الخشخاش من مكونات عيش المصريين بعهد السيسي

- ‎فيأخبار

كتب محمد مصباح:

يأتي اعتراف وزير زراعة الانقلاب عبدالمنعم البنا، أمس، بوجود نبات خشخاش مخدر بشحنة قمح تم دخولها لمصر -ومن ثم بطون الشعب- كارثة بكل المقاييس، يغطي عليها إعلام الانقلاب، ويتستر على الفضيحة الكفيلة بإسقاط حكومات.

وتكشف الواقعة عن إهدار السيسي وانقلابه حقوق الشعب واستهدافه القضاء عليه وتسميم طعامه، بعد أن رفض في وقت سابق مقترحات نيابية باعتماد قرار رفض دخول أقماح مصابة بأي نسبة من الإرجوت بعد فضيحة الأقماح الروسية العام الماضي، التي تم وقفها ثم تراجع أمام الإملاءات الروسية وتم دخولها لبطون المصريين رغم زيادة نسبة الإرجوت عن 5%.

وأعلن أمس وزير الزراعة عبدالمنعم البنا أن العينة الثانية من شحنة القمح المستورد من رومانيا، التي دخلت البلاد مؤخرًا، بإجمالي 63 ألف طن، ثبت وجود خشخاش مخدر بها، جاء ذلك على هامش اجتماع الحكومة الأسبوعي، أمس الأربعاء.

وكان حامد عبدالدايم -المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة- قال إن الحجر الزراعي وجد بذور الخشخاش المخدرة بشحنة القمح القادمة من رومانيا، موضحا أن هذه النبات نوع من المخدرات ولا يمكن أن يكون غير ذلك.

بدوره، أكد إسماعيل الجابر -رئيس هيئة الرقابة على الصادرات والواردات- أنه سبق أن وصل إلى الميناء أحيانا شحنات مخلوطة بنباتات منها الخشخاش وأنواع أخرى.

المعايير المنخفضة في مصر السيسي
وعلق يحيى متولي -أستاذ باحث بمركز البحوث الزراعية- أن مصر تستورد أصنافا منخفضة النقاوة والجودة، لذلك تعد أكبر سوق عالمية مفتوحة، حيث يسعى المصدرون إلى الاستفادة من المعايير المنخفضة في البلاد.

مضيفا في تصريحات صحفية أن المشكلة تكمن في أن سعر القمح الوارد أرخص من السعر المحلي، بسبب الزراعة في الخارج على مستوى العالم في مساحات شاسعة بتكنولوجيا حديثة، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتقليل التكلفة، بينما يواجه الفلاح المصري أزمات في الأسمدة واحتمالية ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، موضحا أننا إذا استخدمنا الإمكانيات الحديثة وتقليل الفاقد الذي وصل إلى ما يقرب 3 ملايين في إحصائية 2015 وفقا للحكومة، سيزيد الإنتاج المحلي من 9.7 إلى 12 مليون طن، ما يقلل من الكميات المستوردة ويجنبنا الدخول في هذا الجدال.

وأشار الباحث الزراعي إلى أن الدليل على ذلك هو وجود مشكلة في التخزين السنة الماضية، حيث تعمد المستوردون خلط الأنواع المستوردة مع القمح المحلي.

وأمام هذا الاستهتار بصحة المصريين لا يمكننا تجاهل خطط وتصريحات الرئيس محمد مرسي، ووزيره باسم عودة عن ضرورة الاكتفاء الذاتي من القمح والغذاء والدواء والسلاح.. وهو عكس ما يعمل عليه الانقلاب العسكري العميل الذي يريد استمرار تبعية مصر للغرب في كل شيء.