بعد تصفية القضية الفلسطينية.. مخطط صهيوأمريكي لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وتقسيم سوريا وليبيا والسودان

- ‎فيعربي ودولي

 

 

الاحتلال الصهيونى بدعم من الرئيس الأمريكي الإرهابى لا يعمل فقط على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية بل يعمل على إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط واخضاع الحكام الخونة لهيمنته ليكونوا مجرد تروس فى آلة الهدم الصهيوأمريكية والتسلط على شعوبهم .

فى هذا السياق تشهد المنطقة محاولات لتقسيم سوريا وليبيا ودعاوى انفصال دارفور عن السودان واستقطاب لبنان عبر ضرب المقاومة والتخلص من حزب الله وسلاحه بجانب التطبيع بين الصهاينة وأولاد سعود وعلى رأسهم الأمير المنشار محمد بن سلمان ولى العهد المشئوم .

هل تواجه الشعوب العربية هذه المخططات ؟ وكيف تتعامل مع الحكام الخونة الذين يدعمون التحالف الصهيو أمريكى ؟

 

خريطة الشرق الأوسط

 

من جانبه أكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هناك اتجاه لتفتيت الدول العربية، وهو ما عبر عنه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال صراحةً أمام الأمم المتحدة، بقوله: إسرائيل تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط .

وقال حسن فى تصريحات صحفية ان مخاطر التقسيم في سوريا وإن كانت قائمة، إلا أن الانقلاب على النظام السوري وتدخل تركيا والسعودية، قللا منها، خصوصًا وأنهما تؤكدان على وحدة وسلامة الأراضي السورية، لاسيَّما تركيا.

وأشار إلى أن إسرائيل تلعب على طائفة الدروز في منطقة الحسكة، ولكن الاتجاه السوري والعربي لن يقبلا بأي انفصال، لا الدروز ولا الأكراد، كما لم تقبل به أيضًا أوروبا لأنها ترى أن التفتيت سيؤدي إلى مشاكل وصراعات أكبر في المنطقة، في حين أنهم يريدون احتواء الموقف، ما يجعها تخفف العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا لقاء أي خطوة إيجابية تأخذها الحكومة السورية.

وكشف حسن أن دولة الاحتلال ناقشت في يناير الماضي، مقترحات لتقسيم سوريا إلى كانتونات صغيرة، بحجة حماية الجماعات العرقية بها، خلال اجتماع وزاري حضره وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مؤكدا أن حل الأزمة السورية وخروجها من براثن التقسيم، يحتاج إلى مشوار طويل جدًا، خصوصًا وأن الحكومة السورية لم تستجب إلى الآن لمطالب أن تكون الحكومة الانتقالية ممثلة لجميع أطراف وفئات الشعب السوري بجانب تأجيل الدستور والانتخابات من 4 إلى 5 سنوات وهذه فترة طويلة من الممكن أن يحدث بها الكثير من التطورات، وبالتالي سوريا تحتاج إلى مصالحة داخلية واستجابة من جانب الحكم الجديد.

 

تقسيم السودان

 

وحول ما يحدث في السودان قال إن هذه الأحداث جاءت على يد أبناء السودان مشيرا إلى أن الانقسام الذي حدث بين قوات الدعم السريع والجيش بعدما كانوا شركاء في إسقاط النظام وإقالة عمر البشير

وحذر حسن، من أن السودان مهدد بالانقسام إذا استمرت الحرب وإذا أصَّر كل طرف على الحل العسكري، خصوصًا وأن كل طرف يؤيده مكون مدني سوداني ودول جوار ودول إقليمية ودولية، وبالتالي هناك دعم فالحكومة الشرعية والجيش السوادني لا يحارب فقط قوات الدعم السريع، ولكن الدعم السريع خلفه قوى سياسية وخارجية إقليمية ودولية، وهنا يكمن الخطر على السوادن بأن تنفصل دارفور والمناطق المحيطة، خصوصًا وأن قوات الدعم السريع تتلقى دعمًا من تشاد وإفريقيا الوسطى، وبالتالي من الممكن أن تستمر الحرب لفترة طويلة، في ظل وجود أذرع خارجية تشعل القتال بالبلاد.

وشدد على أن حل الأزمة السودانية لن يتم عسكريًا على الإطلاق، وإنما بالوساطة واتفاق الطرفين على مخرج، وهو ما سيحافظ على وحدة السودان وهذا ما أكده مجلس الأمن في اجتماعه الخاص بالسودان، وأنه لا بد من فتح المجال السياسي لحل الأزمة السودانية خصوصًا وأننا أمام حرب عصابات أمام جيش نظامي، وفي حال استمرارها سيتم استنزاف موارد السودان وربما تقسيمه .

 

ليبيا

 

وحول تقسيم ليبيا أكد «حسن»، أن هذا التوجه موجود ولكنه ضعيف؛ لأن ليبيا من الناحية العملية منطقتين متنازعتين شرق وغرب، ولكن صعب تقسيمها، لأن الموارد موجودة في منطقة ومعظم السكان في منطقة أخرى، يعني الغرب طرابلس وما يُحيطها تحوي معظم السكان بنسبة 60% تقريبًا، والمناطق الأخرى الإقليمين الآخرين بهما الموارد البترولية والغاز، وهذا يحد من إمكانية تفتيت ليبيا، ولكن الحكام الذين بها يستفيدون من الوضع الحالي، ما يجعلهم يحافظون عليه.

وخلص الى أن مواجهة مخطط التقسيم الإجرامي الذي يهدف إلى تقسيم الدول العربية، يكمن في تصالحها بين بعضها البعض، وتدعيم وحدة الصف العربي.

 

صفيح ساخن

 

وأكد مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية أن الصراعات الموجودة في المنطقة العربية لها تأثير بالغ الخطورة على مقدراتها وعلى أمنها القومي في المجمل، وأساسها هو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني القائم، بالإضافة إلى ما فعلته إسرائيل في سوريا واحتلالها لجبل الشيخ وتدمير الجيش السوري كاملًا بريًا وبحريًا وجويًا، والوضع على الساحة اللبنانية والتجرؤ الإسرائيلي على لبنان، بخلاف الأوضاع في السودان، كل هذه الأوضاع أدت إلى أن تكون المنطقة على صفيح ساخن .

وقال «غباشي»، فى تصريحات صحفية إن الخطورة تكمن في انفلات تلك الأوضاع بغتةً، وذلك بعيدًا عن الحديث عن سايكس بيكو جديدة أو شرق أوسط جديد، لأن من يطلق الحديث بشأن التقسيم سواء كانت إسرائيل أو أمريكا، إنما يطلقها بحكم حالة السيولة في الأوضاع المشتعلة بالمنطقة وتحكم كل منها في الكثير من ملفاتها، بعيدًا عن دور رئيس وأساسي للعالم العربي فيها.

وأوضح أن إشكالية تلك الصراعات أن الوطن العربي غير قادر على حلها وغير قادر على ايجاد منظومة أمن قومي رادع قادر على حل هذه الأمور، وتتدخل فيها الكثير من القوى الإقليمية والدولية والتي لها عنصر مؤثر بالغ الخطورة على هذه القضايا، وتستطيع تحريكها في اتجاه مخططات التقسيم .