كتب رانيا قناوي:
رد الكاتب الصحفي وائل قنديل على ما نسب إلى الدكتور عصام العريان والمحامي المعتقل عصام سلطان، بشأن المقال المنسوب إليهما، والذي يزعم تصورهما حول إمكانية التفاوض على شرعية قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، متسائلا: "كيف تتسامح سلطات تمارس أبشع أنواع التعذيب على السجناء المعارضين، مع تمرير ما ينشر من مقالات تحمل أسماءهم؟".
وقال قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة- "لن أتصدى بالنقد، اختلافًا أو اتفاقًا أو تقييمًا، مع مناضلين حقيقيين في ظلام الزنازين وظلمها، يحيون في ظروف سجن غير آدمية، ومن ثم لن أتوقف عما ينشر على لسانهما، إلا حين يتمتعون بالحرية، والقدرة على الجدال والسجال".
وأكد أن العقل لا يستطيع أن يستوعب أن عصام سلطان الذي انتهز فرصة السماح له بالكلام أمام هيئة المحكمة، معلنًا الدخول في إضرابٍ كامل عن الطعام والشراب، واستخدام القوة المسلحة والمواد الحارقة والكلاب البوليسية في تعذيبه وطلب عرضه على لجنة من الأمم المتحدة، احتجاجًا على التعذيب الذي تمارسه سلطات السجن ضده، هو نفسه الذي تتوفر له إمكانات كتابة المقالات، داخل الزنزانة، ووصولها إلى الصحف لنشرها.
وأشار إلى المقال المزعوم إلى عصام سلطان، يعلن فيه موقفًا مرنًا للغاية من مسخرة الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يقول النص المنشور "إذن، تتعدد المواقف وتتباين، بل وتتغير من وقت لآخر بين الفرقاء السياسيين، وربما داخل الفريق الواحد، لا توجد ثوابت أو مطلقات في السياسة.. المهم هو تعرية نظام الاستبداد، كل بطريقته. وزيادة في الضغط والتعرية أمام العالم، وربما الإسقاط الكامل للنظام المستبد الفاسد، اقترح عليَّ صديقي المشاغب والمعتقل معي بالعقرب أن يعلن الإخوان الآتي:
[ما زلنا متمسكين بالشرعية، وبموقفنا الرافض للحوار مع الانقلاب، وبالرغم من غياب أكبر فصيل سياسي داخل المعتقلات، بما يقدح في أي انتخاباتٍ تجري في غيبته.. إلا أننا ليس لدينا مانع من الحوار حول كل الموضوعات التي من شأنها انتشال مصر من الضياع والفشل والإفلاس والاقتتال الداخلي مع الفائز في الانتخابات.. بشرط أن تكون حرة..]
ونوه قنديل إلى أن ما يحدث مع عصام سلطان يتكرّر مع الدكتور عصام العريان، المحبوس في سجون السلطة العسكرية، فمن ناحية يشكو من توحش أساليب التعذيب التي وصلت إلى حد الكلام عن انتهاكات جنسية. ومن ناحية أخرى، تنشر مقالات تحمل اسمه، تتضمن رؤى وأفكاراً للمأزق السياسي الراهن، مثل مقاله الأخير، المفاجئ في طرحه، والذي يضع آمالاً على المؤسسة العسكرية، لحلحلة الوضع، وفتح الأفق السياسي المسدود في البلاد.
وتساءل: "كيف تخرج هذه المقالات ولماذا، بينما الوقائع المروية، عن التنكيل والامتهان والعدوانية التي تمارسها سلطات السجون ضد أهالي المحبوسين والمعتقلين، تشير إلى استحالة دخول قشرة موز أو خروجها، من دون موافقة السلطات؟"، مشيرا إلى تصريحات العميد جمال دياب، مدير التخطيط والبحوث في قطاع السجون، حينما قال إن الرئيس محمد مرسي سجين عادي مثل الجميع، ويتم التعامل معه مثل أي شخص أخر، معلقا: "مش هياخد أزيد من حقه، لا يكتب مذكراته، ولا يقرأ، وملتزم بالقواعد واللوائح.. قاعد بس معتاد على السجن".