كتب: سيد توكل
لم يعد أحد تنطلي عليه ألاعيب العسكر ومعهم (إسرائيل)، فلم تمض أيام على المصالحة الفلسطينية في غزة، والتي تشبثت بها حركة حماس وقدمت من أجلها تنازلات كبيرة، ووافقت على تسليم ادارة القطاع لسلطة "رام الله" التي تديرها تل أبيب، حتى نفذت عملية "ارهابية" قلبت كل شئ رأساً على عقب، واعادت الجميع للمربع صفر، ويرى مراقبون أن المتضرر الأكبر من هذه العملية هم أهل غزة وحدهم، الذين أغلقت سلطات العسكر في وجههم بوابات المعبر، وأصبح اتفاق المصالحة يقف على شعرة، ثم حركة حماس التي تعي جيداً أن السفيه السيسي ينفذ أجندة صهيونية تستهدف استئصال المقاومة نهائياً.
وقتل أمس الأحد 6 جنود من الجيش المصري، كما قتل 24 مدنياً قال اعلام الانقلاب أنهم مسلحون، كما قتل اليوم 5 آخرون في 3 هجمات متتالية، وتمت سرقة خزينة البنك الأهلي بالعريش.
ومنذ انقلاب 30 يونيو 2013 الأسود، يؤكد السفيه السيسي أن مصر تخوض حربا ضروس ضد الإرهاب، ورغم مرور 4 سنوات على الانقلاب لم تقل العمليات الإرهابية بل زادت واستفحلت، وراح ضحيتها المئات من المدنيين في مصر، ويبدو أنها هذه المرة ليست موجهة لمصر لوحدها بل طالت غزة أيضا.
إرهاب بالريموت!
ولا أحد يدري ما الرابط بين إغلاق معبر رفح أمام أهالي غزة وارتكاب عملية ارهابية في سيناء، وكأن رسالة السفيه السيسي التي يريد إرسالها للعالم أن الإرهاب في سيناء فلسطيني من "غزة"، ففي الوقت الذي أعلنت سلطات الانقلاب عن فتح معبر رفح البرى، للحالات الإنسانية في قطاع غزة، نفذت أيادي الانقلاب و"اسرائيل" جريمتهم النكراء بحق جنود الجيش المصري، وفور ذلك عبرت قطاعات فلسطينية واسعة في قطاع غزة عن استنكارها للجريمة الإرهابية بحق المصريين، وانتابت حالة من الغضب بإغلاق معبر رفح نتيجة "الإرهاب المقصود" باستمرار الحصار على غزة وضرب جهود المصالحة التي رعتها مصر.
واضطرت وزارة الداخلية في قطاع غزة إلى إعلان إلغاء فتح معبر رفح من قبل سلطات الانقلاب في مصر "للأيام الأربعة" التي كان من المقرر فتح المعبر فيها من (الاثنين وحتى الخميس)، وذلك بسبب الظروف الأمنية في سيناء.
مغلق بأمر الإرهاب
وكتب المحامي والنشاط الحقوقي صلاح عبد العاطي في تدوينة له، تعقيبا على الجريمة بحق الجيش المصري ومعبر رفح: "انتظام فتح المعبر هو الرد على العابثين والارهابين الراغبين باستمرار إغلاقه".
أما الكاتب و المحلل السياسي مصطفي إبراهيم فدون قائلا: "مساكين أهل غزة المسافرين ما لحقوا يضبوا شنطهم من الفرح، والعائدين ما لحقوا يفتحوها من خيبة الأمل. ممنوعون من الأحلام بالسفر من غزة والعودة لغزة، معبر رفح مغلق بأمر من الإرهاب".
خلط الأوراق
وعبرت الفصائل الفلسطينية عن غضبها واستنكارها لجريمة العريش، واستنكر مؤمن عزيز القيادي في حركة المجاهدين الفلسطينية الهجوم الذي استهدف جنودا مصريين في سيناء.
واعتبر عزيز أن "ذلك لا يصب الا ضد مصلحة الامة ولا يحمل الا الشر لأمتنا ولا يبتعد في بغيتها عن الأهداف والمساعي الصهيونية لخلط الأوراق في الأمة."
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد اعلن أنّ صاروخين أطلقا ليلة أمس من سيناء بمصر نحو جنوب الأراضي المحتلة، وسقطا بمنطقة أشكول ولم يتسببا بإصابات أو أضرار كبيرة.
وتبنى تنظيم مجهول سمى نفسه بـ"مركز ابن تيمية" إطلاق الصواريخ قائلا في تدوينه له على شبكة التواصل الإجتماعي :"رشقة صاروخية انطلاقًا من سيناء البطولة تدك مجمع أشكول اليهودي".
تحليل العملية
ويمكن كشف كذبة "مركز ابن تيمية" ومعرفة من يقف وراء هذا الهجوم المزدوج، قتل الجنود وإطلاق الصواريخ، بالنظر للرابح والخاسر من وراء تلك العملية التي خطط لها منفذوها بعناية، بالرجوع إلى عملية اختطاف الجنود أيام الرئيس محمد مرسي، والتي هدد الرئيس وقتها الجهات الخاطفة بالمحاسبة، وفور ذلك تم الإفراج عنهم وإعادتهم سالمين، ولم تكن الجهة الخاطفة سوى المخابرات الحربية عبر أذرعها في سيناء وأهمها ميلشيات العقيد "محمد دحلان" العميل الصهيوني المطرود من حركة فتح.
وبالنظر إلى عملية إرهابية "فردية" ارتكبها مواطن أمريكي في لاس فيجاس، قام بعدها تنظيم "داعش" المخابراتي بتبنيها وزعم أن مرتكب العملية مسلم وأحد جنود المهرج البغدادي، إلا أن الشرطة الأمريكية أكدت أن الجريمة "ليست عملًا إرهابيًا".
وشددت الشرطة على أن منفذ الهجوم "رجل أبيض محلّي"، وقال الناطق باسم الشرطة : "لا توجد أدلة على اعتناق منفذ هجوم لاس فيجاس للإسلام، كما أنه لا يمتلك رصيدًا من الجرائم السابقة"، حسب الوكالة الأمريكية.
وفي وقت سابق اليوم، كشفت شرطة لاس فيجاس أن المهاجم "رجل أبيض يدعى ستيفين بدوك، من مدينة ميسكيتي، القريبة من لاس فيغاس، ويبلغ من العمر 64 عاما".. فهل تنكشف شخصية الجهة العسكرية الصهيونية التي تقف وراء هجوم سيناء الأخير وعملية اطلاق الصواريخ على العدو الصهيوني بهدف افشال اتفاق المصالحة واستمرار حصار غزة، خدمة لاتفاق القرن الصهيوني مع السفيه السيسي.
وأوضحت أنّ المنفذ "أطلق النار على نحو 22 ألف شخص كانوا يحضرون إحدى الحفلات الموسيقية، من شرفة غرفته في الطابق 32 من فندق مانديلا باي".