تحركات إماراتية مشبوهة لإعادة تأهيل حميدتي مقابل توطين فلسطينيي غزة

- ‎فيعربي ودولي


كشفت مصادر قطرية ومصرية مطلعة على مسار الوساطة التي تشارك فيها القاهرة بشأن قطاع غزة، عن تحركات تقودها الإمارات في إطار خطة أمريكية غير معلنة تهدف إلى تهجير سكان غزة وتوطينهم في دول عربية وإفريقية، من بينها السودان.

وبحسب مصدر قطري  فإن أبوظبي تسعى لإعادة تسويق قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لدى الإدارة الأمريكية، عبر طرح مبادرة يستعد فيها حميدتي لاستقبال مئات الآلاف من سكان غزة في مناطق خاضعة لسيطرته، مقابل اعتراف دولي به وإعادة دمجه في المشهد السياسي السوداني، رغم تراجعه الميداني الكبير أمام تقدم الجيش السوداني.

مشروع "ريفييرا الشرق الأوسط" ورفض دولي

وكان الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب قد أعلن في فبراير/شباط الماضي عن خطة للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه إلى دول مجاورة، بدعوى تطوير القطاع وتحويله إلى ما سماه "ريفييرا الشرق الأوسط"، لكن الخطة قُوبلت برفض دولي واسع، ووُصفت من قبل منظمات حقوقية بأنها "تطهير عرقي".

في المقابل، أقرّت قمة عربية طارئة في القاهرة خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانه، بتكلفة تُقدّر بنحو 53 مليار دولار وعلى مدى خمس سنوات، تشمل مرحلة انتقالية لإدارة القطاع وتوفير مساكن مؤقتة لأكثر من 1.5 مليون نسمة.

ضغوط أمريكية ووساطات سرية

وتقود واشنطن وتل أبيب اتصالات سرية مع عدد من الدول العربية في محاولة لإقناعها باستضافة نحو مليون فلسطيني من غزة، عقب رفض مصر والأردن لهذه الخطة التي رأت فيها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

وقال دبلوماسي قطري: إن "أطرافًا إقليمية، مدعومة من الإمارات، حاولت دفع المؤسسة العسكرية السودانية ومجلس السيادة للانخراط في مفاوضات غير معلنة مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين حول خطة التوطين، لكن المحاولات قوبلت برفض قاطع من الجانب السوداني".

الصومال ترفض.. والسودان يقطع علاقاته مع أبوظبي

في سياق متصل، نفت الحكومة الصومالية وجود أي اتفاق لاستقبال فلسطينيين على أراضيها، وقال وزير الخارجية أحمد معلم فقي: "نرفض أي خطة لإعادة توطين سكان آخرين على أرضنا، ونتمسك بحق الفلسطينيين في العيش على أرضهم التاريخية".

وفي تطور لافت، قررت الحكومة السودانية مؤخرًا قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، واعتبارها "دولة عدوان". وكانت محكمة العدل الدولية قد رفضت دعوى السودان ضد الإمارات بشأن دعمها لقوات الدعم السريع، بدعوى أن المحكمة ليست جهة مختصة.

واشنطن لا تستبعد خيار حميدتي

وقال مصدر مصري في تصريح لموقع محلي: إن "وساطة إماراتية نشطة تجري لإقناع واشنطن بدعم حميدتي مقابل استعداده لاستضافة فلسطينيين من غزة، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تعتبر هذا الخيار صعبًا، لكنه لا يزال مطروحًا كخيار بديل".

انتهاكات دامية واتهامات بالإبادة

تخوض قوات حميدتي منذ أبريل 2023 حربًا دامية ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، وسط اتهامات من منظمات دولية، بينها هيومن رايتس ووتش، بارتكاب قوات الدعم السريع لجرائم عنف جنسي وإبادة جماعية، خاصة في إقليم دارفور.

وتتهم واشنطن حميدتي وقواته بارتكاب "إبادة جماعية"، وقد فرضت عليه عقوبات، في حين تنفي الإمارات دعمها له، وتصف الاتهامات بأنها "مسرحية سياسية".