«المدارس اليابانية» ماشية بالكوسة.. وخبراء: بداية لخصخصة التعليم

- ‎فيتقارير

كتب: يونس حمزاوي

رغم الدعاية الكبيرة التي صاحبت المشروع، إلا أن المدارس اليابانية تشهد حاليا فوضى عارمة، فالمباني ضخمة وهائلة لكنها بلا تجهيزات، وفصولها بلا طلاب، ومعاملها بلا معدات، في ظل غموض الرؤية عند قيادات وزارة التعليم بحكومة العسكر، بينما يؤكد بعض أولياء الأمور أن "كل حاجة ماشية بالكوسة"، معربين عن أسفهم لبوادر فشل المشروع الذي كانوا يؤمّلون عليه كثيرًا.

فيما يحذر خبراء من أن تكون التجربة بداية حقيقية لخصخصة التعليم، لا سيما أنها بمصروفات ما بين 2000 إلى 4000 جنيه في العام؛ وهو ما يتسق مع توجهات رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي لا يحترف سوى فرض الجباية ونهب الأموال من جيوب المواطنين.

وبحسب أولياء الأمور، فإن الفوضى والارتباك يسودان التجربة، فلم يجدوا «إجابات محددة» عن استفساراتهم من حيث موعد بدء الدراسة بالمدرسة، أو توقيت تسلم الكتب، مؤكدين أن هناك بعض الفصول والغرف لم يتم تجهيزها حتى الآن، فى حين أن جميع المدارس الحكومية والخاصة بدأت الدراسة بالفعل.

فيما قالت فريدة مجاهد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالقاهرة، إنه لن «يتم بدء الدراسة فى المدارس المصرية اليابانية إلا بعد اكتمال كافة التجهيزات فى المدرسة، وإنهاء مشكلات التنسيق التى ظهرت لدى بعض أولياء الأمور، خصوصا أنه لا بد أن تبدأ المدارس بقوة وتتلافى كافة المشكلات»، مشيرة إلى أنه «سيتم تشكيل لجنة لفحص تظلمات أولياء الأمور وإرسالها للوزارة».

الكوسة مسيطرة

ويشكو أولياء الأمور من غياب المعايير التي تم على أساسها اختبار التلاميذ، وهي شكوى متكررة؛ حيث قالت إحدى الأمهات، إن «الغريب فى الأمر هو قبول أحد أبنائى ورفض الآخر؛ بحجة أن المربع السكنى الذى يقطن فيه بعيد عن المدرسة»، متسائلة: كيف وهما يسكنان فى بيت واحد؟!".

وتضيف أخرى «رغم أن الوزارة وضعت شروطا للتقديم للمدارس اليابانية، سواء السن أو المربع السكنى، إلا أننا اكتشفنا يوم إعلان النتيجة قبول ابنتى ورفض الأخرى، على الرغم من وجودهما فى نفس المكان ونفس المربع السكنى»، مؤكدة أنها خلال وجودها بالمدرسة اكتشفت قبول طلاب تخطوا السن، قائلة: «مفيش فايدة، وهتفضل كل حاجة ماشية بالكوسة»، حسب تعبيرها.

وقال أحمد خيرى، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، خلال تفقده المدرسة المصرية اليابانية بالتجمع الخامس، إنه سيتم الانتهاء من لائحة المدارس اليابانية والإعلان عنها نهاية الأسبوع الحالى على أقصى تقدير، موضحا أن اللائحة سوف تتضمن المصروفات الدراسية وطريقة وشكل التدريس، ونوعية أنشطة «التوكاتسو» اليابانية، فضلا عن توقيت انتهاء اليوم الدراسى، وموعد نهاية السنة الدراسية وبدايتها كل عام.

طوكيو ترفض رفع أسعار المصروفات

الأكثر دهشة ما كشفه مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم بحكومة العسكر، حول رفض الجانب اليابانى مقترح الوزارة الخاص بمصروفات «المدارس اليابانية»، الذى تم إرساله إلى المديريات التعليمية، بأن تبدأ بـ2000 جنيه لـ kg1، وزيادة 500 جنيه لكل مرحلة حتى تصل إلى 4000 جنيه للصف الثالث الابتدائى، موضحا أنها مخالفة للاتفاق الذى تم بين الجانبين منذ البداية، وهو أن تبدأ المصروفات من 2000 جنيه وتصل إلى 4000 حتى المرحلة الثانوية، لافتا إلى أن الجانب اليابانى يرفض زيادة المصروفات إلى أكثر من المقرر.

خبراء: بداية لخصخصة التعليم

وبحسب خبراء، فإن «المدارس اليابانية» تجربة جديدة تستهدف تقديم نظام تعليمي موازٍ للمدارس الأمريكية والألمانية والفرنسية والبريطانية في مصر، ويمثل كذلك خطوة نحو خصخصة التعليم، الأمر الذي يتسق مع توجهات العسكر.

ويثور تساؤل حول جدوى هذه المدارس، وهل هى خطوة باتجاه التطوير في العملية التعليمية، أم باب خلفي للخصخصة باعتبار أنها بمصروفات تصل إلى 4 آلاف جنيه سنويًا.

ويرى خبراء تعليم أن التجارب الجديدة التي أعلن عنها الدكتور طارق شوقي، بشأن تطوير التعليم، ما هي إلا خطوات جديدة للخصخصة؛ لأنها تعتمد على المصروفات وغير متاحة لجميع الطلاب، منها مشروع المدارس اليابانية.

الدكتور كمال مغيث، الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية والخبير التربوي، يرى أن مشروع المدارس اليابانية خطوة نحو خصخصة التعليم في مصر، باعتبارها غير متاحة للجميع؛ لأنها بمصروفات من يلتحق بها فقط هو من يستطيع أن يدفع، ما يعني عدم إتاحتها لأولاد الفقراء.

وأضاف، في تصريحات صحفية، أن التجربة ليس لديها أي علاقة بتطوير التعليم، وما هي إلا مشروع استثماري خاص تحت إشراف الدولة متمثلة في وزارة التربية والتعليم.

وقال الخبير التربوي: إن الدولة تتجه بشكل كبير نحو خصخصة التعليم في مصر، وسيأتي ذلك على حساب مستقبل الفقراء، وهم الطبقة العظمى من الشعب؛ لأن وزارة التعليم تواجه مشاكل كثافة الفصول بالتوسع في إنشاء المدارس التي تتطلب مصروفات، بحسب قوله.

بدوره قال الدكتور حسني السيد، الخبير التربوي: إن مشروع المدارس اليابانية لن يكون له تأثير على المجتمع المصري؛ نظرًا لعدد المدارس القليل المعلن عنه، معتبرًا أن التجربة بعيدة تمامًا عن فكرتي التطوير أو خصخصة التعليم.

وأضاف السيد أن فكرة التدريس التي تتبناها المدرسة اليابانية قائمة على النشاط التفاعلي بين التلميذ والمعلم، بجانب مساعدة ولي الأمر، وهي الطريقة المتبعة في معظم دول العالم والمدارس الخاصة في مصر، مشيرًا إلى أنها لم تقدم جديدًا.