مخطط تقزيم السنة في سوريا والعراق.. توافق أمريكي روسي وعجز خليجي!

- ‎فيعربي ودولي

كتب محمد مصباح:

في إعادة لرسم خريطة جديدة للمنطقة العربية تقوم على معادلة تمدد شيعي أكبر ومنافع استراتيجية أعمق للغرب، يجري الضحك على دول الخليج صاحبة الضرر الأكبر ومن سار على نهجها.. ويستخدم الغرب وحتى الحكام العرب السنة بجانب الشيعة سلاح الإرهاب وداعش لتمرير المخطط.

مؤخرا كشف البرفيسور إيال زيسر -المحاضر في جامعة "تل أبيب" وأبرز المستشرقين الإسرائيليين- أن كلا من الحكومة العراقية ونظام بشار الأسد وبتوجيه إيران ودعم من الولايات المتحدة وروسيا يسعيان لإحداث تغيير ديموغرافي يطال السنّة في البلدين ويقلص عددهم بشكل جذري.

وأوضح زيسر أن العمليات العسكرية التي يخطط لها المحور الشيعي في كل من سوريا والعراق تهدف إلى طرد السنّة أو أكبر عدد منهم من منطقة "الهلال الخصيب"، لا سيما المناطق التي تقع على ضفاف نهري الفرات ودجلة والمناطق الساحلية من سوريا.

وجاءت معركة الموصل والحرب في سوريا في مراحلها الأخيرة كدليل على ذلك، فالأهالي السنة الذين يفرون حاليا من "الموصل" ويتحولون إلى لاجئين في الخارج يكملون مشهد الطرد الجماعي الذي يتعرض له السنة حاليا في سوريا، منوها إلى أن ملايين السنة قد فروا من العراق وسوريا حتى الآن.

واعتبر المستشرق الإسرائيلي في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" مؤخرًا أن الهلال الخصيب الذي كان يقطنه قبل عقد من الزمان 20 مليون سني، أي ما كان يمثل 60% من السكان في سوريا (75% في واقع الحال- "عربي21")، وثلث السكان في العراق، لم يتبق منهم الآن إلا 4 ملايين نسمة.

طرد 8 ملايين سني بسوريا
فيما قام نظام الأسد بطرد ثمانية ملايين سني حتى الآن ، مشيرا إلى أن تصريحات بشار الأسد الأخيرة بشأن عزمه على استعادة بعض المناطق يعني أن 3 ملايين سني "في بؤرة استهدافه، وأنه عازم على طردهم من هناك".

واعتبر زيسر أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا تلعبان دورا مباشر في مساعدة إيران على تنفيذ المخطط.

وقال زيسر إن الغطاء الذي تمنحه روسيا للمليشيات الشيعية لتنفيذ جرائم حرب في سوريا، والغطاء الذي تمنحه الولايات المتحدة لنفس المليشيات في العراق يدلل على أن طرد السنّة من المنطقة يحظى بدعم القوتين العالميتين.

وأشار زيسر إلى أن استكمال الحرب على الموصل يعني أن المزيد من ملايين السنّة سيتحولون إلى لاجئين في الأردن ولبنان وتركيا وبقية أصقاع العالم.

وشدد زيسر على أن ما يتم في العراق وسوريا هو "تطهير عرقي بكل ما في الكلمة من معنى لكن العالم يرفض تسمية الأمور بمسمياتها".

وأشار زيسر إلى أن وجود "داعش مثل هدية" لأولئك للذين يرون أن مصالحهم تتحقق في إعادة صياغة حدود الشرق من جديد.

ورأى زيسر أن الرئيس التركي طيب رجب أردوغان يعي تماما حقيقة الأهداف من وراء الحرب على الموصل وهو "ما يدفعه للتصميم على تدخل تركيا على أمل أن تسهم في تقليص قدرة الآخرين على تحقيق أهدافهم المتمثلة في طرد السنّة من هناك، علاوة على أنه "غير معني أيضا بأن تقع المدينة تحت سيطرة الأكراد مما يغريهم بالإعلان عن دولتهم شمال العراق بما يهدد العمق التركي".

طرد السنة من مناطق التماس مع الشيعي مخطط قديم لدى إيران تعمل عليه في لبنان وفي اليمن وفي العراق وسوريا، ورغم ذلك تتجه دول عربية خليجية للعمل على إبقاء بشار الأسد في مكانه رغم خطورة بقائه على عموم الشعب السوري، وهو ما يعد تحول فرضه الغرب وأمريكا وروسيا يتصادم مع مواقف سابقة للسعودية والخليج.

وفي سبيل تمرير الأمر جاءت أزمة الحصار التي افتعلتها الإمارات والسعودية مع قطر لوقف التركيز الإعلامي على تلك المخططات التي تضر بالعرب السنة في كل الدول العربية.

وهو ما يمكن فهمه بأنه صفقة تسكت أمريكا والغرب عن فساد واستبداد النظم العربية لتحقيق مخططاتها، بغض النظر إن كانت تلك المصالح تأتي معها فوائد أكبر للعدو "الإعلامي فقط" إيران في المنطقة ولكنها المصالح الاستراتيجية التي تحول العدو لصديق والصديق لعدو، وتتكسر على أعتابها المبادئ والثوابت.