أكدت الضربات التي طالت إيران، واستهدفت مستويات قيادية وعسكرية وأمنية وقومية على مستوى الطاقة الذرية على عدة أشياء أبرزها؛ طبيعة الغدر والخيانة، فالمجرمون الأمريكان قالوا: إن "المفاوضات ستنطلق يوم الأحد وضربوا ليلة الجمعة في نفس توقيت ضرب العاصمة بغداد من قبل بل وبنفس المكر والخداع".
وفي تحليله للضربة الصهيونية لإيران والتي طالت نحو 200 قيادة إيرانية بداية من قيادات الحرس الثوري الإيراني وصولا لعلماء الذرة الإيرانيين، قال الأكاديمي د. رضوان جاب الله: "#الضربة_الأكبر_من_الداخل، ضربت إيران جراء اختراقها من الداخل فهي مثل أغلبية الدول العربية والإسلامية غير مُحصّنة داخليا بسبب الفساد والاستبداد وانتشار الفقر والمظالم كما ضربت مصر من داخلها في ٦٧ للأسباب نفسها وتغلغل استخبارات العدو في كل مفاصلها".
وأضاف أنه "اليوم هذه الثغرة الخطيرة باختراق الداخل الإيراني ويوجد ضعفها في تركيا وثلاثة أضعافها في باكستان وخمسة أضعافها في مصر وأكثر من ذلك في دول أخرى".
طبيعة الرد الإيراني
وأوضح أن رد إيران هو ما سيحدد طبيعة المعركة، وأنه إن كان الرد ضعيفا فلن يتوقف العدوان عليها ولدينا سيناريو الهند وباكستان كيف توقفت الحرب بسرعة مع أنها كانت بتوجيه ودعم من ترامب.
وأشار إلى أن أسراب العدوان لن تتوقف عن إيران حتى ترد ردا قويا يردع العدوان أو تستسلم، محذرا من أنه "في حالة الاستسلام فإن ضرب مصر وتركيا مسألة وقت وسيكون أشد وأعنف لتفريغ المنطقة من جميع عناصر القوة وإعادة هندستها على مقاس الكيان الإجرامي كدولة كبرى حاكمة للمنطقة بشكل مباشر".
الضربات الاستباقية
ورأى "جاب الله" أن أي ضربة استباقية يكون لها السبق واليد الطولى لمدة أطول في مبتدأ الحرب حتى يستعيد المضروب توازنه ويبدأ في الرد، فعلها العدو في ٤٨ وفي ٦٧ وفي ضرب المفاعل العراقي وفعلها مع حزب الله في تلغيم أجهزة الاتصال، و فعلتها مصر وسوريا في السادس من أكتوبر بحرب 73 وفعلتها حركة المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف أنه "لا أحد من الذباب الصهيو عربي يلوم العدو على مبادراته وستجدهم يهاجمون المقاومة على ضربتها القوية الاستباقية للعدو الذي كان يجهز لضربها بنفس الطريقة ويجهز عليها ويتذرع بأي ذريعة..".
وطالب "جاب الله" كل دولة عربية أو إسلامية لا يجب أن تعتبر نفسها في مأمن من دولة زرعت خصيصا للمنطقة كلها دولة عدو حاقد تسندها ٢٥ دولة أوربية من أغنى وأقوى دول العالم وسبع دول أمريكية وأكثر من ٣٥ دولة خادمة.
ومجددا قال: "لا نستبعد ضرب أي دولة عربية مهما كانت حليفة فقد ضربت مصر والأردن والعراق وكانت متحالفة مع بريطانيا، وضربت العراق في الثمانينيات وكانت متحالفة مع الغرب ضد إيران وضربت الأردن في ٦٧ وفقدت الضفة والقدس وجزءا من أراضيها وكانت متحالفة مع الغرب، واليوم كل الدول العربية تضرب سيادتها وتضرب هويتها وتضرب وحدتها وتضرب قلوبها وضمائرها بشكل غير مباشر في غزة وتتلقي التهديدات والتعليمات من وزير الدفاع الصهيوني دون مواربة".
موقف إيراني صادم
الكاتب الصحفي قطب العربي وعبر فيسبوك وهو المتخصص بالشأن الإيراني قال: إنه "مع الرفض الكامل والتنديد التام بالعدوان الإسرائيلي على إيران إلا أن الموقف الإيراني صادم، التهديدات الإسرائيلية معلنة وليست جديدة بل إنها اتخذت أبعادا تصعيدية خلال الأيام الماضية دفعت عدة دول على رأسها أمريكا لمطالبة رعاياها بمغادرة منطقة الخليج تحسبا لهذه الضربة .".
وأوضح أنه "الطبيعي جدا أن تكون إيران على أهبة الاستعداد للعدوان الإسرائيلي وحتى الأمريكي، وأن تكون دفاعاتها الجوية جاهزة للتعامل فورا مع الأهداف المغيرة وخاصة عند المنشآت النووية ومقار إقامة القادة السياسيين والعسكريين لكن ذلك لم يحدث للأسف، وفقدت إيران عددا من كبار قادتها العسكريين وقادة المشروع النووي، وهذه خسارة كبيرة لها حتى وإن نجحت في تعويضهم بقادة جدد.".
وبين أنه "كان من الطبيعي أن إيران لديها خطة جاهزة من عدة بدائل للرد على أي عدوان إسرائيلي محتمل ، ولديها خارطة بأهداف إسرائيلية خاصة انها أعلنت قبل أيام عن حصولها على كنز استخباري للمواقع النووية الإسرائيلية لكنها لم ترد ما يلقي بظلال من الشك على ادعاءاتها بامتلاك تلك المعلومات ."
تفجير نووي
واستعرض Kotb El Araby إمكانية أن يكون الرد تفجير نووي قائلا: "قد يقول البعض إن الرد يحتاج إلى بعض الوقت ، لكن الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك، وإذا لم ترد إيران سريعا فإنها ستحكم على نفسها بالنهاية سواء لنظام حكمها او لقوة الدولة ذاتها وهيبتها.. الرد الأسرع الممكن حاليا هو قيام ايران بتفجير نووي او الإعلان عن امتلاكها بالفعل لسلاح نووي وانسحابها من معاهدة حظر الأسلحة النووية لتدخل بذلك النادي النووي الدولي ، وهنا ستفرض معادلة جديدة للاشتباك ، وسيكون هناك حسابات جديدة في الردود العسكرية الإسرائيلية والأمريكية لهذا السلاح النووي الإيراني".
وأشار إلى أن "الضربات الإسرائيلية لا تزال متواصلة حتى كتابة هذه الكلمات، وهذا يعني أن الدفاعات الجوية الإيرانية في أضعف الحالات، في كل الأحوال إيران دولة ونظاما على المحك فإما ترد الصاع صاعا(وليس بالضرورة صاعين ) وإما أنها ستنتقل إلى مربع الدول المهزأة.. ".
وطالب "العربي" إيران بمراجعة مواقفها عربيا، "وفي كل الأحوال فإن ضرب إيران لا تقتصر نتيجته ورسائله عليها بل هو موجه لعموم المنطقة وإن كان ذلك لا ينسينا جرائم إيران وبعض أذرعها بحق بعض الشعوب العربية في سوريا واليمن والعراق ولبنان وهو ما ينبغي على إيران إصلاحه بعد نهاية هذه الجولة".
الحلقة الأضعف
الكاتب محمد عمر Omar Mohamed Al Askandarani قال ".. بيننا وبين إيران خلاف مذهبي عقدي لا يذوب.. وبينا وبين الصـ8ـاينة معركة وجود وعدم، والكيان الشيعي كيان توسّعي عنده مشروع سيطرة وهيمنة على المنطقة بغرض الانتقام للماضي ولو تمكّن في مشروعه من مقدرات المنطقة هيبلعها، عشان كده هو كيان لا يُؤتمن.. والكيان الصـ8ـيوني برضو كيان توسّعي استيطاني عنده مشروع ديني غرضه إقامة كيان فـ!شي على انقاض المنطقة وبرضو هيبلعها، وقطعا هو كمان كيان لا يؤتمن..".
وعن خلاصة القول رأى أن "العرب مينفعش يكونوا الحلقة الأضعف في صراع زي ده! مينفعش يكونوا في مدرجات المتفرجين منتظرين صراع الظالمين ينتهي عسى أن يخرجنا الله من بينهم سالمين، الظالم المنتصر بمجرد ما يفرغ من صراعه هيوجه كل شره عليك ووقتها لن يتبقى ظالمون آخرون يدفعوه بظلمهم!".
وأضاف، "بما إننا غير جاهزين لمواجهة ظالم بحجم الكيان فمفيش مفر من إننا نؤجل سقوط الظالم التاني قدر الإمكان.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..".
وتساءل: "..الكويت والعراق والسعودية والأردن وسوريا ولبنان وفلـ،،، ـطين ومصر.. فين وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة؟ إحنا فاكرين إن الدول دي هتفضل آمنة؟ فاكرين إن الخريطة دي خريطة هزلية؟ الخريطة دي تُدرس في مدارسهم ومعابدهم!.. أنا مش هقول تحليلات ولا هتكلم في سياسات.. أنا هقول حاجة واحدة بس! كل ثور يُؤكل في المنطقة بيقربنا أكتر عشان نكون الثور التالي.. لن يتبقى ثور أبيض ولا أسود.. إن لم تكن ذئبا فأنت الثور التالي..".
ورأى الباحث إسماعيل الإسكندراني Ismail Alexandrani أنه "بمنتهى الجدية، الدرس الاستخباراتي الأكبر المستفاد منذ أكتوبر الماضي حتى الأمس: حين تحشد رجال مؤسساتك بخطاب عقائدي ثم يتورطون في جرائم أخلاقية فادحة فإنهم يفقدون الإيمان، ويحتقرون أنفسهم ومؤسساتهم، ويعاقبون أنفسهم ونظامهم ببيع أنفسهم للأعداء ".
وأضاف "لم يكن للموساد أن يخترق الحزب اللبناني والحرس الثوري الإيراني وغيرهما بهذا المستوى من العمق والتوسع إلا بعد تجريفهم معنويا بتورطهم في جرائم حقيرة وبشعة ".
واستخلص أن "هذا هو الدرس الذي يجب أن يعيه ويتعلم منه كل نظام حكم "وطني". . بمجرد توريط رجالك في جرائم ضد المدنيين فأنت تمهد الطريق لأعدائك لاختراقك في غرف نوم القادة.