خسارة مزدوجة للكرد..”كركوك” عنوان سقوط البشمركة والهلع من الحشد الشيعي

- ‎فيعربي ودولي

أحمدي البنهاوي
تسارعت الأحداث في مثلث كركوك بالعراق خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث فرضت القوات العراقية سيطرتها على مواقع عسكرية ونفطية استراتيجية في المحافظة، منها مطار كركوك العسكري، وقاعدة كي1 العسكرية، والعديد من الحقول النفطية، بعد ساعات من بدء عملية عسكرية أطلقت بغداد عليها "عملية فرض الأمن في كركوك".

وسيطرت قوات الحكومة العراقية، مدعومة بقوات الحشد الشيعي الطائفية، على ناحية ليلان وحقول نفط باباكركر وشركة نفط الشمال، فضلا عن إعلان سيطرتها الكاملة على قاعدة عسكرية أمريكية من يد المقاتلين الأكراد، ومطار كركوك، وفرار قوات البشمركة وإزاحة صور الزعيم الكردي البرزاني وأعلام كردستان، مع دعوة حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، قوات البيشمركة لأن تكون جزءا من القوات العراقية.

حسابات المصالح

وفرضت حسابات المصالح وشبح سايكس بيكو العرقي في كردستان، على تركيا التعاون مع الإيرانيين ومندوبيهم في الحكومة الطائفية في العراق، لذلك أعلنت تركيا عن أنها مستعدة للتعاون مع الحكومة العراقية لإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني في العراق (PKK).

كما قالت تركيا إنها أغلقت مجالها الجوي، وبدأت في تسليم المعبر الحدودي مع كردستان إلى حكومة بغداد، ووافق مجلس الوزراء التركي على إغلاق المجال الجوي أمام إقليم كردستان العراق، وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، إن العمل جار على تسليم المعبر الحدودي البري الرئيسي إلى الحكومة العراقية.

وأضاف المتحدث أن مجلس الوزراء وافق على تمديد حالة الطوارئ في تركيا لثلاثة أشهر إضافية. وحذرت وزارة الخارجية التركية إقليم كردستان العراق من مغبة تكرار الأخطاء الوخيمة التي ارتكبها مؤخرا، في إشارة إلى الاستفتاء على الانفصال رغم معارضة الحكومة العراقية والمجتمع الدولي.

وقالت الخارجية التركية، في بيان، إن تركيا تتابع عن كثب تحركات الحكومة العراقية من أجل إرساء السيادة الدستورية في كركوك.

كما أعرب البيان عن ارتياح تركيا لإعلان الحكومة العراقية أنها "لن تتهاون مع عناصر منظمة بي كا كا في كركوك، وأنها ستعتبر أي حشد أو تحركات لهم بمثابة إعلان حرب".

وعلى صعيد العمليات القتالية، تكبد الجيش التركي عددًا من الضحايا، وأعلن عن مقتل جنديين له شمال العراق، جراء انفجار. وأضافت القوات التركية، في بيان، أن غارات جوية تركية أسفرت عن مقتل 8 من المسلحين.

تهديدات الأكراد

من جانبها، قالت القيادة العامة لقوات البشمركة الكردية، إن الحكومة العراقية "ستدفع ثمنًا باهظا" لحملتها على كركوك، متهمة في بيان لها، قيادات في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بالخيانة بتسليمهم كركوك للقوات العراقية والمليشيات الشيعية العراقية والإيرانية.

ووصف البيان تعاون مسئولين في الاتحاد الوطني في تسليم المدينة بالمؤامرة ضد شعب كردستان، وخيانة تاريخية كبرى للذين ضحوا بأرواحهم من أجل كردستان تحت راية الاتحاد الوطني.

وقال البيان، إن هؤلاء المسئولين أخلوا مواقع حساسة لقوات الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني دون مواجهة.

خرق الدستور

وأعاد حيدر العبادي الحديث عن أن إقليم كردستان خرق الدستور بإجراء استفتاء الانفصال، ولم يستمع المسئولون إلى مناشدات بغداد بإلغائه، وقال إن القائمين على الاستفتاء فضلوا مصالحهم الشخصية والحزبية على مصلحة العراق بعربه وكرده، وخرجوا عن الإجماع الوطني والشراكة الوطنية، إضافة إلى "استخفافهم" بالرفض الدولي الشامل للاستفتاء وتقسيم العراق.

أما رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم، فقد دعا إلى وقف ما وصفه بتفاقم النزاع في كركوك، والعودة الفورية إلى الحوار لحل الخلافات على أساس الدستور العراقي.

ودعا الرئيس العراقي أجهزة الإعلام وأطراف الخلاف كافة إلى الابتعاد عن التصعيد والخطابات المتشنجة، وحث كافة القوى السياسية في البلاد على تفهم خطورة تفاقم الأوضاع التي من شأنها أن تنعكس سلبا على مستقبل العراقيين جميعا، وفق تعبيره.

فرار الآلاف

وأعلن إقليم كردستان العراق عن وقف الإنتاج في حقل نفط "باي حسن"، وقالت مصادر تجارية لوكالة رويترز، إن إقليم كردستان العراق أوقف الإنتاج في حقلي النفط "باي حسن" و"آفانا"؛ بسبب المخاوف الأمنية. ويبلغ إنتاج الحقلين من النفط يوميا ما يقرب من 350 ألف برميل.

وأضاف مصدر أن العمال الأكراد تركوا الحقلين المذكورين بعد تصاعد التوترات مع القوات العراقية، كما فر آلاف الأشخاص مغادرين كركوك تحسبا لوقوع اشتباكات، وقالت "رويترز" إن حافلات تقل الكثيرين من سكان كركوك اتجهت إلى أربيل والسليمانية.