“اتفاق القرن”.. هل يتضمن قتل المعتقلين في سجون السيسي؟

- ‎فيتقارير

كتب سيد توكل:

لم تتضح بعد ملامح ما يسمى بـ"اتفاق القرن" الذي وقعه قائد الانقلاب السفيه عبدالفتاح السيسي مع المتطرف الصهيوني دونالد ترامب، إلا أنه وكما يقول المصريون "الجواب يبان من عنوانه"، فبعد عودة السفيه من واشنطن اشتدت القبضة الانتقامية على المعتقلين في سجون الانقلاب، خصوصا القيادات وعلى رأسهم الرئيس المنتخب محمد مرسي، وواصل نظام الانقلاب حملات القمع والانتهاكات والتعذيب ضد المعتقلين، خاصة في سجن العقرب.

وهاجم حقوقيون وسياسيون "اتفاق القرن" الذي يشبه البنود السرية لاتفاقية كامب ديفيد المشؤمة، مع تزايد الانتهاكات بحق المعارضين، والتي كشفت عنها أخر جلسات المحاكمة للدكتور محمد مرسي، والمحامي عصام سلطان.

وانتقد الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، تعرض السجناء لانتهاكات قائلا: "إن يصل الأمر بالناس لأن تطلب معاملتها بشكل آدمي في السجن هذه كارثة، نحن تجاوزنا سوريا والعراق وكوريا الشمالية".

أشعر بالعار
وأضاف عيد "لو أنني أنتمي لهذا النظام، فسأشعر بالعار بأن يكون هناك مواطنين كل ما يطلبوه ليس الإفراج عن ذويهم ولكن معاملتهم بشكل آدمي، هذه وصمة عار في جبين أي نظام أن يكون لديه محتجزين يقيد حرياتهم ولا يعاملهم حتى بشكل آدمي".

وردا على سؤاله عن دور المجلس القومي لحقوق الإنسان تجاه هذه الانتهاكات قال: "هذا مجلس حكومي يجمل صورته وإلا يعطينا إمارة أنه حقوقي، أما الحقوقيون منهم من يراعي ضميره ومنهم المتواطىء".

وأشار جمال عيد إلى أن سلطان ليس أول ولا آخر سـجين يتعرض للانتهاكات، فهناك نحو 60 ألف سـجين سياسي يتعرضون للمأساة نفسها.

خصومة مع الثورة
وتابع عيد: "نحن نتكلم عن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والمستشار محمود الخضيري وغيرهما من السجناء السياسيين.. ربما نكون في خصومة لكن نظل محتفظين بقيمنا الإنسانية التي ترفض إهدار حقوق سـجناء الرأي".

واستطرد عيد أن هناك "توحشا" وتعمدا لمحاولة كسر السـجناء، وفي الوقت نفسه هناك من قدم التحية لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي أثناء حبسه، لافتا إلى أنه يرفض أيضا إهدار آدمية العادلي، ولكن لا بد من المساواة بين السجناء في المعاملة والحقوق.

وطالب عيد الجميع بألا يملوا من الحديث عن الانتهاكات ضد السجناء وفضحها وتلفيق القضايا والمحاكمات الهزلية وغير العادلة، متوجها لمن يعرف هذه الانتهاكات ويصمت عنها قائلا: "الساكت عن الحق شيطان أخرس".

حملة تجويع
استنكر المهندس أبوالعلا ماضي، رئيس حزب الوسط، ما يتعرض له عصام سلطان، نائب رئيس الحزب، وغيره من المحتجزين بسجن العقرب، من "انتهاكات وحملة تجويع أدت إلى سقوطه مغشيا عليه" أثناء جلسة محاكمته فيما يعرف إعلاميا بقضية "إهانة القضاء".

وأضاف ماضي، خلال مؤتمر صحفي عقده حزب الوسط الأحد الماضي بمقره الرئيسي بالمقطم، أنه منذ واقعة إغماء عصام سلطان وحتى الآن لا أحد يعرف إلى أين ذهب، وهل عاد إلى السجن أم يخضع للعلاج بالمستشفى؟

واستعرض ماضي 10 انتهاكات يتعرض لها سلطان وزملاؤه فيسجن العقرب، لافتا إلى أنها تخالف حقوق السجناء المذكورة في لائحة السجن، وهي:

1- غلق الزنزانة 24 ساعة كاملة، بينما تنص لائحة السجن على فتح الزنزانة منذ السابعة صباحا حتى الخامسة والنصف عصرا.
2- منع التعرض للشمس والتريض، وهو حق للسجناء والمحبوسين.
3 – منع الزيارة لأسر ومحامي السجناء منذ فترة طويلة، واختصار زمن الزيارة لأهله لدقائق محدودة جدا، ثم منعها نهائيا.
4- عدم السماح بدخول أطعمة من الخارج على مسؤولية أسرة السـجين.
5- غلق كافتيريا السـجن لعدم السماح للسـجناء بشراء طعام أو شراب من الحساب الشخصي له من الأمانات التي يضعها أسرهم.
6- منع اقتناء الكتب والصحف والإطلاع عليها.
7- منع السجـين من الإطلاع على القضايا المتهم فيها وعدم السماح له بالاحتفاظ بنسخة منها.
8- منع اقتناء أدوات الكتابة من أوراق وأقلام ليدون السجين ما يشاء.
9- منع دخول الدواء للمرضى وعدم علاجهم.
10- حبس السـجناء في زنزانة انفرادي لمدة 4 سنوات، في الوقت الذي تنص فيه لائحة السجن على الحبس بالزنازين مع آخرين في مساحة معقولة ويعاقب السـجين بالحبس الانفرادي إذا ارتكب مخالفة لمدة أقصاها أسبوع.

واستطرد رئيس حزب الوسط أنه إذا شعر الجميع بالقلق على خصومهم بقدر قلقهم على أنصارهم سيكون هناك أمل لتغيير الأوضاع، مضيفا "التعذيب والانتهاكات لا تسقط بالتقادم وسيأتي يوم يُحاسب فيه كل من انتهك حقوق المصريين".

مأساة أحمد سبيع
وفي هذا السياق تقول إيمان محروس زوجة الصحفي أحمد سبيع المحبوس بسـجن طره شديد الحراسة، المعروف بـ"سـجن العقرب": إن إدارة السـجن منعت الزيارة.

وأضافت "محروس" في تصريحات صحفية، أن إدارة السـجن أبلغت الأهالي فجأة بمنع الزيارة لأجل غير مسمى، مشيرة إلى أنه مع وقوع أي أحداث تكون النتيجة إغلاق الزيارة بالعقرب.

وأكدت أنه في أوقات غلق الزيارة لا يسمح بإدخال الطعام أو الملابس ولكن مع ضغط الأهالي في بعض الحالات قد تتسلم إدارة السـجن الأمانات لإدخالها.