فى قلب العاصمة، تترنح منظومة النظافة بين الإهمال والتواطؤ، وتترك شوارع القاهرة فريسة للتكدس والروائح، بينما تهدر مليارات الجنيهات داخل ورش مغلقة.. شهادات صادمة من داخل الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة تكشف كيف تحول العمل الخدمى إلى ساحة فوضى وتستر على الفساد، يدفع فيها المواطن الثمن، بينما يستنشق آخرون من خراب شوارع العاصمة بالمخلفات وتلف معدات الهيئة.
وسط منظومة تغرق فى الفوضى، وتراكم الأعطال، وانعدام الرقابة، هناك كارثة تهدد سلامة العمال، وتهدر المال العام، وتنذر بانهيار كامل لأسطول النقل والخدمة فى العاصمة.. عربات معطلة، إطارات عفا عليها الزمن، ورديات ملغاة، وفساد صامت يتحرك فى الظل، بينما تدفع الشوارع الثمن .
عربات معطلة
فى هذا السياق كشف فنى ميكانيكى بهيئة نظافة وتجميل القاهرة، عن تدهور الحالة الفنية لعدد كبير من سيارات الهيئة، مؤكدًا أن ضعف الصيانة وغياب الرقابة على قطع الغيار يشكلان تهديدًا حقي
فى قلب العاصمة، تترنح منظومة النظافة بين الإهمال والتواطؤ، وتترك شوارع القاهرة فريسة للتكدس والروائح، بينما تهدر مليارات الجنيهات داخل ورش مغلقة.. شهادات صادمة من داخل الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة تكشف كيف تحول العمل الخدمى إلى ساحة فوضى وتستر على الفساد، يدفع فيها المواطن الثمن، بينما يستنشق آخرون من خراب شوارع العاصمة بالمخلفات وتلف معدات الهيئة.
وسط منظومة تغرق فى الفوضى، وتراكم الأعطال، وانعدام الرقابة، هناك كارثة تهدد سلامة العمال، وتهدر المال العام، وتنذر بانهيار كامل لأسطول النقل والخدمة فى العاصمة.. عربات معطلة، إطارات عفا عليها الزمن، ورديات ملغاة، وفساد صامت يتحرك فى الظل، بينما تدفع الشوارع الثمن .
عربات معطلة
فى هذا السياق كشف فنى ميكانيكى بهيئة نظافة وتجميل القاهرة، عن تدهور الحالة الفنية لعدد كبير من سيارات الهيئة، مؤكدًا أن ضعف الصيانة وغياب الرقابة على قطع الغيار يشكلان تهديدًا حقيقيًا لحياة السائقين والعاملين، فضلًا عن تعطل الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأكد الفنى الذى فضل عدم ذكر اسمه ، أن عددًا من عربات النظافة، خاصة من فئة 4 أطنان والحاويات الكبيرة، تعمل بإطارات متهالكة انتهى عمرها الافتراضى، وهو ما يتسبب فى حوادث انقلاب متكررة على الطرق، قائلًا : الكاوتش بيضرب فجأة فى نص الطريق، بيحصل خلل فى توازن العربية، ومع الحمولة الثقيلة بتتقلب العربية فورًا، وده مش حادث فردى، ده سيناريو يتكرر بسبب الإهمال فى الصيانة والمسئول عن الصيانة الشئون الفنية .
وقال إن نسبة العربات الصالحة للتشغيل لا تتعدى 40% من إجمالى الأسطول، فى ظل وجود عدد كبير من المركبات المعطلة المتراكمة داخل الورش دون إصلاح فعلى، مؤكدا أن هناك عربيات بتتصلح ظاهريًا وترجع تشتغل يوم واحد فقط لا غير ويرجع نفس العيب، سواء بسبب استخدام قطع غيار غير أصلية أو تجاهل العطل الأساسي .
وحذر الفنى من أن الأزمة تتفاقم يومًا بعد يوم نتيجة غياب الرقابة الهندسية الجادة، ووجود تضارب بين الجهات الفنية داخل الهيئة حول أولويات الإصلاح، مشددا على ضرورة مراجعة منظومة الصيانة بالكامل، بدءًا من شراء قطع الغيار وحتى تقييم الورش الفنية، حفاظًا على سلامة العاملين ومنع مزيد من الحوادث المأساوية.
مقابر جماعية
قال أحد عمال الورش الفنية بهيئة نظافة القاهرة، إن الورش تحولت إلى «مقابر جماعية» للمعدات والسيارات، فى ظل تواطؤ وصمت مريب من قيادات الشئون الفنية بالهيئة.
وكشف العامل الذى رفض ذكر اسمه أن هناك إهدارًا جسيمًا فى أصول الهيئة داخل الورش، حيث تتكدس عشرات السيارات واللودرات المعطلة دون أى تحرّك لصيانتها أو إعادة تشغيلها، رغم احتياج الشارع الشديد لها .
وأوضح أن الصيانة تتم بطريقة عشوائية، دون التزام بالمعايير أو المواعيد المحددة، فى غياب تام للرقابة والمتابعة، وهو ما يؤدى إلى تفاقم الأعطال وخروج المعدات نهائيًا من الخدمة .
وأضاف العامل : اللى يتكلم مصيره معروف… يا تجميد، يا نقل، يا خصومات، أو أسوأ من كده… إحنا شغالين فى جو كله خوف وتكميم أفواه، محدش يقدر يعترض على قرارات مسئولة الشئون الفنية، حتى لو شايف بعينه إزاى بيتم اهدار الملايين فى قطع الغيار والصيانة الخطأ أصلًا .
وأكد أن الورش تضم عددًا ضخمًا من السيارات التى كان من الممكن أن تعود للعمل بخطوات بسيطة لو توفرت الإرادة الحقيقية، مشيرًا إلى أن بعض القيادات تغض الطرف عن التدهور الحاصل لأسباب غير مفهومة، ما يطرح علامات استفهام كبيرة، حول الادارة التى تنتقم من كل من يحاول كشف الحقيقة.
قطع غيار مضروبة
وكشف مهندس بهيئة نظافة القاهرة، عن وجود أعطال جسيمة فى عدد من عربات النظافة والحاويات المستخدمة ميدانيًا، مشيرًا إلى أن بعضها يمثل خطرًا مباشرًا على حياة العمال.
وقال المهندس الذى طلب عدم الكشف عن اسمه أن من أبرز الأمثلة حاوية لا تزال فى الورش الفنية رغم مرورها بعدة محاولات صيانة، الا أن العطل الأساسى المتعلق بنظام الاتزان والتثبيت لم يحل، مما قد يؤدى إلى وقوع حادث سير أو إصابة أثناء التفريغ.
وأكد أن عربات النقل سعة 4 أطنان تعانى من مشكلات مزمنة، مثل تسرب الزيت، وتعطل نظام الكمبروسر، وإطارات مهترئة، وبعضها لا يتحرك إلا بدفع يدوى، ولدينا عربات غير مؤهلة للعمل، لكنها تُستخدم يوميًا وسط غياب أى تقييم فنى حقيقي .
واشار المهندس إلى أن قطع الغيار فى الورش، يتم توريدها بجودة متدنية رغم أنها تسجل فى الميزانية بأسعار مرتفعة، مؤكدا أن صيانة الحاويات تتم عبر ورش خارجية لا تلتزم بالمواصفات الهندسية، والإصلاح يتم بشكل سطحى، ما يؤدى إلى تكرار الأعطال، بل وتفاقمها ووقوع حوادث جسيمة .
ولفت إلى أن صناديق القمامة الكبيرة تفرغ باستخدام اللودرات بسبب تهالك الحاويات من نوع «اتجيو»، التى تتجاوز حمولتها 10 أطنان، ما يعرضها للتلف السريع، فى غياب حاويات بديلة أو حلول فنية عاجلة.
جراجات الإنقاذ
كشف أحد موظفى جراجات الإنقاذ بالهيئة ، عن وقائع صادمة لإهدار المال العام وتعطيل أسطول النقل الحديث فى غياب كامل للمحاسبة والرقابة.
أكد الموظف الذى رفض ذكر اسمه أن عددًا من سيارات التريلا الجديدة، التى تم تسلمها مؤخرًا ضمن اعتمادات مالية ضخمة، تعرضت لحوادث خطيرة بسبب التحميل الزائد، فى ظل غياب أى رقابة فنية أو إدارية.
وأوضح أن تريلا حديثة تحمل لوحات رقم (٩٣٧٨ أ ر س) انقلبت على طريق السلام منذ نحو أسبوع، نتيجة الحمولة المفرطة، وتم سحبها إلى مجمع جراجات المقطم، حيث لا تزال متوقفة ومعطلة حتى الآن.
وقال الموظف : ده مش الحادث الأول، من ٤ أشهر فى تريلا تانية انقلبت واتركنت فى جراج إنقاذ حلوان، ولسة متصلحتش ولا حد سأل فيها، العربيات كلها جديدة ولسة طالعة من الاعتماد، لكن مفيش أى حرص عليها، كأنها ملكية خاصة حد بيجرب بيها .
وأضاف: فيه تعليمات غير مباشرة بعدم الكلام، وكل اللى بيشتغل بضمير بيتحط تحت الميكروسكوب، لو موظف صغير أخطأ بيتحول للتحقيق فورًا، لكن الكوارث الكبيرة بيتم التعتيم عليها ومحدش بيحاسب الموظفين الكبار .
واختتم الموظف قائلًا: إحنا شايفين الفساد بعنينا وساكتين، مش لأننا راضيين، لكن لأن اللى بيتكلم مصيره معروف، كل يوم مخالفات وكل يوم خسارة جديدة، والمصيبة إن كل ده بيحصل فى صمت، كأننا بنشتغل فى شركة خاصة مش هيئة حكومية مسئولة عن مليارات الجنيهات .
قيًا لحياة السائقين والعاملين، فضلًا عن تعطل الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأكد الفنى الذى فضل عدم ذكر اسمه ، أن عددًا من عربات النظافة، خاصة من فئة 4 أطنان والحاويات الكبيرة، تعمل بإطارات متهالكة انتهى عمرها الافتراضى، وهو ما يتسبب فى حوادث انقلاب متكررة على الطرق، قائلًا : الكاوتش بيضرب فجأة فى نص الطريق، بيحصل خلل فى توازن العربية، ومع الحمولة الثقيلة بتتقلب العربية فورًا، وده مش حادث فردى، ده سيناريو يتكرر بسبب الإهمال فى الصيانة والمسئول عن الصيانة الشؤون الفنية .
وقال إن نسبة العربات الصالحة للتشغيل لا تتعدى 40% من إجمالى الأسطول، فى ظل وجود عدد كبير من المركبات المعطلة المتراكمة داخل الورش دون إصلاح فعلى، مؤكدا أن هناك عربيات بتتصلح ظاهريًا وترجع تشتغل يوم واحد فقط لا غير ويرجع نفس العيب، سواء بسبب استخدام قطع غيار غير أصلية أو تجاهل العطل الأساسي .
وحذر الفنى من أن الأزمة تتفاقم يومًا بعد يوم نتيجة غياب الرقابة الهندسية الجادة، ووجود تضارب بين الجهات الفنية داخل الهيئة حول أولويات الإصلاح، مشددا على ضرورة مراجعة منظومة الصيانة بالكامل، بدءًا من شراء قطع الغيار وحتى تقييم الورش الفنية، حفاظًا على سلامة العاملين ومنع مزيد من الحوادث المأساوية.
مقابر جماعية
قال أحد عمال الورش الفنية بهيئة نظافة القاهرة، إن الورش تحولت إلى «مقابر جماعية» للمعدات والسيارات، فى ظل تواطؤ وصمت مريب من قيادات الشؤون الفنية بالهيئة.
وكشف العامل الذى رفض ذكر اسمه أن هناك إهدارًا جسيمًا فى أصول الهيئة داخل الورش، حيث تتكدس عشرات السيارات واللودرات المعطلة دون أى تحرّك لصيانتها أو إعادة تشغيلها، رغم احتياج الشارع الشديد لها .
وأوضح أن الصيانة تتم بطريقة عشوائية، دون التزام بالمعايير أو المواعيد المحددة، فى غياب تام للرقابة والمتابعة، وهو ما يؤدى إلى تفاقم الأعطال وخروج المعدات نهائيًا من الخدمة .
وأضاف العامل : اللى يتكلم مصيره معروف… يا تجميد، يا نقل، يا خصومات، أو أسوأ من كده… إحنا شغالين فى جو كله خوف وتكميم أفواه، محدش يقدر يعترض على قرارات مسؤولة الشئون الفنية، حتى لو شايف بعينه إزاى بيتم اهدار الملايين فى قطع الغيار والصيانة الخطأ أصلًا .
وأكد أن الورش تضم عددًا ضخمًا من السيارات التى كان من الممكن أن تعود للعمل بخطوات بسيطة لو توفرت الإرادة الحقيقية، مشيرًا إلى أن بعض القيادات تغض الطرف عن التدهور الحاصل لأسباب غير مفهومة، ما يطرح علامات استفهام كبيرة، حول الادارة التى تنتقم من كل من يحاول كشف الحقيقة.
قطع غيار مضروبة
وكشف مهندس بهيئة نظافة القاهرة، عن وجود أعطال جسيمة فى عدد من عربات النظافة والحاويات المستخدمة ميدانيًا، مشيرًا إلى أن بعضها يمثل خطرًا مباشرًا على حياة العمال.
وقال المهندس الذى طلب عدم الكشف عن اسمه أن من أبرز الأمثلة حاوية لا تزال فى الورش الفنية رغم مرورها بعدة محاولات صيانة، الا أن العطل الأساسى المتعلق بنظام الاتزان والتثبيت لم يحل، مما قد يؤدى إلى وقوع حادث سير أو إصابة أثناء التفريغ،
وأكد أن عربات النقل سعة 4 أطنان تعانى من مشكلات مزمنة، مثل تسرب الزيت، وتعطل نظام الكمبروسر، وإطارات مهترئة، وبعضها لا يتحرك إلا بدفع يدوى، ولدينا عربات غير مؤهلة للعمل، لكنها تُستخدم يوميًا وسط غياب أى تقييم فنى حقيقي .
واشار المهندس إلى أن قطع الغيار فى الورش، يتم توريدها بجودة متدنية رغم أنها تسجل فى الميزانية بأسعار مرتفعة، مؤكدا أن صيانة الحاويات تتم عبر ورش خارجية لا تلتزم بالمواصفات الهندسية، والإصلاح يتم بشكل سطحى، ما يؤدى إلى تكرار الأعطال، بل وتفاقمها ووقوع حوادث جسيمة .
ولفت إلى أن صناديق القمامة الكبيرة تفرغ باستخدام اللودرات بسبب تهالك الحاويات من نوع «اتجيو»، والتى تتجاوز حمولتها 10 أطنان، ما يعرضها للتلف السريع، فى غياب حاويات بديلة أو حلول فنية عاجلة.
جراجات الإنقاذ
كشف أحد موظفى جراجات الإنقاذ بالهيئة ، عن وقائع صادمة لإهدار المال العام وتعطيل أسطول النقل الحديث فى غياب كامل للمحاسبة والرقابة.
أكد الموظف الذى رفض ذكر اسمه أن عددًا من سيارات التريلا الجديدة، التى تم تسلمها مؤخرًا ضمن اعتمادات مالية ضخمة، تعرضت لحوادث خطيرة بسبب التحميل الزائد، فى ظل غياب أى رقابة فنية أو إدارية.
وأوضح أن تريلا حديثة تحمل لوحات رقم (٩٣٧٨ أ ر س) انقلبت على طريق السلام منذ نحو أسبوع، نتيجة الحمولة المفرطة، وتم سحبها إلى مجمع جراجات المقطم، حيث لا تزال متوقفة ومعطلة حتى الآن.
وقال الموظف : الحادث ده مش الأول، من ٤ أشهر فى تريلا تانية انقلبت واتركنت فى جراج إنقاذ حلوان، ولسة متصلحتش ولا حد سأل فيها، العربيات كلها جديدة ولسة طالعة من الاعتماد، لكن مفيش أى حرص عليها، كأنها ملكية خاصة حد بيجرب بيها .
وأضاف: فيه تعليمات غير مباشرة بعدم الكلام، وكل اللى بيشتغل بضمير بيتحط تحت الميكروسكوب، لو موظف صغير أخطأ بيتحول للتحقيق فورًا، لكن الكوارث الكبيرة بيتم التعتيم عليها ومحدش بيحاسب الموظفين الكبار .
واختتم الموظف قائلًا: إحنا شايفين الفساد بعنينا وساكتين، مش لأننا راضيين، لكن لأن اللى بيتكلم مصيره معروف، كل يوم مخالفات وكل يوم خسارة جديدة، والمصيبة إن كل ده بيحصل فى صمت، كأننا بنشتغل فى شركة خاصة مش هيئة حكومية مسؤولة عن مليارات الجنيهات .