اتهم سودانيون الإمارات باستهداف متجدد لسد مروى السوداني الذي أعلنت قيادة الفرقة ١٩مشاة مروي تصديها صباح الخميس 19 يونيو ٢٠٢٥م بالدفاعات الأرضية لعدد من المسيرات الانتحارية التابعة لمليشيات الدعم السريع مستهدفة سد مروي.
وعادت المسيرات إلى عطبرة ومروي وأعلنت الفرقة 19 مشاة مروي، في شمال السودان، عن تصديها لاستهداف سد مروي وتعاملت المضادات الارضية للجيش مع سرب من الطائرات المسيرة اطلقته المليشيا على مدينة عطبر بولاية نهر النيل فجر الخميس.
وقال شهود عيان إن اصوات انفجارات مدوية سمعت بوضوح في عطبرة تبين لاحقا انها مضادات ارضية تصدت لهجوم بطيران مسير.
واستهدفت المليشيا بالطيران المسير محيط مطار عطبرة ومناطق اخرى حيث تم التصدي لها واسقاطها، فيما لم ترد انباء عن خسائر بشرية أو مادية.
وافادت معلومات شهود العيان أن الهجوم وقع عند الخامسة صباح اليوم، وأن ما لا يقل عن 5 طائرات مسيرة تم رصدها في سماء المدينة.
وقال سودانيون إن المسيرات قبل استهدافها دمرت محول الشمالية وباتت الولاية الشمالية في ظلام تام وعادت اليوم بعد الهجوم
على سد مروي .
وقال د. محمد حافظ أستاذ السدود Mohd Hafez “.. ….من يسعي لتدمير سد مروي السوداني بطائرات درون؟؟..الجيش السوداني يتصدي لهجوم بعدد من الطائرات انتحارية على جسم سد مروي..”.
وتساءل “.. ماذا لو تكرر الهجوم الانتحاري مرة أخرى ونجح في تدمير سد مروي.. أكبر السدود السودانية الذي يخزن قرابة 12 مليار متر مكعب من المياه في أفضل حالاته .. ولكنه يخزن اليوم قرابة 50% فقط.”.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=718403030918761&set=a.107758498649887
وتمكن الفنيون في السودان من إعادة تشغيل سد مروي بتوربين جديد في سباق إنقاذ الكهرباء بالسودان، واعتبر مراقبون أنها خطوة حاسمة نحو دعم استقرار التيار الكهربائي، وأعلنت إدارة سد مروي عن بدء تشغيل التوربين الجديد لتوليد الطاقة، ضمن جهودها لتعزيز إنتاج الكهرباء في البلاد وسط أزمة متفاقمة.
واعترف موالون للدعم السريع باستهداف السد وقال محمود Mohand El Kordfany: “الجيش قصف كردفان بالكيميائي وجعل من منطقة دارفور منطقة حرب جهل أبنائها الى درجة أن الرجالة هناك هي حمل السلاح ،استخدم استخباراته في فتنة القبائل كلكم تشاهدون العمل العلني والسعي لضرب القبائل هناك …”.
وزعم أن “..الحل قصف سد مروي واستخدام المسيرات الاستراتيجية بنفس طريقة إيران على شمال السودان حيث المواطنين هناك يدعمون جيش يقتل المواطنين في كردفان ودارفور.”.
وفي 15 يناير الماضي ، نشر محللون سودانيون صورا للأقمار الصناعية تظهر أضرارًا بمحولات سد مروي شمال العاصمة السودانية الخرطوم جراء استهدافه من قوات الدعم السريع.
ويقع سد مروي في ولاية نهر النيل قرب مدينة مروي على بُعد نحو 350 كيلومتراً شمال الخرطوم، ويبلغ طوله 9 كيلو مترات، وارتفاعه 67 متراً، ويخزّن خلفه كمّاً هائلاً من المياه تبلغ 12.5 مليار متر مكعب، ومهمته الأساسية توليد 1250 ميغاواط من الكهرباء تغطي حاجة نحو 10 ملايين شخص من السكان للطاقة.
وفي تصعيد وتطور خطير بالحرب السودانية، استهدفت مليشيا الدعم السريع السد بهجمات متكررة بالطائرات المسيرة، ألحقت أضراراً لا يُستهان بها ببنيته التحتية الملحقة، لا سيما محولات الكهرباء التي تغذي شمال البلاد بالطاقة، ونتيجة لذلك انقطع التيار الكهربائي من أجزاء واسعة من البلاد، ولا يزال مقطوعاً في بعض المناطق.
وأغلقت فتحات الري في سد مروي منذ 5 ديسمبر2021، وبقيت مغلقة حتى 5 أغسطس 2022، أي لمدة 8 أشهر تقريبًا، ولم يخرج منها أي ماء خلال هذه الفترة، وذلك ضمن البرنامج التشغيلي العادي لسد مروي قبل الحرب الأهلية.
وفتحات الري في سد مروي ظلت مفتوحة من أكتوبر 2023 حتى 14 فبراير 2024، ثم أغلقت لبضعة أيام، ثم فتحت مرة أخرى من 30 مارس حتى 29 أبريل 2024، وذلك لمدة تزيد عن 300 يوم.
وقال مستشار الطاقة والمساحة بدولة قطر، المهندس عبد الكريم الأمين، في تصريحات صحفية إن السد ليس الجسم الخرساني على النهر وحده، بل يشمل كل بنيته التحتية التي تجعله مفيداً للدولة، مثل وحدات التوليد، وضربات المسيرات حتماً تؤثر عليها.
وأشار إلى حدوث تصدعات وتشققات في الجسم الخرساني بمرور الزمن قد تنذر بانهياره، بيد أنه نفى قدرة قذائف المسيرات على تدميره بضربة أو ضربتين، وقال: “سمك السد الخرساني 1.2 متر، ومغطّى بما يُعرف هندسياً بجسم خرساني مرن، لامتصاص الضربات الشبيهة بضربات المسيرات… متانة السد وكمية الخرسانة التي بني بها وقوتها مقابل صغر حجم قذائف المسيرات تجعل من انهيار السد احتمالاً ضعيفاً، لكن قد تحدث تصدعات تتسبب في مشكلات مستقبلية”.
وأشار الأمين إلى دراسات عن الجسم الخرساني للسد أثناء الإنشاء، ونقاشات عن هشاشة جيولوجيا المنطقة، واحتمالات حدوث متغيرات طبيعية ناتجة حمولة الماء وضغطها على التربة. وقال: “تواجه السدود بشكل عام خطر حدوث تصدعات داخل الطبقة التكتونية للأرض، أو بفعل الإنسان، مثل الحروب، لذلك يخشى من حدوث تصدع وتشققات في الجسم الخرساني”.
ونسبت وكالة الأنباء الرسمية السودانية (سونا) إلى خبير السدود المهندس المقيم السابق في سد مروي، أحمد عبد الله دفع الله، تطمينات بمتانة السد، وأنه بُني على آخر ما توصل إليه تصميم السدود من تقنيات.
بدورهم، ذكر خبراءعلى منصات إليكترونية، أن انهيار السد غير وارد،: « ولا يوجد خطر وشيك يمكن أن يؤدي لانهيار سد مروي كلياً، لكن هناك مخاوف فنية واستراتيجية أُثيرت نتيجة لهجمات الطائرات المسيّرة الأخيرة».
والهيكل الأساسي للسد بُني على أسس هندسية قوية، بحسب دفع الله وأنها تحد من قدرة المسيرات القتالية أو القصف الجوي الخفيف على تدميره، وقالوا إن انهيار السد أو تدميره يتطلب أسلحة ذات قدرة تدميرية كبيرة تُوجَّه للجسم الخرساني أو بوابات تصريف المياه، لا تملكها الدعم السريع حالياً.
ولم يستبعد الخبراء أن يؤدي تكرار الهجمات إلى رفع معدلات التهديد المستقبلي للسد، وإلى إحداث أضرار هيكلية قد تتسبب في انهيار جزئي أو كلي في السد مستقبلاً، وأن يفقد السيطرة على مخزون المياه. وتوقعوا حدوث «كارثة كبيرة» حال انهيار السد، تنتج حتماً عن تدفق كتلة مياه حجمها 12.5 مليار متر مكعب دفعة واحدة، تتسبب في غرق مناطق واسعة في شمال البلاد واقعة على ضفاف نهر النيل، وقد تصل إلى الحدود الجنوبية لمصر، عند مدينة حلفا القديمة التي كانت قد أغرقتها مياه السد العالي.
وسد مروي، أو “سد الحمداب” كما يُسمى أيضًا، (ومنذ انطلاق العمل في السد عام 2003 وافتتاحه رسميا في 2009) ليس مجرد مشروع مائي، بل هو رمز للطموح والتطور في السودان. ويقع السد على نهر النيل في الولاية الشمالية، بالقرب من مدينة مروي التاريخية، ويعتبر أحد أكبر المشاريع الكهرومائية في المنطقة.
ويعد مروي شريان الطاقة الرئيسي الذي يغذي نصف احتياجات البلاد، بسعة تخزينية تصل إلى 12.5 مليار متر مكعب من المياه، وقوة توليدية تبلغ 1,250 ميغاواط من الكهرباء.