شهيد جديد بالإهمال الطبي .. ارتقاء المُعلّم “أحمد عبدالعال الجندي” داخل سجن وادي النطرون

- ‎فيحريات

 

تُوفي بسجون السيسي المعتقل "أحمد عبدالعال الجندي" 62 عامًا، داخل سجن وادي النطرون، وكان الشهيد بإذن ربه، يعمل مدرسًا للغة الإنجليزية، وهو من أبناء مركز كرداسة بمحافظة الجيزة، وخلال فترة اعتقاله أضاف لمؤهلاته العلمية ليسانس الآداب في اللغة العربية، وسبق أن اعتقله مبارك في الفترة من عام 1995 حتى 2011، ثم أُعيد اعتقاله منذ عام 2013 وظل رهن الاحتجاز حتى وفاته.

وأكد الحقوقي والإعلامي هيثم أبوخليل  أن شهيدنا "أحمد عبدالعال الجندي" استُشهد في محبسه 11 مايو 2025 بسجن وادي النطرون، نتيجة سوء ظروف الاحتجاز والإهمال الطبي الفاحش.

 

وقالت "مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان": إن "الجندي تمكّن خلال سنوات سجنه من الحصول على ليسانس الآداب في اللغة العربية، في ظل ظروف اعتقال قاسية" مضيفة أن اعتقاله قبل الثورة وبعد 2013، جعلته يقضي نحو 20 عامًا من حياته داخل السجون في فترات متفرقة، بسبب مواقفه السياسية.
 

وأدان حقوقيون ومنهم "مؤسسة عدالة" وفاته وحمّلت السلطات مسؤولية تدهور حالته الصحية، وطالبت بفتح تحقيق جاد ومستقل في الواقعة، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين المحرومين من حقوقهم الإنسانية الأساسية.
 

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1007092224881655&set=a.571320881792127
 

بلال رأفت

وقبل نحو أسبوع، استُشهد المعتقل "بلال رأفت محمد علي"، 55 عامًا، من قرية بني قريش التابعة لمركز منيا القمح-محافظة الشرقية، وذلك خلال فترة اعتقاله الخامسة، والتي كان يمضيها بمركز شرطة منيا القمح، وكان يعاني من شلل الأطفال منذ صغره، ولم يشفع له من إهماله طبيا بعد تدهور حالته الصحية.
 

ودخل بلال في غيبوبة الخميس الماضي داخل محبسه بمركز شرطة منيا القمح، ونقلته إدارة السجن إلى مستشفى منيا القمح، حيث تبيّن إصابته بنزيف في المخ، وأُدخل على إثرها غرفة العناية المركزة ووافته المنية الاثنين، وتم تشييع جثمانه ودفنه مساء أمس في تمام الساعة 12:00 ليلاً بقرية بني قريش مركز منيا القمح.

وقالت رابطة أسر المعتقلين: إن "الشهيد  كان يعاني من شلل أطفال، وقد سبق اعتقاله خمس مرات، ومع ذلك لم تُراعَ ظروفه الصحية، بل تُرك ليلقى مصيره خلف القضبان، في تجاهل تام لأبسط حقوق الإنسان.".
 

وأكدت أنه "جرى دفنه في قريته منتصف ليل أمس، وسط حالة من الحزن والقهر تسود أسرته وأهل قريته، وتُعد هذه الحالة هي الوفاة رقم 16 بين صفوف المعتقلين خلال عام 2025 فقط، في مؤشر خطير على تصاعد جرائم الإهمال الطبي في السجون ومقار الاحتجاز المصرية.".

 

محمد حسن هلال

وفي أبريل الماضي، ارتقى الشهيد الطالب محمد حسن هلال، 26 عاما، بمحبسه بسجن بدر وقال حقوقيون: إنه "تعرّض للتعذيب الذي أفضى لإصابته إصابة خطيرة برأسه، وذكر آخرون إنه توفي نتيجة تدهور حالته الصحية بعد نزيف بالمخ، نتيجة ارتفاع ضغط الدم ونقل لمستشفى المنيل الجامعي في 5 أبريل، وكانت حالته متأخرة للغاية، إلا أن الجراحة التي أُجريت له لتصريف النزيف الشديد على المخ أفضت إلى وفاته، ولم تبلغ أسرته بوفاته إلا في 8 أبريل الماضي، ونُقل جثمان الشهيد بإذن ربه، إلى مشرحة زينهم وهناك تم الغُسل والتكفين، ثم الدفن فجر الخميس 10 إبريل".

الشهيد ال15

وقبل نحوأسبوعين شيّع أهل المنوفية المعتقل المهندس سعد أبوالعينين عن 65 عاما، داخل محبسه بسجن العاشر من رمضان، وهوعضومكتب إداري سابق بجماعة الإخوان المسلمين عن محافظة المنوفية.

ودُفن ـ رحمه الله ـ بقرية طبندي مركز شبين الكرم محافظة المنوفية، في وقت شهدت السجون وأماكن الاحتجاز المختلفة  ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الوفيات بين المعتقلين السياسيين والسجناء الجنائيين خلال الأشهر الأخيرة، الأمر الذي يثير القلق وتساؤلات كثيرة إزاء أوضاع الاحتجاز والمعاملة داخل مراكز الاحتجاز، بحسب الشبكة المصرية.

وسبق اعتقال المهندس "سعد أبوالعينين" عضوالمكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين في المحافظة 3 مرات أولها في26 سبتمبر 2013  .

شهداء الإهمال الطبي

وتُوفي المعتقل حمدي يسري هاشم، 62 عامًا، في 20 أبريل 2025 داخل المركز الطبي بسجن العاشر من رمضان، بعد معاناته من إهمال طبي متعمد.

 

وكان يعاني من تليّف في الرئة إلى جانب أمراض الضغط والسكري، ولم يتلقَ الرعاية الطبية اللازمة رغم حالته الصحية المتدهورة، ما أدى إلى وفاته داخل محبسه.

 

واعتقلت سلطات الانقلاب حمدي يسري في 26 نوفمبر 2019، وتعرض للتدوير أكثر من مرة، وكان محبوسًا على ذمة القضية رقم 2215 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا حتى وفاته.

 

وقبل أسبوع تُوفي بعد 12 عاما في سجون السيسي، نتيجة الإهمال الطبي رجل الأعمال المعتقل "ياسر محمد الخشاب" بمستشفى سجن بدر أثناء إجراء عملية قلب مفتوح.

 

وفي 12 أبريل تُوفي المعتقل "ياسر محمد الخشاب" ودُفن فجرا بمقابر دمياط الجديدة، وأقام أهله العزاء بدمياط، في وقت تشهد سجون عبدالفتاح السيسي تصاعداً مقلقاً في أعداد الوفيات بين السجناء السياسيين، في ظل تزايد التقارير الحقوقية التي تُوثّق الإهمال الطبي المتعمد وسوء أوضاع الاحتجاز.

 

 

وسبق ياسر الخشاب بالوفاة نتيجة الإهمال الطبي آخرون، كان آخرهم أستاذ اللغة العربية بالأزهر "عبد الفتاح محمد عبد المقصود عبيدو" 60 عاماً، داخل مستشفى المنصورة الجامعي، وذلك بعد نقله من سجن جمصة شديد الحراسة إثر تدهور حالته الصحية، وبعد أيام قليلة من وفاة السجين السياسي "محمد عبد الرزاق" داخل سجن دمنهور العمومي (الأبعادية) يوم 31 مارس.

 

 

واستُشهد كل من نبيل فرفور (65 عاماً) في مارس الماضي، نتيجة الإهمال الطبي، وخالد أحمد مصطفى وهشام الحداد داخل سجن العاشر في فبراير الماضي، وهوما يعكس نمطاً متكرراً من الإهمال الطبي الجسيم.

 

 

وسُجلت عدة وفيات أخرى في يناير الماضي، من بينها وفاة أحمد جبر، ومتولي أبوالمجد سليمان في سجن جمصة، وسعد السيد مدين في سجن برج العرب، إضافة إلى عبد السلام صدومة الذي فارق الحياة متأثراً بإصابته بمرض السرطان، وسط ظروف احتجاز قاسية وهو من مركز ناهيا محافظة الجيزة.