندوتشات واكتفي بفطار خفيف".

وفي مواجهة غلاء وجبة الإفطار، أوضح أنه في أحيان كثيرة أصبح يتناول وجبة إفطاره في منزله قبل الذهاب للعمل، مشيرا إلى أن وجبة الإفطار المنزلية أصبحت لا تتضمن الكثير مما كان يتناوله من قبل، بسبب ارتفاع الأسعار.

 

المصاريف كترت

 

وقالت إيمان، أم لطفلين:  "زوجي بيشتغل باليومية، وبصعوبة بيقدر يغطي مصاريف البيت مع الغلاء وارتفاع الأسعار والله مش عارفة أعمل إيه؟، المصاريف كترت علينا من كل ناحية، حتى مصاريف المدارس مش لاحقين عليها".

وأضافت : أنا كمان مريضة بالقلب، والعلاج غالي جدًا، ومش بنقدر نوفره بسهولة، اللحمة بقت شيء نادر، يمكن نشتري فرخة أو اتنين بالكتير مرة في الشهر، الخضار نفسه بقى غالي، الفلوس مش مكفية حتى لأبسط الحاجات .

وتابعت : الأسعار نار، خضار وفاكهة وكل حاجة بقت صعبة، ولو عيل تعب ولا احتاج علاج، نجيب منين الناس مش قادرة تعيش كده؟، حرام اللي بيحصل فينا، إحنا بنستحمل كتير، بس مش معقول كل ده كل شوية الأسعار بتضغط على الناس أكتر، لازم يكون فيه حل، مش دايمًا المواطن هو اللي يتحمل .

 

فوضى

 

حول هذه الأوضاع المأساوية قال أحمد الزيني رئيس الجمعية التعاونية لنقل البضائع: "إن زيادة أسعار المحروقات بصفة عامة، والسولار بصفة خاصة الذي يستخدمه أسطول النقل لنقل السلع التموينية والمحاصيل وغيرها،  أدى إلى زيادة تكلفة النقل بنسبة 20%".

وطالب الزيني في تصريحات صحفية حكومة الانقلاب بزيادة سعر التعاقد لنقل السلع التموينية، والذي يتراوح من 200 إلى 250 جنيهاً للطن الواحد بحسب نوع المحافظة .

وأشار إلى أن زيادة تكلفة النقل في كل السلع هي 5 قروش للكيلو الواحد، وليست 1 و 2 جنيه مثلما يفعل التجار، معربا عن أسفه لعدم وجود رقابة على الأسواق من جانب حكومة الانقلاب . 

ووصف الزيني ما يحدث من ارتفاع أسعار في الأسواق بحالة من الفوضى، مطالبا بإحكام السيطرة على الأسواق حتى لا تنفلت الأمور إلى ما هو أسوأ .

 

نولون النقل

 

وكشف مصدر مسؤول في شعبة الأرز، بغرفة الحبوب في اتحاد الصناعات أن تحريك أسعار السولار والبنزين، رفع من أسعار نولون النقل بقيمة تصل إلى نحو 15% في الأسواق.

وكشف مصدر مسؤول في سوق مواد البناء، أن زيادة أسعار البنزين والسولار ساهمت في زيادة نولون النقل الخاصة بأسعار الحديد بواقع 50 جنيهًا عن كل طن، مشيرا إلى أن سعر طن الحديد يتراوح بين 36-38.2 ألف جنيه تسليم أرض المصنع.