بعد مطالبته إيران بالاستسلام.. تصريحات خامنئى درس فى السياسة للرئيس الأمريكى

- ‎فيتقارير

فى الوقت الذى كشفت فيه المواجهات المباشرة بين إيران والكيان الصهيونى عن قوة إيران وقدرتها على فرض معادلة التوازن الإقليمى فى المنطقة ومواجهة الهيمنة الأمريكية والمزاعم الصهيونية بتغيير خريطة الشرق الأوسط  فوجئ العالم بتصريحات الرئيس الأمريكى الإرهابى دونالد ترامب التى زعم فيها أن النظام الإيرانى فى طريقه إلى الانهيار والسقوط وأن مرشد الثورة الإيرانية أيامه معدودة ، كما زعم ترامب أن بإمكان التحالف الصهيوأمريكى قتل خامنئى والتخلص منه لكن لن يفعلوا ذلك الآن .

 

وطالب ترامب النظام الإيرانى بالاستسلام والرضوخ للمطالب الأمريكية بوقف البرنامج النووى زاعما أن هناك تطورا كبيرا ستشهده الأزمة خلال أسبوع وربما أقل من أسبوع كما طالب بإخلاء طهران  من السكان على الفور.

 

هذه التصريحات التى تكشف عن خلل فى شخصية الرئيس الإرهابى ووجهت بانتقادات داخل الولايات المتحدة الأمريكية بل حتى داخل الحزب الجمهورى نفسه الذى ينتمى إليه هذا الترامب كما رد المرشد الإيرانى على تلك التصريحات مؤكدا أن الشعب الإيرانى معتز بنفسه ولا يخضع ولا يستسلم لأحد بل وهدد بضرب المصالح الأمريكية فى المنطقة إذا انضمت واشنطن إلى جانب الاحتلال الصهيونى فى الحرب، مؤكدا أن الخسائر التى ستتحملها أمريكا فى هذه الحالة أكبر بكثير مما يظن الأمريكان .

رد المرشد الإيرانى على تصريحات ترامب يمثل درسا فى أصول السياسة لهذا الرئيس الإرهابى وما يجب أن تكون عليه التصريحات التى تصدر عن مسئولين كبار بجانب اختيار الطريقة المناسبة للتعامل بها مع الأزمات .

 

 

لغة عدائية

 

 

من جانبها انتقدت المحللة السياسية الأمريكية جنجر تشابمان، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، مؤكدة أن هذه التصريحات تعكس حالة اضطراب سياسي وتشوش استراتيجي، خاصة بعد إعلانه عن "نفاد صبره" ومطالبته إيران بالاستسلام غير المشروط.

وقالت تشابمان، فى تصريحات صحفية، إن خطاب ترامب من أمام البيت الأبيض تضمن لغة عدائية تجاه أطراف متعددة، منها الرئيس السابق جو بايدن، والمهاجرون غير الشرعيين فى الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، معتبرة أن هذا التصعيد اللفظي يأتي ضمن أسلوب ترامب التقليدي في إثارة الجدل والظهور بمظهر القائد الحازم، وهو نهج اعتاد عليه في أوقات الأزمات أو عند الشعور بتراجع شعبيته.

وأشارت إلى أن ترامب، رغم تظاهره بالانفتاح على الوساطة الروسية في الأزمة بين إيران والكيان الصهيونى، لا يبدو متزنًا في مواقفه، ولا يقف على أرضية ثابتة، مما يُثير القلق بشأن قراراته المحتملة .

 

وتطرقت تشابمان إلى اللقاء الذي جمع ترامب مؤخرًا بالسياسية الجمهورية تولسي جابارد، التي أكدت له، أن إيران لم تسعَ لامتلاك سلاح نووي منذ عام 2003.

 

وأضافت أن ترامب أجرى أيضًا لقاءات إعلامية مؤخرًا تحدث فيها عن الحرب المرتقبة، وسط معارضة قوية من داخل الحزب الجمهوري نفسه، حيث يرفض عدد من الأعضاء البارزين، من بينهم النائب توماس ماسي، انخراط الولايات المتحدة في صراع عسكري مباشر بين إيران والكيان الصهيونى .

وحذرت تشابمان من أن قرارات ترامب وسياساته الاستفزازية التى تكشف عن حالة من الجنون سوف تلحق الضرر بأمريكا أكثر من غيرها .

لن نستسلم

وأكدت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إيران نجحت فى التعامل مع الهجوم الصهيونى المفاجئ يوم الجمعة الماضي وقامت بملء الفراغات الناتجة عن الاغتيالات التى حدثت فى الهجوم خاصة فى القيادات العسكرية، موضحة أن الرئيس ترامب والولايات المتحدة عندما تتحدث عما يدور بين إيران والكيان الصهيونى، فإنها تعتبر أن ما يحدث هو معركتها الخاصة وهذا قد يكون السبب الأكبر لتصعيد المعارك .

وأضافت نيفين مسعد فى تصريحات صحفية أن النظام السياسي في إيران فريد من نوعه، إذ إن صلاحيات المرشد تفوق صلاحيات الرئيس، كما أن المرشد يُعين ويُقال من قبل المجلس الأعلى للفقهاء.

وأشارت إلى أن إيران تمتلك مؤسسات رسمية وظلالًا لهذه المؤسسات؛ فمثلًا هناك مجلس الشورى ويوازيه مجلس صيانة الدستور، كما أن الحرس الثوري يُعد القوة الضاربة للنظام، لأن الجيش الإيراني كان يُنظر إليه على أنه جيش الشاه، ولذلك تم تأسيس الحرس الثوري كبديل يُمثل الثورة.

 

وكشفت نيفين مسعد أنه رغم تصريحات ترامب التى تصب الزيت على النار إلا أن هناك أنباء تشير إلى انطلاق جولة مفاوضات في سلطنة عمان فى سرية شديدة.

 

وقالت إن هدف هذه المفاوضات هو الضغط على دولة الاحتلال لإنهاء الحرب، مؤكدة أن الشخصية الإيرانية معتزة بنفسها، وأن تصريحات المرشد الإيراني التي قال فيها "لن نستسلم" تعكس هذا الاعتزاز.