الطبيب “محمد السيد”.. الاختفاء على طريقة “رضا هلال”

- ‎فيحريات

أحمدي البنهاوي
اختفى الآلاف في سجون الانقلاب سيئة السمعة، بل في أشدها قمعا على الإطلاق، وفي العازولي العسكري بالإسماعيلية، اختُطف المئات وأخفتهم مليشيات الانقلاب قسريا، فظلوا مجهولي المصير لشهور، ثم ظهروا فجأة في عهدة أجهزة الدولة لتتهمهم في قضايا مثل عرب شركس، أو أنصار بيت المقدس، ولكن إلى الآن ورغم المناشدات الحقوقية والحملات الإعلامية التي لا تنقطع، يدخل مدير مستشفى القنايات بمحافظة الشرقية، عامه الرابع من الاختفاء القسري، وذلك في ذكرى اعتقاله 24 أغسطس 2013، ليعيد مأساة عام 2003، مع اختفاء الصحفي رضا هلال، وحتى الآن لا أحد يعرف مكانه.

وما زال الطبيب محمد السيد محمد إسماعيل، 60 عامًا، يتعرض للاختفاء القسري لليوم الـ1355 على التوالي، دون سند من القانون، من منزله فور عودته من عيادته الخاصة بمدينة الزقازيق أمام بناته الست وولده الوحيد، على يد قوات الأمن المصرية، واقتادته إلى جهة غير معلومة.

رسالة ابنته

وبين الحين والآخر، تنقل إحدى بناته معاناة أسرتها المادية والحسية، في ظل غياب عائلها، بسبب إصرار سلطات الانقلاب على إخفائه القسري، ففي ذكرى ميلاده، وردت رسالة للمنظمة من كريمته، تكتب فيها عن معاناة أهالي المختفين قسريًا في مصر، حيث كتبت رسالة أوصلتها لصفحات السوشيال تحت عنوان "فى ذكرى مولد أبي الثالثة بعد إخفائه قسريًا". عبرت فيها عن افتقاد الأب والحبيب والطبيب الماهر لثلاثة أعوام، وكيف تمر الأعوام بالحرقة والمرارة التي لا يعلم مداها إلا الله، كلما يأتي ذكرى ميلاد والدها في 12 مايو.

واستعرضت ابنته توثيق اعتقاله بخبر منشور بموقع جريدة "التحرير"، يفيد بالقبض على والدها، في 5 أغسطس 2014، ورغم أنه متأخر بنحو عام على تاريخ اعتقاله، إلا أنها تساءلت "أليس هذا دليلا آخر أنه بسجون الداخلية؟!"

وأكدت قائلة: "أبي ما زال بسجون تلك السلطات الانقلابية التى لا تعرف معنى للإنسانية سوى التنكيل والتعذيب والخطف والقتل، والأبشع أن يغيب أب عن بناته".

مختفٍ بالإجماع

ونبهت ابنته إلى أنهم زاروا جميع مقرات الاحتجاز، "فأقسم الجميع على إخفائه"، وأن معلومات نسبتها لمصادر أمنية، أخبرتهم أن والدها يقبع بسجن العازولى الحربى الذي وصفته بالـ"مقبرة"، مطالبة بالإفراج عن والدها، وأنه من حقه أن "يكون منعمًا وهو فى مثل هذا العمر وسط أولاده، ليتنعم ببرهم.

وعددت الأماكن والأبواب التي طرقوها بحثا عن الوالد، بداية من النائب العام، "ليتلقى شكوانا ومصيرها درج مكتب"، و"المجلس القومى لحقوق الإنسان"، و"المنظمات الحقوقية"، والجهات القانونية؛ على أمل أن يوجد "مخرج مع هذه العصابة الحاكمة".