“رفاعة الطهطاوي”  .. رجال لا يقبلون الضيم ولا ينزلون على رأي الفسدة

- ‎فيتقارير

من جديد أماط ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اللثام، عن صفحة بيضاء نقية لا يتغير لونها إلا إلى مزيد من نصاعة البياض، عن رجل المروءة النبيل السفير محمد رفاعة الطهطاوي، 76 عاما، والذي تُعبّر مواقفه من بلاده والرئيس الشهيد د. محمد مرسي عن رجل أصيل، فضّل التأسي بيوسف عليه السلام "قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه". فوضع الرجل نفسه ضمن من قال فيهم أول رئيس منتخب في مصر "رجال لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة" ورغم أنه لم يعشْ مع الرئيس مرسي أكثر من عام، ولا مع الإخوان كشريك في ثورة يناير 2011 أكثر من 3 سنوات، إلا أنه تحمّل إلى الآن 12 عاما من الاعتقال التعسفي، حيث يقبع حاليا بسجن بدر.
 

 
ونشر (المجلس الثوري المصري) وناشطون للطهطاوي موقف الحياة فكان "ولما حان الانقلاب طلب منه أحد قيادات الانقلاب أن يخلي مكتبه ويترك الرئيس وحيدًا تقديرًا له ولعائلته، ولأنه على حد قوله، ليس طرفًا في معركة الانقلاب، دخل السفير #رفاعة_الطهطاوي على الرئيس وأبلغه بالأمر، فابتسم الرئيس وقال له: "يا سعادة السفير لقد أديت دورك وزيادة، ولوانصرفتَ لما ألقيتُ عليك لوما أبدا" ، فرد الرجل (الطهطاو ي) ردًّا ما كان لي أن أنساه ما بقي لي من عمري.".

وبحسب @ERC_egy قال للرئيس مرسي: "أنت ولي أمري ولك بيعتي وطاعتي، أأتركك حين يحين الخطر؟، أوأنَّ الرصاص وتمايز الرجال، ثم تُعَيّر ذريتي من بعدي بأني فارقتك حين الخطر".
 

وأشار الناشطون إلى أن ذلك النقل هو عن المحامي أسامة مرسي نجل الرئيس الشهيد، والمعتقل حاليا متحدثا عن رجل المروءات السفير رفاعة الطهطاوي، متمنيا بالحرية لهما جميعاً، #خرّجوا_المعتقلين.

https://x.com/ERC_egy/status/1920893576793256155

وتُوفيت والدته ثم زوجته، وهو يقبع في معتقلات السيسي، ويصف الابن الأكبر للرئيس مرسي الدكتور أحمد محمد مرسي في منشور في 6 أغسطس 2022،  ضمن نعي أسرة الرئيس بوفاة زوجته السيدة ماجدة عزام ، حرم معالي السفير محمد رفاعة الطهطاوي – رئيس ديوان رئاسة الجمهورية – في عهد الرئيس محمد مرسي، أنها تُعزي نفسها ومعالي السفير في معتقله بهذا المصاب الأليم في رفيقة درب عاشت وماتت على عهده مخلصة لوطنها ودينها، ضاربة المثل في الوفاء والتضحية والإخلاص مع رجل من رجال المواقف والشرف والوطنية المصرية.".
 

https://www.facebook.com/ahmed.m.morsy.5/posts/pfbid0xV7GcMYi9punCReSUgWn5CTFEALHTFFCPf9BFVEhKm1UQ5SYmqkxfaZsKSoLrv9Nl

وكان من بين أبرز الناعين المهندس حاتم عزام النائب ببرلمان الثورة، والقيادي بحزب الوسط، وهو قريب للسفير رفاعة وعائلة والدته وزوجته وعبر
Hatem Azzam لفت فيما كان قد قال "السفير محمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية،  المعتقل ظلماً و قهراً، مشيرا إلى أن حَرَمَهُ المَصُون إنسانة غالية، وسليلة الحسب والنسب ماجدة أبوبكر عزام، وعائلة عزام بحلوان والشوبك وجمهورية مصر العربية والخارج، وآل الطهطاوي".
 

ثمن المروءة
 

الصحفي قطب العربي، كتب بالتزامن مع وفاة زوجته مقالا بعنوان "حفيد رفاعة الطهطاوي ..ثمن المروءة الباهظ" قال: إن "السفير محمد رفاعة الطهطاوي الذي فقد رفيقة حياته مؤخرا، والمسجون حاليا ومنذ العام 2013 في سجن العقرب شديد الحراسة، هو واحد من عشرات آلاف سجناء الرأي، لكن ليس من الحكمة اعتباره أو غيره مجرد رقم في عِداد المعتقلين، فقد أُتيحت للرجل فرصة الخروج من السجن، شريطة أن يعلن تنصله من الرئيس الشهيد محمد مرسي، لكنه أبى ذلك، وأصرّ على البقاء معه في السجن، حتى إذا مات الأول في محبسه خلال إحدى جلسات محاكمته استمر الثاني حبيسا، وهو الذي قَرَنَ خروجه من السجن بخروج الرئيس المنتخب".

 

واعتبر موقفه "نوعا نادرا من الوفاء، وعملة صعبة لا تتوفر كثيرا في الأسواق، لكنه المعدن الأصيل لابن الأصول، فالسفير محمد هو الحفيد الأكبر لرائد النهضة الثقافية المصرية رفاعة بك الطهطاوي صاحب كتاب تخليص الإبريز في تلخيص باريز(باريس)، والذي كان حصيلة البعثة العملية إلى فرنسا مطلع القرن العشرين، والسفير محمد هو حفيد عبد الرحمن باشا عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية، وعبد الوهاب باشا عزام سفير مصر في السعودية واليمن وباكستان (جده لأمه مباشرة) فهو ابن الأكرمين، وهو سليل العلم والكرم، وقد ظهرت أصالته في أكثر من موقف".

 

فقدان الأم والزوجة أثناء الحبس
 

 

وعن سلسلة من الابتلاءات التي مر بها الرجل وهو في محبسه "فقد السفير السجين زوجته السيدة ماجدة عزام وهو في محبسه الظالم، كما فقد قبلها والدته نوار عبد الوهاب عزام ، ورزقه الله بأول حفيد  وهو في محبسه لم يستطع أن يضمه إلى صدره، لم تسمح السلطات المصرية له بالخروج مؤقتا من محبسه لتوديع رفيقة عمره، رغم أن هذا أحد حقوق السجناء وفقا للوائح السجون، ورغم أن السلطات سمحت لشخصيات سياسية أخرى بذلك، بل سمحت له هو شخصيا في العام 2015 بحضور جنازة والدته.".
 

وأوضح أن زوجته الراحلة وأبناءه كانوا محرومين من زيارته في السجن شديد الحراسة، وعلى مدار السنوات الخمس الماضية لم يروه مرة واحدة، وحين تمكنت الأسرة من إدخال بعض الأغطية قبل سبع سنوات كان ذلك إنجازا عظيما، ليس هناك تفسير لهذه القسوة البالغة مع السفير الطهطاوي سوى الانتقام منه لقبوله العمل مع الرئيس مرسي، ورفضه الخروج من السجن قبله، والغريب أن رأس السلطة الذي يمارس هذا التعسف قبل العمل في حكومة مرسي من قبل، ولم يجد في ذلك غضاضة، بل إنه ساعد مرسي في الإطاحة برئيسيه السابقين المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع، وسامي عنان رئيس الأركان.".
 

سلام على حفيد الطهطاوي

وفي ديسمبر 2015 حيث وفاة والدة السفير رفاعة الطهطاوي، رحمها الله، كتب الكاتب الصحفي وائل قنديل مقالا بالعنوان ذاته، وامتدحه قائلا: "من أي طينةٍ خلق الله السفير محمد رفاعة الطهطاوي، حتى يكون الرجل شامخاً وصامداً وواثقاً بهذا الشكل الذي ظهر عليه في سرادق عزاء والدته؟".

وأضاف أنه "هو التنويري الحق، في زمن المستنيرين المزيفين، هو الأحق بالانتساب إلى رائد التنوير، رفاعة الطهطاوي، ليس بالنسب والدم فقط، وإنما بالفكر والروح والقيم الإنسانية الرفيعة.".

 

وعن مشهد خروجه –أطال الله عمره وفك أسره-  أضاف "قنديل"، "خرج محمد رفاعة من محبسه، ليأخذ العزاء في والدته، رحمها الله، بعد أن سمحت له السلطات بالذهاب إلى مقر العزاء، مقيداً بالأغلال، وتحت الحراسة المشددة، وسط جيشٍ عرمرم من الضباط والجنود، ليتحول السرادق إلى مناسبة ثوريةٍ بامتياز، أمسك رئيس ديوان الرئيس الأسير محمد مرسي بالميكروفون، وألقى خطبةً، في وداع والدته، كانت مناسبة ليحيي صمود الثوار في الميادين، وصلابة النبلاء في الزنازين، ويفاخر بأن سارقي الأوطان والثورات سجنوه بتهمة ملفقة هي التخابر مع المقاومة الفلسطينية حماس".

 

وتابع: "قال رفاعة: الحمد لله أني متهم بالتخابر مع من يقاومون العدو، شرف لأي مصري أن تكون هذه تهمته على يد نظامٍ يمارس الحكم جلوساً في حجر العدو الصهيوني..".

واعتبر أن "مشكلة السفير محمد رفاعة، أو جريمته، أنه الأكثر إلماما بتفاصيل المؤامرة على الثورة المصرية، والأكثر إمساكاً بخيوط الجريمة التي نفذها الجنرالات في حق مصر، لذا كان لابد من إسكاته، بوضعه في السجن، بلا تهمة أو جريمة، حتى ألّفوا له قضية من لا شيء، وضموه إلى نكتة "التخابر مع حماس".

وأوضح  "كان السفير رفاعة أول المنضمين إلى صفوف الثورة، ملتحقاً بالثوار في ميدان التحرير، ملقياً باستقالته مستشاراً لشيخ الأزهر في وجه صاحب العمامة، القادم من أمانة سياسات حسني مبارك وولده. ".

في سرادق العزاء

وعما قاله السفير في سرادق العزاء، "بهت الحضور حين اهتزت الجدران بكلمات “الأسير رفاعة” عن الثورة، وعن شرف الحبس في السجن، في زمنٍ لا يتمتع فيه بالحرية إلا المصفقون لسافكي الدماء، المبررون للبطش والقمع، متحدثاً عن إنسانية الرئيس المحبوس ووطنيته وبسالته، فتلمع الدموع في عيون المُعزين، ويرتبك الضباط والجنود الذين جاءوا به مقيداً بالكلابشات، ويوجه رسالته للناس: "باقون على عهدنا مع الثورة، متمسكون بوطنٍ عزيز، يعرف أصدقاءه من أعدائه." بحسب المقال.
 

وعن مشهد الصامتين، قال: "صمت شيخ الأزهر، كما صمت، وهو يشاهد فصول التنكيل الوقح بنائبه، الشيخ الجليل والعلامة الثائر، الدكتور حسن الشافعي، الذي مارس معه رئيس جامعة القاهرة، جابر نصار، كل أساليب التدني في الفعل والقول.".
 

وعن صامت آخر –رحل إلى بارئه- "لم، ولن يعزيه، بهاء طاهر الذي وضع كتابا عن “أبناء رفاعة” فهو مشغول، مثل جيش من المثقفين، بتمجيد الجنرال، القائد ، الذي مشى بمدرعاته فوق كل قيم الاستنارة والتحضر، ودهس آلاف الجثث في الطريق إلى الحكم.".

 

في يونيو (2015)، قال الكاتب الليبرالي "أزعجت ابتسامة السفير رفاعة سلطة العسكر، وهم ينطقون بالحكم ضده في قضية التخابر مع حماس، فلم  يتحمل مراسل التلفزيون المصري المشهد، فراح يهذي بأن ضحكة المحبوسين في قفص المحكمة غير حقيقية، ويخاطب المشاهدين أن لا يصدّقوا ابتسامة النبلاء سخرية من عبث السلطة بالقضاء وبالتاريخ، وفي هذا الأسبوع، تحولت دموع رفاعة على والدته الراحلة إلى فيضان من الصمود والشجاعة، والإصرار على التمسك بالحق والتشبث بالقضية، لا شك أنه أصاب سجانيه بالذعر".
 

تلفيق القضايا

ومقابل موقف السفير الطهطاوي المساعد السابق لوزير الخارجية، وحفيد أول أمين للجامعة العربية، يتعرض لقمع وسجن رغم أنه لم يرتكب جرما حقيقيا، بل لُفقت له قضايا هزلية مثل التخابر مع حماس التي تتخذ في القاهرة مكتبا رسميا، والتي يلتقي قادتها مع قادة النظام بشكل روتيني، وكان أخر اتصالاتهم ولقاءاتهم لوقف العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.

 

كما أن الرجل الذي شغل منصب المتحدث باسم الأزهر الشريف، واستقال منه مع ثورة يناير التي انحاز إليها وإلى شباب الميدان، كان رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في إيران، خلال فترة تأزم العلاقات المصرية الإيرانية، كان ذلك في العام 2000 ونجح في إذابة الكثير من الجليد في العلاقات المصرية الإيرانية، وتطوير مستوى التمثيل الدبلوماسي، والعلاقات التجارية رغم أن مبارك كان يبدي عداء شديدا لإيران مجاملة لأمريكا، بحسب قطب العربي.

وفي الجمعية التأسيسية الأولى للدستور، عرض رفاعة الطهطاوي التنازل عن موقعه لصالح أحد الأقباط بهدف إحداث وفاق وطني قبل أن يتم حل تلك الجمعية، ولفرط تعلق شباب الثورة به فقد طالبوا بتعيينه أمينا عاما للجامعة العربية كبديل لمرشح مبارك في ذلك الوقت الدكتور مصطفى الفقي، لكن المجلس العسكري صاحب السلطة الانتقالية لم يهتم بتلك المطالب.

https://www.facebook.com/magda.refaa?comment_id=Y29tbWVudDoxMDIyODYzMjYxNTg1NTQzN18xNzAzNjYxNDYwMjExNTc3